نجحت طائرة الاستطلاع (أيوب)، في انطلاقها من شمال الليطاني في لبنان إلى إسرائيل، فوصلت إلى مشارف مفاعل ديمونة النووي لتحلق على نحو خمسة كيلو مترات داخل الأراضي المحتلة قبل إسقاطها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، حيث اهتزت الساحة الإسرائيلية من جراء هذا الحدث، وانبرى المحللون إلى البحث في الثغرات الجوية في قبة الفضاء الإسرائيلية. لا شك أنها طائرة للاستطلاع بدون طيار، وهذه الطائرات متوفرة لدى كثير من الجهات، لكن ما يميزها هو التحليق العالي للغاية، والقدرة على الاستطلاع، وإرسال المعلومات إلى الأرض، واختراقها لشبكات الرادارات وأجهزة الإنذار الإسرائيلية. لقد طليت هذه الطائرات بمادة تمتص الأشعة الكهرومغناطيسية فلا تستطيع الرادارات اكتشافها، وهذه المادة معروفة ومتاحة لدى كثير من الدول كما أن لديها أجهزة تشويش إلكترونية متطورة لم تتمكن أجهزة الرادار والإنذار في إسرائيل والقطع البحرية الأمريكية من اكتشافها. لقد نجحت الطائرة في جمع المعلومات، وتحديد الأهداف التي يمكن لإيران قصفها، وكذلك قوات المقاومة في لبنان، كما أنها نجحت في تحديد أهداف المنشآت والقواعد والمواقع الإسرائيلية بالإضافة إلى اكتشاف قدرة إسرائيل على اكتشاف الطائرة، كما تحدد مدى قدرة إسرائيل على مواجهة مثل هذه الطائرات، وعلى تلافيها في المستقبل وتطوير الطائرة. فهل لهذه الطائرات علاقة بخروج حسن نصر الله إلى العلن بعد أن ظل ستة أعوام مختبئا في الأنفاق؟ إن طهران لا تستطيع أن تطلق طائرات الاستطلاع من إيران لكنها أطلقتها من لبنان، وبهذا تستطيع الطائرة تغذية حواسب الصواريخ في إيران وحزب الله بإحداثيات الأهداف الحيوية، وعلى رأسها مفاعل ديمونة أكبر وأقدم مفاعل نووي في إسرائيل. إن التهديدات الجوفاء من الطرفين قد عززت من قوة كل فريق حيث أصبح الردع هو سيد الموقف. فلن يكون هناك هجوم من أي الطرفين إلا من خلال تضحيات كبيرة.