تشهد بطولة غرب آسيا لكرة القدم في نسختها السابعة والمقامة حاليا في ضيافة الكويت وتستمر حتى 20 ديسمبر الجاري بمشاركة 11 منتخبا، مباراة قمة اليوم تجمع بين المنتخبين السعودي والإيراني ضمن المجموعة الثانية، فيما يلتقي أيضا منتخب البحرين مع نظيره اليمني ضمن المجموعة ذاتها. معلوم أن نظام البطولة ينص على تأهل بطل كل مجموعة فضلا عن أفضل ثان بين المجموعات الثلاث إلى الدور نصف النهائي بعد أن يجري إلغاء نتائج الفريق صاحب المركز الرابع في المجموعتين الأولى والثانية، نظرا لكون الثالثة مقتصرة على ثلاثة منتخبات. وفي حال كان صاحب أفضل مركز ثان من المجموعة الأولى، فإن بطل المجموعة نفسها لن يتواجه مع وصيفه مجددا في نصف النهائي بل مع بطل المجموعة الثالثة، على أن يلتقي بطل الثانية مع أفضل ثان شرط أن لا يكون الأخير وصيفه في الدور الأول، والأمر نفسه يطبق في حال انتزع وصيف المجموعة الثالثة بطاقة صاحب أفضل مركز ثان. في المباراة الأولى، ينتظر أن تستحوذ المواجهة بين السعودية وإيران على الاهتمام نظرا للحساسية التي لطالما رافقت لقاءاتهما السابقة، ويبدو أن البطاقة المباشرة ستنحصر بينهما. ولا يقتصر الصراع بين البلدين على مباريات المنتخب بل يمتد حتى إلى الأندية التي تقع في مواجهة بعضها البعض في مسابقة دوري أبطال آسيا. المنتخب الإيراني يعتبر كالعادة مرشحا ليس فقط لبلوغ نصف النهائي، بل لانتزاع اللقب للمرة الخامسة في تاريخه بعد أعوام 2000 و2004 و2007 و2008، علما أنه لم يغب بتاتا عن البطولة التي أبصرت النور عام 2000. وعلى الرغم من الجدية التي لطالما خاض بها الفريق البطولة الإقليمية، فإن اهتمامه الرئيسي ما زال منصبا على التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل حيث يشغل المركز الثالث في المجموعة الأولى من الدور الرابع الحاسم برصيد 7 نقاط من 5 مباريات، متخلفا عن كوريا الجنوبية الثانية بفارق الأهداف لكن بمباراةأكثر، وأوزبكستان المتصدرة (8 نقاط من 5 مباريات). من جانبه، يدخل المنتخب السعودي إلى البطولة للمرة الأولى وذلك بفريق رديف مطعم بعناصر من الصف الأول أبرزهم أسامة هوساوي لاعب الهلال السابق وأهلي جدة حاليا وقد أنهى معسكرا في الدمام خاض خلاله مباراتين وديتين فاز في الأولى على الاتفاق 3 - صفر وفي الثانية على منتخب زامبيا 2-1. ويمر المنتخب السعودي الأول بمرحلة إعادة البناء إثر خيبة الخروج المبكر من تصفيات كأس العالم، ويمني جمهوره العريض النفس بالتعويض، وإن نسبيا، من خلال إحراز لقب بطولة غرب آسيا كخطوة أولى ومن ثم كأس الخليج المقررة منافساتها في البحرين خلال يناير المقبل كخطوة تالية وذلك قبل الدخول في معمعة تصفيات كأس أمم أسيا 2015 المقررة نهائياتها في أستراليا والتي تعتبر الهدف الرئيسي ل «الأخضر». يشرف المدرب خالد القروني على الفريق في البطولة الحالية يرافقه الهولندي فرانك رايكارد مدرب المنتخب الأول كمراقب بهدف اختيار العناصر المناسبة ل «الأخضر الكبير» على أعتاب كأس الخليج. وفي المباراة الثانية، يعتبر منتخب البحرين مرشحا لمنافسة السعودية وإيران على البطاقة المباشرة، وهو يمتلك فرصة لتسجيل انطلاقة قوية في البطولة كونه يواجه منتخب اليمن طري العود. يخوض منتخب البحرين غمار البطولة للمرة الثانية فقط، وقد دخل معسكرا إعداديا في المنامة استعدادا للحدث تغلب خلاله على الأردن 3 - 0 وديا. يقود الفريق المدرب الأرجنتيني الخبير غابريال كالديرون الذي استلم مهامه قبل فترة خلفا للإنجليزي بيتر جون تايلور المقال بعد الخسارة أمام الإمارات 1-6 وديا في أكتوبر الماضي. وقرر كالديرون الرهان في البطولة على تشكيلة تخلو من اللاعبين المحترفين خارج البلاد، وخاض فريقه سلسلة من المباريات الودية آخرها انتهت بفوزه على فلسطين بهدفين نظيفين. من جانبه، ما زال المنتخب اليمني يبحث لنفسه عن هوية في خارطة كرة القدم العربية والإقليمية بعد أن تمثلت خطوته الأولى على هذا الصعيد في المشاركة في بطولة كأس الخليج مع العلم أنه استضاف نسختها الأخيرة عام 2010 والتي شهدت تتويج الكويت للمرة العاشرة (رقم قياسي) على حساب السعودية (1-0). يشارك اليمن في المسابقة للمرة الثانية أيضا ويقوده المدرب البلجيكي توم سانتفيت. وكان الفريق دخل معسكرا إعداديا في القاهرة امتد أسبوعين، لكن تشكيلته خلت من أبرز النجوم القائد والحارس سالم عبدالله عوض وعلاء الصاصي المحترف في الميناء العراقي.