امتد أرق ومعاناة المحيطين بالمرضى النفسيين سواء في المستشفيات أو في منازلهم، لخارج هذا الإطار بعد أن تكررت حوادث الهروب من مواقعهم ومن ثم الاعتداء على الآخرين في الطرقات دون رادع يقي الأصحاء شرهم وضررهم. وتكرر بمحافظة ينبع خلال نهاية العام الماضي ومنتصف العام الحالي العديد من الأحداث التي كان المرضى النفسيون أطرافا فيها سواء الهروب من مستشفيات أو محاولة الاعتداء على الآخرين او احراق السيارات او محاولة سرقتها او الاعتداء على انفسهم من خلال محاولات الانتحار، وهذا الامر جعل العديد من المواطنين يطالبون بسرعة توفير مستشفى للصحة النفسية في المحافظة للحد والسيطرة على المرضى النفسيين، وتدخل الجهات المعنية في العديد من القضايا في تلك الفترة سواء في المساهمة في احضار المرضى النفسيين الهاربين من المستشفى او كف يدهم عن العبث. وشهد مطلع العام الحالي تدخل امير منطقة المدينةالمنورة الامير عبدالعزيز بن ماجد عندما وجه سموه وقتها مدير عام الشؤون الصحية في منطقة المدينة الدكتور عبدالله الطائفي الى سرعة تجهيز مبنى مستشفى ينبع القديم وتخصيص قسم معين وتجهيزه بغرفتين لتنويم الحالات النفسية بسعة 15 إلى 30 سريرا، ولكن رغم مرور ما يقارب خمسة أشهر لم يطرأ أي تغيير على مستشفى ينبع القديم. قسم الصحة النفسية وردًا على استفسار «المدينة» حول آخر المستجدات بخصوص قسم الصحة النفسية بينبع ذكر مساعد المدير العام للطب العلاجي الدكتور محمد بن حامد الشلاحي أن ما يخص تحويل مبنى مستشفى ينبع القديم ليكون مستشفى لصحة النفسية، فقد تم بناء على توجيهات وزير الصحة في هذا الخصوص تشكيل لجنة من قبل الوزارة لمعاينة المبنى القديم وإعداد تقرير بخصوص تحويلها، وتم تشخيص المبنى من قبل اللجنة الوزارية ورفعت تقريرها إلى الوزير، حيث أفاد تقرير اللجنة بأن المبنى لا يصلح تحويله إلى مستشفى صحة نفسية، إذ يتطلب مبالغ كبيرة وأن من الأفضل إنشاء مستشفى جديد بسعة 30 سريرا بالصحة النفسية بينبع وتم مخاطبة مقام الوزارة في هذا الخصوص. والوضع الثاني الآن هو انه يوجد عدد 2 سرير رجال وعدد 2 سرير نساء في مستشفى ينبع العام الجديد للمرضى النفسيين، وهناك توجه خلال الفترة المقبلة إلى إنشاء مستشفى صحة نفسية بسعة 30 سريرا في ينبع منها عدد 15 سريرا رجال وعدد 15 سريرا نساء. الكوادر الطبية وأكد مصدر بمستشفى ينبع العام بقوله: لدينا الآن بمستشفى ينبع العام بينبع عيادة للصحة النفسية فقط بها استشاري وأخصائيون يستقبلون شهريا ما يزيد على 300 حالة ويصرف للمراجعين للعيادات أدوية أيضا، مضيفا الوضع خلال الفترة الماضية فيما يخص هروب المرضى النفسيين من المستشفى وبعض التصرفات يعود لعدة اسباب منها اننا نقوم باستقبال جميع الحالات ولكن للأسف يوجد بعض الحالات التي لا يعرف ذووها وتسلم من خلال الهلال الأحمر والشرطة للمستشفى ونسميهم المرضى النفسيين المتهيجين ونسبتهم ما بين أربعة أشخاص إلى شخصين أسبوعيا أي ما يعادل 12 حالة شهريا، ونقوم بالتعامل معهم وتنويمهم حتى يستقروا ومن المفترض في مثل هذه الحالات تحويلهم مباشرة إلى مستشفى الصحة النفسية في المنطقة أو تسليمهم إلى ذويهم ولكن لعدم توفر شواغر هناك في مستشفى الصحة النفسية بالمدينة يستمرون في المكوث في المستشفى في الأقسام العادية وهي غير مخصصة لهم