عاش عدد من المتنزهين في حديقة محافظة الدرب العامة (أكبر حديقة عامة من حيث المساحة) على طريق الدرب جازان ليلتهم مساء أمس في ظلام دامس بدون كهرباء ولا مياه، وظل الأطفال يلهون في الحديقة وهم في حالة من الخوف من ذلك الظلام، إلا أن حبهم للعب منعهم من مغادرة المكان، حيث استمروا في لعبهم بالحديقة التي نال معظمها التلف والعبث فيما ظل أولياء أمورهم يراقبونهم على مدار الساعة. وبعد أن نال منهم التعب والضجر فضلت الأسر مغادرة الحديقة والانتقال إلى منتزه مجاور يتبع لأحد المستثمرين، بحثا عن الخدمات أو الجلوس بالقرب من الممشى المنار والطريق العام المجاور للحديقة في ظل وجود الإضاءة والأنوار. «عكاظ» تواجدت في تلك الحديقة، ورصدت عددا من الملاهي والألعاب والتي معظمها متهالك وخطر على الأطفال، إضافة إلى لهو الأطفال وسط الظلام برفقة أسرهم، فيما فضلت بعض الأسر، وبخاصة القادمة من خارج المنطقة من عسير وجازان، استخدام كشافات الجوالات لأجل الطهي وطمأنة الأطفال من جراء الظلام الدامس الذي شهدته الحديقة. من جهته، أفاد عدد من الحراس المسؤولين عن حراسة الحديقة والتابعين للبلدية، والذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن الإضاءة انقطعت عن الحديقة منذ يوم الثلاثاء الماضي وتم إبلاغ المسؤولين في البلدية بذلك، حيث كان الانقطاع بسبب وجود تماس كهربائي تسبب في انقطاع التيار عن الحديقة، فيما قال المواطنون المتنزهون حسن أحمد ومسعود يحيى وجابر علي القحطاني إن الوضع في الحديقة مأساوي وخطر جدا بهذه الكيفية، كون الظلام غلب على كافة أرجاء الحديقة، وأصبح الأطفال يلعبون بدون كهرباء، كما أن دورات المياه مقفلة. وقالوا إنه رغم أن هذه الحديقة تجد إقبالا كبيرا وبخاصة يومي الخميس والجمعة آخر الأسبوع سواء من أهالي المحافظة أو من أهالي منطقة عسير بحثا عن الدفء والتنزه إلا أنه وللأسف يغيب الاهتمام بالحديقة التي تشكو من الإهمال والصيانة والنظافة. ويزيد عليه مسعود أن الألعاب معظمها تالفة وقديمة وأصبحت تشكل خطرا يتربص بالأطفال من جراء السقوط رغم أنها الحديقة الوحيدة في المحافظة وذات مساحات كبيرة ولم يمض على افتتاحها سوى مدة قصيرة وأصبحت بهذا الشكل من الإهمال بعيدا عن الرقابة والصيانة. وأصبحت أعمدة الإضاءة مكشوفة وخطرة على الأطفال وأنوارها مكسرة من الخارج والداخل وأشجارها كبيرة وغير مشذبة بحيث إن الحواجز التي خصصت للسير أقفلتها الأشجار بسبب الإهمال. ويقول القحطاني إن الدولة صرفت الكثير من المال على مثل هذه المنشآت، حتى ظهرت بهذه الصورة، وفي المقابل لا تجد الصيانة اللازمة والاهتمام من قبل الجهة المسؤولة في البلدية، أضف إلى ذلك أن بوابات مداخل الحديقة كبيرة ومتسعة ولا يفتح منها سوى باب صغير للطوارئ، إضافة إلى العبث بدورات المياه وشكلها المخيف من الخراب والأسلاك المكشوفة والأخشاب وأنابيب الري الملقاة في كل جانب وصوب من هذه الحديقة، ما اضطرنا منذ مساء أمس الأول الخميس للطهي على أنوار وإضاءة كشافات الهواتف النقالة بعد انعدام الرؤية وطمأنة الأطفال الرضع بهذه الإنارة الطارئة لمنع صراخهم وإزالة خوفهم من الظلام الذي خيم على الحديقة ويقول سالم حمدان المطيري: «الحديقة أصبحت تشكل هاجسا أمنيا كبيرا، وتخوف مرتادوها من جراء الظلام نتيجة عدم وجود إضاءة وخاصة أن الحديقة تقع على الطريق الدولي الساحلي جدة جازان وتكثر هناك العمالة المجهولة التي تشكل خطرا على الأطفال والعائلات». وطالب الجميع بضرورة تدخل البلدية والمجلس البلدي للوقوف على هذه الحديقة لمعالجة الإهمال الكبير الذي حرم الناس من التنزه فيها، وإنهاء خطورة الألعاب التالفة التي تتبرص بأطفالهم، وإعادة المياه بعد انقطاعها ومعالجة إقفال دورات المياه وعدم النظافة والصيانة الكافية والدروية لها، كونها المتنفس الوحيد بمحافظة الدرب، وموقعها البارز والحيوي من الطريق الساحلي يجعل الإقبال عليها كبيرا من قبل المسافرين والمتنزهين من مرتفعات عسير وجازان. «عكاظ» تواصلت مع رئيس بلدية محافظة الدرب والمجلس البلدي لنقل معاناة المواطنين عدة مرات، ولكن لم يتم الرد على الاتصالات.