دحض مدير مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة الدكتور أحمد حفيظ أحمد حافظ اتهامهم بالتقصير في علاج المرضى النفسيين وعدم استقبال الحالات المستعصية، مؤكدا أنه ليس من اختصاصهم ملاحقة المرضى في الشوارع، لافتا إلى أن إجراءات التنويم تجري حسب حالة المريض التي يقررها طبيب الطوارئ. وكشف حافظ في حواره ل«عكاظ» تطبيقهم استراتيجية لرفع سعة المستشفى الجديد لتبلغ 600 سرير، مواكبة لخطط منظمة الصحة العالمية، موضحا أن إنشاء مستشفيين في ينبع والعلا بسعة 100 سرير لكل واحد منهما سيخفف من الضغط على مستشفى المدينةالمنورة. كيف تردون على من يتهمكم بالتقصير في علاج المرضى النفسيين، وتركهم في الشوارع؟ هناك مفاهيم خاطئة لدى المجتمع حول اتهامنا بالقصور في علاج المرضى النفسيين، وتسريحهم في الشوارع، وتلك الاتهامات صادرة من أشخاص ليست لهم معرفة كافية بحالات الأمراض النفسية، وأوضح هنا ما يجهله الكثيرون من أن عملية تنويم المريض النفسي تتم من طريق طبيب الطوارئ، الذي هو أدرى بحاجة المريض للتنويم من عدمه، وإذا قرر الطبيب أن المريض بحاجة للتنويم بعد فحصه، فيخضع للتنويم فورا، أما إذا رأى الطبيب بأن وضعه مستقر وحالته طبيعية ولايشكل خطرا فيتم صرف الأدوية اللازمة له مع النصح بمتابعة علاجه والاهتمام به، فالطوارئ هي التي تحدد خطورته. وماذا عن اتهامكم بالتخلي عن المريض وتركه يهيم في الشارع؟ كما ذكرت آنفا، هناك مفاهيم خاطئة لدى المجتمع، فالأطباء حريصون كل الحرص على رعاية المريض وتقديم كل الرعاية والخدمات العلاجية له، وإذا كانت حالته لا تحتاج تنويما يعطى العلاج ويوجه بمغادرة المستشفى ونصح ذويه بمتابعة علاجه. وهل صحيح أن المستشفى لا يستقبل الحالات المستعصية؟ هذا غير صحيح على الإطلاق، فالمستشفى أوجدت لخدمة هذه الشريحة، وتقديم كل ما يحتاجونه من رعاية وخدمة صحية، فالمريض يأتي إلى المستشفى، وتشخص حالته من قبل مختصين، ولكن المجتمع يرى أن كل مريض نفسي يشكل خطرا، ويطلقون عليه مجنون، وسيؤذي نفسه والآخرين، ولابد للمستشفى من تنويمه فهذا غير صحيح، فالأمراض النفسية كثيرة ومتنوعة منها الاكتئاب، الانفصام الشخصي، الاضطرابات النفسية، عته الشيخوخة ما يعرف ب «الشيخوخة وتقدم السن»، وهذه الأمراض كلها لا تشكل خطراً، ولا يصدر من صاحبها إيذاء لنفسه أو للغير، كذلك المرضى الذين يعانون من التخلف العقلي فهناك أنواع للتخلف الخفيف والمتوسط وهذه لا تشكل خطراً أيضاً. ما غالبية الأمراض النفسية التي يعاني منها مراجعوكم؟ هناك أنواع مختلفة ومتعددة، ولكن الأمراض الناتجة من الضغوط الاجتماعية، والمخدرات تشكلان النسب الأعلى مما يعانيه المراجعون. وما نسبة الأمراض النفسية في المدينةالمنورة؟ حسب الإحصائية العالمية فإن نسبة الانفصام الشخصي في العالم واحد في المائة، وإذا كان عدد سكان المدينةالمنورة يبلغ مليونا وسبعمائة ألف نسمة، فإن نسبة الذين يعانون من هذا المرض فيها يبلغ عددهم 17 ألف مريض تقريباً. ما دور المستشفى في متابعة المرضى النفسيين الهائمين في الشوارع؟ ليس من اختصاصات المصحات النفسية على مستوى دول العالم البحث عن المرضى في الشوارع وملاحقتهم وإخضاعهم للعلاج، بل إن دور المستشفى يبدأ منذ لحظة وصول المريض إلى الطوارئ، وعندها يبدأ دور المستشفى بالكشف عليه وتشخيص حالته ومعرفة مدى حاجته للتنويم من عدمه، وإذا وجد مريض يؤذي الناس أو يحاول إيذاء نفسه، فهناك جهات مختصة تتولى ضبطه وإحالته إلى المستشفى وهنا نتولى رعايته وتشخيص حالته. وكيف يسير مشروع الطب المنزلي الذي ينفذه المستشفى؟ يعتبر مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة هو المرفق الطبي الأول الذي طبق هذا المشروع، يعتمد على زيارة الأطباء للمرضى في منازلهم بعد التنسيق مع ذويهم لمتابعة حالتهم، ويبلغ عدد المرضى الذين يستفيدون من المشروع 120 مريضا ومريضة في المدينةالمنورة. متى ستتغلبون على نقص الأسرة في المستشفى؟ نعاني في المستشفى من نقص حاد في الأسرة، إذ لا يزيد عددها عن 100 سرير، فيما وصل عدد الملفات إلى 50 ألف ملف، وهناك مرضى في قوائم الانتظار، ولكن نتطلع إلى انفراج أزمة الأسرة بافتتاح المستشفى الجديد. وماذا عن المستشفى الجديد؟ المستشفى أحد المشاريع الصحية في المدينةالمنورة بسعة 200 سرير، وهناك خطوة من مدير الشؤون الصحية في المنطقة إلى رفع عدد الأسرة إلى 600 سرير ليواكب خطط منظمة الصحة العالمية، كما أن هناك مشروعين جرى اعتمادهما من الوزارة، وهو إنشاء مستشفى للصحة النفسية في محافظة ينبع، وآخر في محافظة العلا، وكلاهما بسعة 100 سرير، هذان المستشفيان سيحدان من الضغط على مستشفى المدينةالمنورة.