استقرت قوافل الحجيج في أفضل مدينة حضرية في العالم «منى» مدينة الخيام البيضاء لقضاء أيام التشريق والمبيت فيها اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وذلك بعدما اكتمل وصول مواكب حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد منى الطاهر مكبرين مهللين، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع، تحفهم عناية الرحمن في ظل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من خدمات ورعاية في مختلف المجالات وتجنيد الطاقات البشرية والآلية لتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان. ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات المعنية بالحج هذا العام بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. وقد شرع ضيوف الرحمن أمس في رمي جمرة العقبة اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ثم توجهوا إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة وسط منظومة من الخدمات التي هيئت لهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وتحوي «منى» المدينة الأجمل الخيام المطورة والمشيدة على أسس عالمية متطورة تراعي السلامة والأمن وتعكس الصورة المثلى لتطور الحج وما تحظى به مدينة الحجاج من اهتمام القيادة الرشيدة كونها المشعر الذي يقضي فيه الحجاج خمسة أيام خلال أدائهم فريضة الحج، حيث تعتزم جهات التطوير في الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ووزارة الشؤون البلدية والقروية زيادة الطاقة الاستيعابية للمشعر من خلال نقل مقرات الإدارات الحكومية والتوسع في مباني سفوح منى. ونجحت مراحل تنقل الحجاج بين المشاعر وتميزها بالانسيابية رغم كثرة المركبات إلا أن الطرق الفسيحة ووسائل النقل الحديثة ومنها قطار المشاعر الذي أسهم في نجاح الخطة الأمنية والمرورية لتنظيم حركة السير وإرشاد الحجاج وتأمين سلامتهم فيما كانت الطائرات العامودية تتابع حركة النفرة من خلال غرفة العمليات ومركز القيادة والسيطرة لمواقع الكثافة على الطرق كافة للعمل على فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة مواكب الحجيج.