بوصول سفن قوات البحرية الكويتية أخيرا إلى مملكة البحرين يكون العقد الخليجي التأم، شعرت بالفخر وهم يصافحون الملك حمد أثناء زيارته مقر قوات درع الجزيرة للسلام عليهم والعلم الوطني لبلدانهم يرصع زنودهم. جميل وخلاب ذلك التباين بين العمامة العمانية التي طالما شاهدناها في السلم، واليوم تكسبنا هذه الأزمة معلومات مختلفة عن دول المجلس وقدرات الخليج الدفاعية المشتركة، ونكتشف (رجالات الخليج وطاقاتهم العسكرية). اعتبر قواتنا العسكرية (الخليجية) صفعة لمن يحرك الفئة الضالة وأهم عوامل دحرها، وهي فرصة لتثقيف الأجيال والتوضيح للجهلة أو المتجاهلين بأن «درع الجزيرة» منظمة شبيهة بحلف شمال الأطلسي (الناتو NATO)، وهي منظمة تأسست عام 1949، بناء على معاهدة شمال الأطلسي الموقعة بواشنطن عام 1949 ومقر قيادة الحلف «بروكسلبلجيكا». دعت الضرورة دول الحلف إلى الاتحاد بسبب تواجد القوات السوفياتية في دول شرق أوروبا وشعور دول غرب أوروبا بقرب هجوم سوفياتي عليهم أدى للتعاون مع الولاياتالمتحدة وتكوين حلف الناتو. دور الحلف خلال الأزمات السياسية حراسة حرية وحماية الدول الأعضاء فيه بالقوة العسكرية، وكل الدول الأعضاء فيه تساهم، والحلف تمتد أدواره إلى «حماية دول (العالم) بشكل عام» وحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة التهديدات الأمنية الجديدة. حتى لو لم يكن هناك درع للجزيرة سيكون هناك جهات أخرى عالمية قادرة على ردع والتعامل مع هذا الهراء الذي حدث في البحرين بأجندة إيرانية. من وجهة نظري، لا يمكن للعاقل السماح لثلة مجرمين ومجموعة عصابات يقودها معاتيه إيران، حتى إمكانات (مستشفى وسيارات إسعاف) سيطرت عليها ثم نهبتها، أن تترك لتصول وتجول هكذا بدون رادع كأننا في غابة. والمهم بعد هذه الكارثة صياغة مستقبل مشترك للخليج أكثر إشراقا، وتحديث تجربة مجلس التعاون، وهناك تجربة «الاتحاد الاستقلالي أو التعاهدى»، وهو نتاج اتفاق أكثر من دولة على مشتركات تحقق مصالح ما يطلق عليه لاحقا اتحاد كونفيدرالي، مع احتفاظ كل دولة من دول الاتحاد بسيادتها واستقلالها. من أشهر الاتحادات الاستقلالية الكونفدرالية التي تحولت إلى نظم حكم مركزية فدرالية أمريكا والاتحاد السويسري. والمهم أن الكونفدرالية لا تهدد سيادة الدول الأعضاء فيها، وفي نظر القانون الدولي تتشكل عبر اتفاقية تعدل بموافقة كل الدول الأعضاء فيها. المشتركات والمشاريع التنموية الخليجية لم تتوقف الدول الأعضاء عن تطويرها أو العمل عليها، رغم البطء والبيروقراطية نشهد حراكا سنويا ممتدا ومناقشات حرية التنقل والتمكين لربط دول الخليج بريا وعلى صعد مختلفة.. اليوم لا نختلف على أن الأهم حماية الأمن الوطني والاجتماعي مع تمني الاتفاق على قرار مشترك يحسم هذه المرحلة باتحاد خليجي كونفدرالي.. يلجم الجهلة ويدحر المزايدين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة