أطلقت مؤسسة الفكر العربي التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافية الأول من نوعه والذي تطلقه مؤسسة ثقافية عربية بتمويل عربي والذي جاء هذا العام تحت عنوان «الاقتصاد العربي القائم على المعرفة»، وهو يغطي واقع التنمية الثقافية في حوالي 20 دولة عربية. وأثنى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على الجهود التي أنتجت التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافية، مؤكدا على أهمية إطلاق التقرير السنوي، معربا عن تفاؤله بمثل هذه الخطوات البناءة التي تحد من التشاؤم الطاغي على واقع «النهوض باللغة العربية»، مضيفا أن التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافية يختلف عن التقارير السابقة، إذ أنه حظي بقبول كبير وبإشادة كل من اطلع عليه في العالم العربي، وأشار إلى أنه خلال زيارته لإحدى ورش العمل الشبابية التي عقدت أمس على هامش «فكر 11» أكد للشباب المشاركين الآمال المعقودة عليهم، إذ توجه إليهم بالقول: «أنتم مستقبل هذه الأمة، وما تفعله مؤسسة الفكر العربي هو للمستقبل وأنتم المستقبل، أنتم الباقون ونحن ذاهبون»، وأضاف: «قلت لهم إننا نعدهم لمستقبلهم، إنهم شبابنا ومستقبلنا وأصحاب القيادة في الغد». معربا عن أمله بأنه لم يخيفهم من المستقبل، ومن تحميلهم هذه المسؤولية، وعبر عن فخره بالشباب بالقول: «في الحقيقة يجب أن أقول لكم بكل صراحة، إن ما وجدته من الشباب المشاركين من 20 قطرا عربيا مدعاة فخر، وأقول لكم يجب أن تفخروا بأولادكم وبأحفادكم»، وأضاف: «في جميع التقارير التي قدمت عن المؤسسة كانت لنا مفاجأة، والمفاجأة الحقيقية تكمن في الحقائق؛ لأن التقارير لا تحوي تعليقا أو نقدا، هي فقط إعلان عن واقع الثقافة والفكر في العالم العربي». وتابع: «في هذا التقرير ستجدون مفاجآت كبرى في المجال الثقافي في التنمية في الدول العربية، وهناك دول صغيرة تختلف عن الدول الكبيرة بالشكل الإيجابي»، وأعرب عن أمله أن يطلع أصحاب القرار على التقرير وأن تأخذه الجهات الحكومية المختصة على محمل الجد، وأن تطلع عليه لما يشمله من آراء للإنسان العربي المثقف، داعيا جميع وزراء الثقافة في العالم العربي إلى الاطلاع على التقرير وأخذه على محمل الجد. من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم على أهمية الاحتفالية التي تأتي مكملة للمشروع الذي بدا صعب التحقيق قبل خمس سنوات، مرجعا الفضل لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي قطع أي تردد في هذا المجال من خلال المؤازرة الحثيثة التي قدمها لتطبيق الفكرة. ومن جانبه، اعتبر وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام ووزير الثقافة الدكتور سميح المعايطة أن الحديث يصعب في حضور جمع من خبراء الثقافة، شاكرا مؤسسة الفكر العربي التي أتاحت الخبير وأوجدت منهجيات للتفكير، لافتا إلى أن الموضوع لا يتعلق بالثقافة بقدر ما يتعلق بمنهجية التفكير، وتساءل إذا ما كان من لديه القدرة على التطبيق، يقرأ ما يكتب من أجل الاستفادة ؟ وهل يقف صاحب القرار السياسي من أجل تنفيذ ما يكتب ؟. وقال: «إذا جاز لنا التحدث عن ميزة هذه الدراسات وصناعة ورسم المستقبل، هل نقرأ ما يكتب وننفذه ؟». ولفت المعايطة إلى أن مشكلة التنمية الثقافية تتشابه مع مشاكل التنمية الأخرى في الوطن العربي، مشبها الواقع بأنه أشبه ما يكون في كم كبير من عشوائيات التقرير والتنفيذ، وقال: «وكأن مستقبلنا يصنع لنا ولا نصنعه بأنفسنا، بل تفرضه علينا الظروف من دون أن يعني ذلك أنه سلبي». وتساءل المعايطة: «هل الربيع العربي في بعض الساحات يعمق الاهتمام نحو القراءة ؟، وإذا ما كان يحضر لمستقبل صحيح هل سيلعب هذا الربيع الدور بتعليمنا القراءة والكتابة ؟ وهل سيعطينا الكم القيادي الجديد ؟ وكيف يمكن أن يفتح لنا هذا الربيع البوابة من أجل البناء الصحيح، وليس بناء عشوائيات في الأمة العربية ينقصها لأننا بحاجة أكثر إلى القراءة والاستفادة مما يقرأ ويكتب. وشهد إطلاق التقرير العربي الخامس للتنمية الثقافية تكريم رؤوساء الصحف الراعية للتقرير، حيث سلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل دروعا لكل من إبراهيم بن أحمد الكندي الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان الثقافية للنشر والإعلان، رئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية ضاعن شاهين، رئيس تحرير صحيفة الأيام البحرينية عيسى الشاجي، رئيس تحرير صحيفة الصباح في المملكة المغربية خالد الحري، تحرير مجلة دبي الثقافية سيف المري، حاتم مومنة مدير عام مؤسسة عسير للصحافة والنشر.