تشهد العاصمة الروسية سباقا دبلوماسيا محموما مع الزمن لإيجاد حل للأزمة السورية إذ توجه إليها المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي فيما كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن لقاء سيعقد بين الإبراهيمي وممثلين لروسيا وأمريكا قريبا في شهر يناير المقبل لوضع اللمسات النهائية لخطة للحل «على ما يبدو» وسط رفض زعيم المعارضة السورية دعوة من روسيا لاجراء محادثات سلام مما يوجه ضربة أخرى وفشلا للآمال الدولية بإحياء الجهود الدبلوماسية خاصة الروسية لإنهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ 21 شهرا في سوريا. وقالت روسيا الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الاسد امس انها أرسلت دعوة الى احمد معاذ الخطيب زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض الا ان الخطيب استبعد في مقابلة تلفزيونية زيارته لموسكو طالبا اعتذارا من جانب روسيا عن دعمها للأسد. وقال الخطيب «نحن قلنا بشكل صريح لن نذهب الى موسكو.. ممكن نجتمع في دولة عربية حصرا يكون هناك جدول أعمال واضح ونريد الآن أيضا اعتذارا من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لانه طوال الوقت يقول الشعوب تقرر مصيرها دون تدخل خارجي». وتقول روسيا انها تؤيد جهود الابراهيمي الذي يصل الى موسكو اليوم بعد أن أنهى لتوه زيارة استغرقت خمسة أيام لدمشق التقى خلالها مع الاسد. حيث يروج الابراهيمي لخطة سلام طرحت قبل شهور تدعو الى تشكيل حكومة انتقالية. على الصعيد نفسه اعلن زعيم جبهة النصرة المتطرفة بوضوح للمرة الاولى ان الجبهة تعمل على ارساء حكم الشورى الإسلامي وتنظيم الحياة في سوريا استعدادا لملء الفراغ بعد انهيار نظام الأسد. وقال ابو محمد الجولاني في كلمة مسجلة بثتها «مؤسسة المنارة البيضاء للانتاج الاعلامي» التي تتولى عادة نشر اشرطة وبيانات جبهة النصرة على شبكة الانترنت، متوجها الى عناصر الجبهة، ان «مرحلة انهيار السلطة تترك فراغا انتم خير من يملؤه». ميدانيا تواصلت اعمال العنف التي اودت بحياة 44 ألف شخص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 150 شخصا قتلوا امس. وأضاف المرصد أن الطائرات الحربية الحكومية قصفت بلدة عسال الورد بمنطقة القلمون في دمشق للمرة الاولى مما أسفر عن مقتل شخص واصابة العشرات. وفي حلب بشمال سوريا اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش النظامي حول مبنى للمخابرات الجوية في حي الزهراء الذي طوقه مقاتلو المعارضة لأسابيع.