ما إن علقت اللافتة الجديدة التي كتب عليها (بلدية الفريش)، بدلا من اللافتة السابقة التي كانت معلقة على مبنى مركز الخدمات، حتى استبشر أهالي (الفريش) خيرا بهذا التحول الذي اعتبروه سيقودهم إلى آفاق أرحب نحو التنمية والتطوير لصالح المنطقة وما جاورها من قرى، إذا إنها تعني أنه سيتبعها تحول كبير في كثير من الخدمات الأساسية التي تقدم للأهالي، إلا أن أحلامهم طال انتظارها، فقد بقى الحال على ما هو عليه، ولم يتحقق شيء من أحلامهم. نحلم بالخدمات يقول سعيد الرحيلي أحد سكان المنطقة، إن (الفريش) التي تقع غرب المدينةالمنورة 40 كم، والواقعة على الطريق السريع للمدينة المنورة وينبع وجدة، يتبع لمركزها 33 قرية، تجاوز عدد سكانها 16 ألف نسمة، يغيب عنها عدد من الخدمات الأساسية والمهمة، حيث يحلم الأهالي بالخدمات الأساسية، التي تتوفر في باقي القرى المشابهة لها، إلا أنها ظلت كما هي حتى بعد تحول مسمى مركز الخدمات الذي يشرف عليها إلى بلدية الفريش. وطالب الرحيلي بضرورة توفير عدد من الخدمات الأساسية في (الفريش) إلى جانب خدمات الاتصالات، خاصة الانترنت والهاتف الثابت، حيث لم تصل للمركز أية خدمة تلبي حاجة المستخدم في خدمات الانترنت، التي من بينها خدمات DSL او خدمات الجيل الثالث. مضايقات كبيرة واستغرب عقيل راشد، غياب خدمات الاتصالات عن القرية، وتساءل كيف لقرية بهذا الحجم والتعداد السكاني، ولا يوجد فيها صراف آلي! مشيرا إلى أن أقرب صراف آلي يقع داخل المدينةالمنورة، أي على بعد 50 كم، مبينا أن عدم وجود صراف آلي يمثل مضايقات كبيرة لأهالي القرية، ما يعني أنهم يتحملون مشقة الذهاب للمدينة المنورة بين حين وآخر عندما يحتاجون إلى الصراف الآلي. ويقول جابر الرحيلي إن معاناة سكان (الفريش) لا تتوقف عند مشكلة نقص الخدمات فقط بل تعدتها إلى غياب الخدمات الصحية خاصة أن المنطقة لا يتوفر بها مستشفى في الوقت الذي تجاورها 33 قرية، حيث يعاني المركز الصحي من عمليات ضغط بالرغم من أنه يعمل في ساعات محددة، ولا يعمل في يوم الجمعة، كما تفتقر للدفاع المدني، لافتا إلى أن هذا الأمر يفرض الكثير من التساؤل بعد أن سبب ذلك الغياب الكثير من المآسي، حيث حدثت إصابات عديدة وراحت أرواح عديدة بسبب تأخير وصول فرق الدفاع المدني التي تأتي من المدينةالمنورة. ولادة متعثرة ويقول عويض نفاع إنه ومنذ ثلاثة عقود، حددت أمانة المدينةالمنورة أرضا في الجهة الغربية من قرية الفريش كمخطط يوزع على المحتاجين من الأهالي، إلا أن هذا المخطط، جاءت ولادته متعسرة، فقد كان يحتاج إلى عملية قيصرية تضمن ولادته معافى لتوزيعه على المحتاجين من الأهالي. وأضاف: قصة هذا المخطط تقول إن الأمانة ندبت عددا من الفنيين والمساحين لهذه القرية لاختيار قطعة أرض مناسبة تكون بالقرب من مواقع خدمات البنية التحتية لتقام عليها خطة إسكانية لأهالي المنطقة، إلا أنه -وحتى توفى الله بعض من كان يحلم بقطعة أرض في هذا المخطط من الأهالي ليقيم عليها بيتا له ولأولاده أسوة بباقي أبناء المناطق الأخرى- لم ينعم ذلك المخطط بخدمات البنية التحتية. وتابع حديثه قائلا: بدأت في الآونة الأخيرة بعض المعدات لتقدم بعض الأعمال إلا أنها تتم بشكل متقطع، حيث بدأت بعض المعدات العمل لسفلتة بعض الشوارع في ذلك المخطط كذلك خدمات الإنارة. وأضاف: الكثير من الذين ما زالوا على قيد الحياة ينتظرون الانتهاء من عقود هذا المخطط، مشيرا إلى أنهم سمعوا أن الأمانة ستوزع هذا المخطط على ما لديها من طلبات سابقة ولا تخص به أهالي الفريش والمستحقين منهم. ويستطرد نفاع قائلا: الأهالي كان يحدوهم الأمل أن يكون هذا التغيير فأل خير عليهم، إلا أن الأمر بقي كما هو عليه. فقد مرت الأيام والأشهر بل والسنوات، ولم يبت في أمر ذلك المخطط. وأضاف «لا بادرة في إنشاء طرق وإنارة ورصف وتشجير وإنشاء حديقة في الفريش وبقيت القرية صامتة وكأنها تندب حظها في تعثر مشاريعها التنموية».