بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي، أطلقت مؤسسة الفكر العربي أمس الأول في دبي تقريرها العربي الرابع للتنمية الثقافية، بحضور وزراء الثقافة لكل من: دولة قطر الوزير حمد الكواري، والوزير اللبناني غابي ليون، والأردني صلاح جرار، والإماراتي عبدالرحمن العويس، وحشد من السفراء والديبلوماسيين، وكبار المثقفين والأكاديميين، وكبار الإعلاميين ورؤساء تحرير صحف ودوريات عربية. وأشار وزير الثقافة القطري حمد الكواري إلى أن إصدار هذا التقرير يعد منظومة يلتقي من خلالها المختصون والمثقفون لخلق حوار مدروس وعلمي قادر على التعامل مع الواقع وفرصة لتبادل الأفكار، مبينًا أن التقرير هذا العام يشكّل علامة بارزة في حركة الوعي، وإثارة النقاش، كونه تعبيرًا واضحًا عما فرضته الوسائط الإعلامية الجديدة في إثرائها للرأي العام، مما تسبّب في إنجاح معطيات الربيع العربي، معتبرًا أنه يتطلب من المنتديات الفكرية، وفي مقدمتها مؤسسة الفكر العربي، متابعة هذه التطورات العربية وجعلها في الاعتبار، عبر دراستها بعناية، وذلك بأن تأتي دراساتنا وتقاريرنا في مستوى الحدث، عاكسة الواقع ومعبرة عن التطورات. أما الوزير اللبناني غابي ليون فقد أوضح أن مشكلات التنمية الثقافية عبر التقرير مرحلة مفصلية، تعيشها البلدان العربية، معتبرًا أننا بحاجة إلى نقلة فكرية بعناصرها المنهجية والعلمية عبر مفهوم جديد للثورة الثقافية المعتمدة على قوة العقل والقيم والتاريخ وذلك عبر استثمارنا للمعلوماتية والسرعة الهائلة في الحصول عليها بإستراتيجية ذهنية منفتحة وأفق واسعة. من جهته، أكد الوزير الأردني صلاح جرار أن التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية يعد احتفاء بحدث ثقافي جديد يعبّر عن روح الأمة العربية وتطلعاتها في جميع المجالات، معتبرًا عمل مؤسسة الفكر العربي، مجهودًا جادًا يدرك أهمية الرسالة الثقافية وتشكيل الوعي من خلال تقديم صورة حقيقية للواقع الثقافي والفكري لأصحاب القرارات في المؤسسات الثقافية ومساعدتهم على تقييم تجاربهم والاستفادة من التجارب العربية الأخرى، وأرى أن اختيار عنوان «ماذا بعد الربيع» لمؤتمر «فكر10» يأتي في وقته ويشكّل حاليًا محور اهتمام المواطن العربي، وذلك لما أحدثه الربيع من تغيّرات جذرية في الساحة العربية، داعيًا من خلالها إلى المزيد من الشراكات بين المؤسسات الثقافية المختلفة لاستثمار الموقف باتجاه تعزيز الموقف الثقافي والفكري ودورهما باتجاه التقدم والتنمية البشرية بكل مجالاتها. تقرير «فكر10».. تركيز مكثف بقضايا الشباب والتعليم والبطالة في سياق إطلاق هذا التقرير، أشار أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم إلى أن التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية صدر هذا العام متضمنًا -كسابقاته- خمسة ملفات أساسية، هي: التعليم «التعليم الجامعي وسوق العمل: اختلالات على الجانبين»، والمعلوماتية «قضايا الشباب العربي على الإنترنت»، والإبداع الأدبي «كتابات الشباب العرب»، والإبداع في السينما والدراما «السينما عشية الربيع العربي»، والمسرح «المسرحية والنفق المظلم»، والأغنية «المضمون الثقافي للأغنية العربية»، فضلًا عن ملف الحصاد الثقافي السنوي. وأشار إلى أن التقرير لهذا العام شارك في إنجازه نخبة من الخبراء والباحثين العرب وضم هيئة استشارية من مختلف الاختصاصات العلمية، وقال عبدالمنعم: تقرير هذا العام احتوى ملفاً خاصاً بعنوان «اغتراب اللغة أم اغتراب الشباب» أستند إلى استطلاع للرأي أجرته مؤسسة الفكر العربي في تسع دول عربية وطال ميدانياً فئات معنيّة بقضية اللّغة العربية من بينها فئة الشباب، إذ شغلت قضايا الشباب حيّزاً واسعاً من تقرير هذا العام، فركّز ملف التعليم مثلاً، والذي رصد التطوّر في عدد المقيّدين في التعليم العالي وعلاقته بالإمكانات والموارد المتاحة له، والأسلوب الذي أُتبع في استيعاب الزيادة المطردة في عدد الطلبة والطالبات، والمشكلات الأخرى التي يعانيها التعليم في الوطن العربي، حيث يعادل التعليم للطالب الواحد 120 دولاراً مقابل 750 دولاراً للدول المتقدمة، وركّز أيضًا على قضايا البطالة التي يعانيها الشباب، خصوصًا مع زيادة نسبة البطالة لدى خريجي الجامعات من الشباب. كما خُصّص ملف المعلوماتيّة لرصد قضايا الشباب العربي على الإنترنت، وتمّ رصد كتابات الشباب العربي من خلال الملف الذي خُصص لهم، والذي واكب دور حركة التأليف والإبداع لدى الشباب بعامة من مصر والسودان ولبنان وسورية والسعودية ودول الخليج العربي وتونس، فضلاً عن حقول حركة التأليف والإبداع هذه. تكريم الرعاة كرّم الأمير خالد الفيصل، الصحف والمجلات العربيّة الراعية للتقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية، من خلال تسليمه دروع مؤسسة الفكر العربي التقديرية، وهذه الصحف هي: صحيفة الصباح المغربية ممثلة برئيس تحريرها خالد الحري، وجريدة الرياض ممثلةً برئيس تحريرها الذي ناب عنه علي القحيص مدير جريدة الرياض في الإمارات، وصحيفة عمان ممثلةً برئيس تحريرها عبدالله الرحبي، ومجلة العربي ممثلةً برئيس تحريرها الذي حضر نيابة عنه محمد العبدالله، وجريدة الوطن السعودية ممثلةً بمديرها العام حاتم مؤمنة، والقناة الثقافية السعودية ممثلةً برئيسها محمد الماضي، وصحيفة الأيام البحرينيّة ممثلةً برئيس تحريرها عيسى الشايجي.