يواصل الإسباني كانيدا مدرب الاتحاد بكل جدارة واقتدار العبث الفني دون حسيب أو رقيب. العميد يعاني من «ذبحة مالية» وفراغ إداري أوسع من الفراغ الذي سبح فيه فيلكس في قفزته الشهيرة، وهي عوامل أثرت على أداء اللاعبين ولا ينكرها أحد، لكن أخطأ السيد الإسباني أشد جللا وأعظم مصابا منها، فهي أخطأ بدائية واضحة رمت بالفريق في غياهب اللا ثقة، وهي حالة إن لم يتم تداركها وتوفير علاج مناسب لها فستكون العواقب أسوأ من المتوقع، وسيصعب علاجها وسيحتاج وقتها إلى تكلفة مالية كبيرة على إدارة الفايز هي في غنى عنها ويكفيها ما فيها. القادم من بلاد (corrida de toros) يمارس نهجا تكتيكيا لا يسمن ولا يغني من جوع. فلسفة تدريبية واضحة، مبدؤها عدم الخسارة أولا وثانيا وثالثا فقط. فالبحث عن الفوز تكتيكيا داخل الميدان بعيد عن خططه كبعد المشرق عن المغرب وربما أبعد، وهذا تكتيك لا يتناسب ولا يليق بفريق مثل الاتحاد، خاصة وأنه يمتلك أسماء لديها فائق القدرة لتطبيق النهج والأسلوب الهجومي. والمشكلة الأكبر للاتحاد مع السيد كانيدا هي الأداء الضعيف رغم تبنيه للفلسفة الدفاعية. إذا لم يتمكن كانيدا من اكتشاف أخطائه وتصحيحها بدءاً من لقاء الأهلي الجمعة القادم فما بعدها سيكون أشد سوءا. الاتحاد بعناصره الحالية لا يحتاج إلى قواميس أو معاجم لاختيار تشكيلة مثالية، لكن الفلسفة التي يدار بها الاتحاد فنيا حدت وقلصت الخيارات وذهبت إلى أبعد من ذلك بتحجيم وتقليل الاستفادة الفنية لبعض الأسماء. الاتحاد ينزف نقاطا وهيبة، والسبب تركة من الديون ومدرب لا يعرف كيف يوظف لاعبيه، السكوت على ما يفعله كانيدا يجب أن يجابه بوقفة حازمة من إدارة النادي ومناقشته في عبثه الفني. فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإصلاح الأمور عبر مواجهة الجمعة التي تعتبر أفضل الفرص على الإطلاق لإعادة الأمور إلى منحناها الطبيعي والصحيح، وستجد الإدارة الحالية التفافة جماهيرية كبيرة ستكون دافعها الأول لتكملة خطة الإنقاذ والإصلاح. وباء المصالح والظهور في المشهد الاتحادي على حساب مصلحة الكيان هو فصل من فصول الحرب القذرة التي تدور رحاها في ساحة العميد، لكنهم تناسو أن المدرج أصبح يميز بين العاشق المحب للكيان وبين المترزز لمصلحته وأهدافه الخاصة. خلوديات جماهيرية «الماسي» كابوس جاثم على أفكارهم فاستخدموا حيلة الضعيف للتقليل منها. حرب قذرة ظاهرها العميد وحقيقتها جمع الشرهات والمصالح والترززات. هبت على العميد عواصف أشد وأعتى من العاصفة المالية الأخيرة .. فكان أقوى وأشد بأسا منها.