قال مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والإعلام الشيخ طلال بن أحمد العقيل: إن المتابع لبرامج الوزارة سوف يلمس وجود تطور واضح في جميع البرامج الموجهة لتوعية الحجاج من الناحية الشكلية أو المحاور والمواضيع وحتى في المضمون وعلى سبيل المثال ركزنا في هذا العام على إبراز مواضيع التيسير في الحج كضرورة مهمة في هذا العصر الذي تكثر فيه المتغيرات ويكثر فيه الجهل بالأحكام. وأضاف: ركزنا على قاعدة المشقة تجلب التيسير، وعلى حديث افعل ولا حرج تطبيقاً ومفهوماً، وعلى استخدام وسائل التقنية والاتصالات، وعلى الناحية الإعلامية بأنواعها المسموعة والمقروءة والمرئية. وأوضح أن الوزارة نسقت مع 90 قناة فضائية لبث رسائلها التوعوية، ونجحت في استخدام الإعلام بشكل احترافي، حتى أصبحنا بفضل الله تعالى المصدر الأول لبرامج توعية الحجاج على مستوى العالم الإسلامي، ولا ننسى وسائل النقل فقد تم التنسيق مع عدد من شركات الطيران في عدة دول وأهديناهم مجموعة من برامج مناسك بتسع لغات لتوعية الحجاج أثناء سفرهم إلى المملكة. ذكرتم أنكم تعاونتم مع 90 قناة فضائية لبث رسائل التوعية للحجاج، ما هي البرامج التي تعاونت الوزارة مع تلك القنوات الكثيرة لبث تلك الرسائل؟ كما تعلم أن الإعلام وسيلة مهمة وضرورية في هذا الزمن الذي نسميه زمن الفضائيات، وعالم القرية الواحدة أو الصغيرة، وللإعلام دور كبير في توعية الناس وتوجيههم لما يفيدهم في الدين والدنيا والعلم والأدب والصحة والمال والأعمال وغيرها، ومع التطور السريع لهذه الوسائل تشتد الحاجة لوسائل الإعلام لكونها الوسيلة الأسرع لإيصال الرسالة والمعلومة بطريقة آمنة دون تحريف أو تعديل وتعليم الناس بأحكام الدين وحقيقة شريعتهم ولو تم تسخير هذه الوسائل بشكل احترافي لتوضيح أعمال البر والخير ونشر الفضيلة ومحاربة الشر والرذيلة والفكر المنحرف والعقيدة الفاسدة بأسلوب متميز وصياغة سهلة لكان الغالب على الناس الخير. وأيقنت الوزارة أهمية الإعلام ووسائل الاتصال في تعليم الناس وإرشادهم وصدرت توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ بتكثيف البرامج الإعلامية الموجهة لتوعية الحجاج ودمجها مع برامج التوعية لإيصال المعلومات الإرشادية إلى الحجاج قبل وأثناء وبعد انتهاء موسم الحج. ونجحت الوزارة في استخدام الإنترنت والأفلام والبرامج التلفزيونية والإذاعية والكتاب والشريط الصوتي والصحف والمجلات والمطويات واللوحات الحائطية والشاشات الإلكترونية واللوحات الإعلانية في الطرق السريعة وداخل المدن ورسائل الجوال والهاتف المجاني الإرشادي الذي يستفيد منه الحجاج على مدار الساعة للحصول على التوجيهات التي تساعدهم في هذه الرحلة المباركة. كم عدد الدعاة المشاركين في موسم الحج الحالي؟ ما يزيد عن ألفي داعية ومترجم وموظف عبر مختلف المراكز في المواقع التي تستقبل الحجاج أو يتواجدون فيها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمنافذ والمواقيت، وتنحصر إحدى المراحل في المشاعر المقدسة خلال الفترة من 8-13 ذو الحجة، ويتم في هذه المرحلة تنفيذ برنامج التوعية المباشرة في جميع المواقع التي يتواجد فيها الحجاج قبل وأثناء أدائهم للمناسك في يوم التروية بمشعر منى وعرفات والمزدلفة، ثم بعد عودتهم مرة أخرى إلى منى، حيث يتولى أصحاب الفضيلة الدعاة والمترجمون جانب التوجيه والإرشاد لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة أثناء تنقلات الحجاج بين مكةالمكرمة ومنى وعرفة والمشعر الحرام، ثم أثناء بقائهم في منى للمبيت طوال ليالي أيام التشريق الثلاثة، حيث ينفذ الدعاة عشرات الألوف من البرامج الإرشادية والتوعوية التي يحتاج إليها الحجاج. دعني أسألك عن أبرز ملامح خطة توعية الحجاج هذا العام؟ أؤكد لك أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تشرفت بالقيام والمشاركة في خدمة الحجاج في مواسم الحج وغيرها، ومن أبرز المهام التي تضطلع بها الوزارة التركيز على توعية الحجاج بلغة بلادهم على مدار الساعة وتهيئة المساجد في المواقيت والمنافذ ومكةالمكرمة والمدينة لاستقبال ضيوف الرحمن، وبعد أن اعتمد معالي الوزير رئيس لجنة الحج العليا في الوزارة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ خطة التوعية الإسلامية في الحج لهذا العام من حيث تأمين الكوادر البشرية وذلك يشمل الدعاة والمترجمين والموظفين، وكذلك تهيئة مراكز ومكاتب الدعوة واللجان العلمية في مكة والمدينة والمشاعر والمواقيت والمنافذ، ومن أبرز أهداف الخطة الإجابة على أسئلة الحجاج واستفساراتهم عبر وسائل التوعية المباشرة وتشمل: المحاضرات، الندوات، الكلمات الوعظية، الدروس العلمية، خطب الجمع، والإجابات الشخصية، والزيارات الميدانية. والتوعية غير المباشرة وتتم عبر: الندوات والمقالات والأحاديث والإجابة على الأسئلة الهاتفية بأكثر من عشر لغات مترجمة إلى جانب العربية، كذلك تقديم برامج التوعية عبر الإذاعة بقنواتها (إذاعة القرآن الكريم، إذاعة التوعية في الحج، إذاعة البرنامج العام، إذاعة البرنامج الثاني)، والتوعية عبر المطبوعات من خلال الكتب والمجلات والنشرات واللوحات الإرشادية، بالإضافة إلى التوعية الشاملة عن طريق القنوات الفضائية المباشرة والمسجلة بلغات عالمية وبأساليب مبتكرة. أين وصل مستوى التنسيق بينكم وبين الجهات العاملة في خدمة الحجاج؟ التنسيق مع الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجاج موجود ومتميز، وعلى قدر كبير من الدقة والسرعة والتواصل بين جميع القطاعات، وهو مطلب في غاية الأهمية لإنجاح الأعمال والخدمات التي تقدم للحجاج، وكل ذلك يتم بالتقيد بالأنظمة والتعليمات والمهام، حيث أوكلت إلى كل قطاع وجهة حكومية مهام محددة تنفرد بها وتحاسب عليها، وجعلت التنسيق بين تلك الجهات عملاً مفتوحاً مشتركاً لتحقيق الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها لضيوف الرحمن، ويتم التنسيق بين تلك الجهات من خلال ورش عمل واجتماعات تبدأ مع نهاية موسم الحج من كل عام يدون فيها دور كل جهة وتتولى لجنة الحج المركزية برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة التنسيق الدائم لهذه الاجتماعات المتواصلة وتحظى جميع هذه الأعمال بمتابعة سموه الكريم لضمان وسلامة التنفيذ. هل يتوقف عمل الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج بعد انتهاء الموسم؟ العمل الأساس لأمانة التوعية في الحج منذ تأسيسها في عام 1392ه يتمثل في توعية وتعليم الحجاج خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة من كل عام بوسائلها المتعددة، ولأن توعية ملايين الحجاج في فترة قصيرة ومساحة ضيقة يتطلب تحضيرا وإعدادا كبيرا ودقيقا يحقق هذا المطلب، فإن الأمانة بعد انتهاء كل موسم تقوم بالتحضير لما ستقوم به في موسم الحج القادم، ويتم تقسيم العمل إلى ثلاث مراحل: مرحلة التخطيط والتنظيم، ومرحلة المتابعة والتنسيق، ومرحلة التنفيذ والتقييم. والهدف من إنشاء الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج يتمثل في توحيد الجهود المبذولة لتوعية الحجاج في جهة واحدة تتولى التخطيط والتنفيذ والمتابعة لبرامج توعية الحجاج. والدعوة إلى الله تعالى مطلب مهم في هذا الزمن الذي يكثر فيه الجهل بالعلم الشرعي والفكر المنحرف، والدعوة عنصر مهم لتذكير الغافل بما لا يعلم عنه أو يكون لديه عنه غلو أو معلومة خاطئة، والحجاج والمعتمرون حينما يؤدون هذه الفريضة كغيرهم من عامة الناس فيهم الجاهل بتفاصيل الدين وفيهم الغافل عما أوجبه ونهاه عنه ربه، والأنبياء والرسل وأتباعهم من العلماء والدعاة الصالحين والمصلحين هذه وظيفتهم في دعوة الناس إلى الخير وتحذيرهم من الشر.