تختزن ذاكرة أهالي مركز الفريش (50 كلم غرب المدينةالمنورة) العديد من المآسي التي عاشوها في قراهم، نتيجة افتقادهم الخدمات التنموية الأساسية، فعدم توافر الكليات، أدخل الطلاب والطالبات في رحلات يومية تمتد إلى 100 كلم ذهابا وإيابا إلى المدينةالمنورة لتلقي التعليم فيها، ما يعرضهم لحوادث الطرق، كما أن حرمانهم من مركز للدفاع المدني دائما ما يساعد النيران على التهام أملاكهم قبل وصول فرق الإطفاء والإنقاذ من المدينةالمنورة، خصوصا أنها تستنفد أكثر من ساعة حتى تبلغ الفريش، ونفس الحال ينطبق على فرق الهلال الأحمر التي دائما ما تتأخر في مباشرة الحوادث في القرى. ورأى سليم الله الرحيلي أن الكثافة السكانية في مركز الفريش لم تشفع له في الحصول على الخدمات الأساسية، لافتا إلى أن 15 ألف نسمة يقطنون في القرى التابعة له ويفتقدون لمركز للدفاع المدني وكليات، ملمحا إلى أن الطلاب والطالبات يشدون الرحال للمدينة المنورة لتلقي التعليم، على الرغم من المخاطر التي تحدق بهم. وأفاد أن المركز الصحي الذي جاء لخدمة الأهالي ويضمد جراحهم، بات عاجزا عن تقديم الخدمات الطبية، خصوصا أن مبناه متهالك ومعرض للسقوط في أي لحظة. إلى ذلك، ألمح سالم الحربي أن الفريش التي تتميز باتساع مساحتها لم تحظ بتطوير المرفق الصحي الوحيد بها، متمنيا إنشاء مستشفى عام فيه. بدوره، ذكر معيض بن مرزوق الرحيلي أن منطقة الفريش تفتقد للعديد من الخدمات الضرورية، من أبرزها المستشفى العام ومركز للدفاع المدني، والكليات، لافتا إلى أن أولياء أمور الطالبات يعيشون في حيرة بعد أن تكمل بناتهم المرحلة الثانوية، ولا يجدون كليات قريبة تستوعب الفتيات. وناشد الرحيلي الجهات المختصة باستحداث كلية للبنات في الفريش، لتتمكن الطالبات من إكمال دراستهن. وذكر الرحيلي أن ضحايا الحوادث في الفريش تتفاقم إصاباتهم قبل وصول فرق الهلال الأحمر من المدينةالمنورة قاطعة 50 كلم، مفيدا ان الوضع ذاته يحدث حين تندلع الحرائق، إذ تلتهم النيران الأملاك قبل وصول فرق الدفاع المدني التي تحتاج لنحو ساعة حتى تصل للمركز قادمة من المدينةالمنورة. من جهته، تساءل دخيل ربه الرحيلي عن الأسباب التي تقف عقبة أمام تزويد مركز الفريش بالخدمات على الرغم من أنه يحتضن أكثر من 15 ألف نسمة، في العديد من القرى والهجر، مشيرا إلى أن المركز يفتقد للعديد من الخدمات والمرافق من أهمها المستشفى. في المقابل، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في صحة المدينة عبدالرزاق بن أحمد حافظ أنه جرى إدراج مركز صحي الفريش ضمن المرحلة الثانية لمكرمة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء وتجهيز المراكز الصحية، مشيراً الى أنه يجري حالياً استكمال إجراءات للطرح والترسية في منافسة عامة.