وهذه الأقسام غير مهيأة لتنويم المرضى النفسيين المتهيجين لفترة طويلة ولذلك يهربون ويحدثون الفوضى ولا يمكن لإدارة المستشفى أن توفر رجال حراسات على كل مريض نفسي يدخل المستشفى. معاناة الأهل ويقول حميد الرفاعي: ابني يعاني من مرض نفسي منذ الصغر ونسكن بمركز الاحمر بالقرب من محافظة ينبع وقمنا بالعديد من المحاولات لنقل ابني الى مستشفى الصحة النفسية في المدينة ولكنهم دائما ما يقولون انهم ليس لديهم اسرة شاغرة، وحالة ابني في تدهور من سنوات عديدة بسب عدم حصولة على الرعاية الطبية اللازمة، واستبشرنا خيرا بافتتاح مستشفى ينبع العام واعتقدنا انه سيتم توفير قسم خاص للحالات النفسية ولكن هذا الامر لم يحدث ونرجو من المسؤولين في وزارة الصحة الاهتمام بهذه الفئة، لأنهم يمثلون خطرا على انفسهم في المقام الاول قبل ان يكونوا خطرا على المجاورين لهم أو أهلهم وقمت بوضع ابني في غرفة مساحتها لا تتجاوز 4 امتار لكي لا يهدد الاخرين وأقدم له الطعام والشراب وهو حبيس في هذه الغرفة لمدة تزيد على 25 سنة أي ربع قرن من الزمن واتمنى افتتاح مستشفى للصحة النفسية بينبع. تشنجات ويقول محمد السناني: تسبب حادث دهس قديم لإصابة أخي بإصابة في الرأس سببت اضطرابات له خلال السنوات الماضية، وكنا في السابق نراجع في المدينةالمنورة حتى تم افتتاح عيادة بمستشفى ينبع العام، ولكن في بعض الأوقات يحتاج أخي الى تنويم بسبب تشنجات تحدث له ويحتاج الى عناية طبية فنضطر الى ان نقوم بتحويله الى المدينةالمنورة وهذا يسبب إرهاقا على أسرة المريض بالإضافة الى خطورة على حياته ايضا. انفصام ويقول المواطن ناجي الجهني من سكان ينبع: يعاني أخي الصغير من مرض نفسي يتمثل في «الانفصام» ونقوم بمراجعة مستشفى ينبع العام عيادة الصحة النفسية وهي عيادة وحيدة وصغيرة وتستقبل الكثير من الحالات من ينبع ومن المدن والمراكز والقرى المجاورة لينبع وهذا يمثل ضغطا كبيرا عليها وبالتالي قد يضعف عملية التشخيص واساليب العلاج لكثرة المرضى والملفات والحالات التي يتابعها الاطباء المتخصصون بهذا الجانب ونطالب بمستشفى متكامل للصحة النفسية بينبع لانني في بعض الاحيان اقوم بالسفر من ينبع الى المدينة من اجل مراجعة واحدة فقط بعد تحويلي من ينبع، ويعرف الجميع ان المريض النفسي غير مسؤول عن تصرفاته فكيف يسافر ويتنقل وهذا يمثل خطرا عليه وخطرا على من معه فيمكن ان يفتح باب السيارة او ان يمشي بدون شعور ويضيع وغيرها من المشاكل الأخرى فيجب الاخذ في الاعتبار انشاء مستشفى للصحة النفسية بينبع. الهروب يذكر أنه خلال الأشهر الماضية حدثت العديد من الأحداث كان المرضى النفسيون طرفا فيها منها قيام مرضى نفسيين بالهرب من المستشفى وقاد شيول بعد الاعتداء على سائقه وحاول تدمير ثلاث دوائر حكومية، والآخر قام بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية على شخص وسط السوق، وثالث معتل نفسيا حاول أخذ مفاتيح السيارات من مستشفى ينبع محاولا قيادتها وآخر قام بخلع ملابسه وعند محاولة السيطرة عليه قام بحمل إسطوانة الإطفاء وقام بفتحها في وجه أحد رجال الحراسات بالمستشفى وآخر تم القبض عليه يقوم بالمشي أمام الناس بدون ملابس، بالإضافة الى العديد من الحالات التي حاولت الانتحار بأسباب نفسية وقامت «المدينة» بنشر جميع هذه الأحداث في ذلك الوقت.