تهتم الكثير من الطالبات الجامعيات بالعمل التطوعي ويشعرن بالمسؤولية تجاه المجتمع والإنسان، وتكتمل الصورة بشكل أوضح عندما تجد الطالبة من يرشدها للعطاء عبر صرحها التعليمي. وفيما اهتمت جامعة الملك عبدالعزيز بهذا الجانب وكانت سباقة إلى إيجاد ناد للعمل التطوعي يضم حاليا 459 طالبة، اشترطت كلية دار الحكمة على طالباتها إكمال 100 ساعة في العمل التطوعي كجزء من متطلبات التخرج. الدكتورة هيفاء جمل الليل عميدة جامعة عفت تقول في هذا الصدد «تقدم الجامعة حاليا محاضرات خاصة بالعمل التطوعي، تقدمها الطالبات أنفسهن لزميلاتهن، حيث تهتم الجامعة بالعمل التطوعي لكافة شرائح مجتمعها من طالبات ومنسوبات وعضوات هيئة التدريس لإيماننا بأهميتها للمجتمع والوطن». وعن رأيها في هذا الاتجاه قالت صفية النهدي مشرفة النادي التطوعي بجامعة الملك عبدالعزيز «بدأ العمل التطوعي لدى طالباتنا بعد كارثة سيول جدة استجابة لنداء مدير الجامعة لحملة جامعتي مسؤوليتي، حيث تعاون الطلاب والطالبات لتجاوز الأزمة وترميم وإصلاح ما أفسدته الكارثة بقدر استطاعتهم، ورأت الجامعة ضرورة لم شمل المتطوعين تحت مظلة ناد خاص بهم، ومن هنا أنشأ النادي التطوعي والذي ينفذ حملات يدعو فيها طالبات الجامعة للتعاون من أجل إنجاز عمل مفيد، ومن ذلك إزالة الملصقات العشوائية مجهولة المصدر بتعاون جميع الكليات، حملة التبرع بالدم والتي أصبحت أسبوعية بعد أن كانت فصلية يتعاون فيها النادي مع بنك الدم لإرسال مجموعات من المتبرعين، وبرنامج ابتسامتي تسعد مليونا، والذي استمر لمدة شهرين». وبينت أن النادي يتواصل مع كافة كليات الجامعة لتوضيح المهام للطالبات وذلك لوجود ساعات إلزامية مخصصة للعمل التطوعي، كما يمكن إفادة الطالبة والمجتمع الجامعي من خلال عضوات هيئة التدريس اللواتي يستبدلن اختبارات الإعادة لرفع الدرجات بالعمل التطوعي. وأنشأت العمادة ناديا خاصا بالمرشدات اللواتي يساعدن الطالبات المستجدات في التعرف على الجامعة وأنظمتها ومواعيد المحاضرات. واختتمت مشرفة النادي التطوعي بجامعة الملك عبدالعزيز حديثها ل «عكاظ»، قائلة «بلغ عدد المتطوعات 459 طالبة بحسب آخر مراجعة لقاعدة البيانات وذلك لأن التسجيل في النادي متاح للراغبات طوال العام الدراسي عبر تعبئة الاستمارة في الموقع الالكتروني». 100 ساعة للتخرج بدورها اعتبرت عميدة كلية دار الحكمة الدكتورة سهير القرشي في دار الحكمة مجتمعا نافذ البصيرة مدركا للواقع الاجتماعي ولقيمنا الإسلامية وخصوصيتنا الثقافية، حيث تعمل من خلال رسالتها التعليمية على كل ما يحافظ على البيئة الإنسانية والاجتماعية والمادية، ويحميها وينهض بها. وقالت «ولتحقيق هذا الهدف مدت الكلية جسور خدماتها للمجتمع وأصبحت بمثابة نافذة مفتوحة عليه ترعى شؤونه وشجونه، وكان لها السبق بين المؤسسات الأكاديمية في المملكة، إذ كانت الأولى التي أدرجت المسؤولية الاجتماعية، واشترطت إكمال 100 ساعة كجزء من متطلبات التخرج، واتجهت الطالبات إلى القطاعين الخاص والعام بل تعدت خدماتهن إلى خارج الوطن، وتنوعت مشاريعهن في خدمة المجتمع، ومنها تصميم وتنفيذ ديكور لغرف المرضى في المستشفيات، تجهيز غرفة تثقيفية ترفيهية في جمعية البر بجدة مزودة بكامل الأدوات العلمية والتربوية وبإشراف أسبوعي من قبل طالبات التعليم الخاص في الكلية، المساهمة في تشييد منازل للفقراء في غور الصافي جنوب الأردن، وغيرها من المشاريع التي يحتاجها المجتمع». كما تم عقد برنامج التدريب على البروتوكول بالتعاون مع فكر واربط لتدريب الطالبات والموظفات على أساليب إرشاد الضيوف، إدارة الفعاليات، وتنظيم المنتديات والمؤتمرات، وضم البرنامج 45 مشاركة، كما تعقد الكلية سنويا منتدى للمسؤولية الاجتماعية، تستضيف فيه خبراء ومختصين لإثراء خبرات الطالبات وإكسابهن المزيد من المهارات.