مع انطلاق القمة الخليجية ال 33، اليوم، والتي تستضيفها المنامة عاصمة مملكة البحرين، تكون الأحلام والطموحات الخليجية قد مرت بها أكثر من 30 سنة من الانتظار ليكتمل الحلم في أبهى صوره وأجمل تجلياته. وجاءت دعوة ومبادرة خادم الحرمين الشريفين بتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لتكون الأفق الكبير الذي رفع سقف الطموحات إلى أقصى حد. إن المواطن الخليجي في كل بلد من بلدان المجلس الستة يحلم ويطمح ويتمنى أن يتحول هذا التشكل إلى حالة أنموذجية؛ قياسا بالتجارب الموازية، وبخاصة كما تجلت في الأنموذج الأوروبي. وإذا كانت الثقافة الأوروبية إلى حد ما واحدة، فإن لغاتهم شتى. فمن الأولى أن نكون أقدر على الاتحاد منهم، خصوصا وقواسمنا الاجتماعية والفكرية والدينية واللغوية وحتى الاقتصادية تكاد تكون واحدة في جميع دول المجلس مع بعض الفروقات البسيطة. ولهذا فإن الطموح لدى المواطن الخليجي هو أن يرى رأي العين هذا الاتحاد قائما على أرض الواقع، ومجسدا لطموحاتهم، ومحققا لآمالهم في عيش مشترك يحافظ كل مجتمع فيه على خصوصية، ولكنه يتواصل مع الآخرين عبر القواسم المشتركة العريضة. إن حلم الخليج الواحد هو حلم كبير وطموح حتمي؛ لأننا نعيش زمن التكتلات الكبرى، وإذا نحن لم نكن قادرين على ذلك، فمن المستحيل أن يتحقق في أي جزء من أجزاء عالمنا العربي. فدعونا نطمح فالطموح حق لنا، ودعوا المواطن الخليجي يبتهج بميلاد خليج واحد.