الكتابة على جدران المدارس والمنازل سلوك غير حضاري شوه وجه العاصمة المقدسة، وكشف عن فعل مشين ينم عن مرض نفسي خطير يعاني منه حفنة من المراهقين، أقلق أهالي مكةالمكرمة، الذين طالبوا بضرورة مواجهته بكل حسم، مع محاصرته وعلاجه، حتى لا يستفحل فيتحول إلى ظاهرة، مناشدين الجهات المعنية القضاء عليه قبل أن تتفاقم خسائره المالية، «عكاظ» رصدت في جولاتها انطباعات بعض المواطنين المتضررين من ذلك السلوك.. وصفها بالظاهرة بداية تحدثنا إلى المواطن عبدالرحمن فضل، من سكان الشرائع فقال: «لقد أنفقت كل ما أدخر في تشييد منزلي فصرفت عليه شقى السنين، إلا أن المراهقين نغصوا على فرحتي بالكتابة على جدرانه، ما تسببوا في تشويهه بشكل غير لائق» وطالب الآباء التنبه لذلك الفعل المشين والذي وصفه بالظاهرة مطالبا بضرورة القضاء عليها بالنصح والتوجيه والإرشاد، كذلك طالب الجهات المعنية بالتدخل لحل الظاهرة والقضاء عليها. حالة نفسية ويقول متعب الزهراني في سياق حديثه «لا يكاد تجد منزلا، إلا وتجد هناك كتابات على جدرانه، خاصة إذا كان المنزل يتميز بجدران نظيفة ووضعت عليه البويه» مبينا أن أغلب المراهقين يتسكعون في الحارة فيفرغون ميولهم ومشاعرهم بطريقة خاطئة، ما يتسبب في خسائر مالية كبيرة لصاحب الدار، واضاف «المدارس والمساجد ودورات المياه وكذلك المرافق العامة، لم تسلم من عبث المراهقين، بكتابة خواطرهم ومشاعرهم». فيما تحدث ل«عكاظ»، عدد من الطلاب الذين رفضوا التصوير وكذلك ذكر أسمائهم وقالوا: «إننا نجد متعة كبيرة في التعبير عما في يجيش في انفسنا بالكتابة على جدران مدارسنا، وكذلك المنازل، خاصة في الليل عندما لا يشاهدنا أحدا». واعترف الطلاب بأنه فعلا سلوك مشين وخاطئ، مؤكدين بأنها حالة نفسية لا يعرفون لها مسمى جعلتهم يعبرون على حائط المدرسة، وداخل دورات المياه وحتى في المساجد. تنفيس عن الذات من جهته أوضح الشيخ خالد الرميح المدير العام لهيئة المسلمين الجدد، والاستشاري التربوي الاسري، بأن الأسباب التي دفعت بالشباب للكتابة على الجدران، نفسية بحته وتعبير من أجل التنفيس عن الذات، وإخراج الأشياء المكبوتة لديهم، كذلك إظهار ميوله، واصفا ذلك بأنه مظهر غير حضاري مما يساعد على تشويه الشوارع وكذلك المنازل والمدارس، مبينا انه لابد التعامل مع الظاهرة بطرق تربوية بمزيد من النصح والإرشاد والتوجيه مستخدمين الثواب والعقاب، مطالبا الجهات المعنية بوضع لوحات إرشادية في الأماكن العامة التي يستغلونها الشباب في الكتابة. وطالب في سياق حديثه الأمانة، بوضع أماكن مفتوحة عامة وليست مغلقة للكتابة للشباب، وإظهار ميولهم وتفريغ ما بداخلهم من مشاعر أمام الملأ، مشيرا إلى أن اغلب الشباب لا يكتب إلا في أماكن ظاهرة للملأ حتى يشاهد الناس ما يكتبونه. من جهته، قال الناطق الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة عثمان مالي، إن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، وقع عقدا لمشروع طمس كتابات الجدران بالعاصمة المقدسة، وذلك خلال أربعة شهور المقبلة، مبينا أنه سيتم تحديد المواقع وتسليمها للمقاول للبدء في عملية التنفيذ اعتبارا من استلام المواقع. واوضح أن قيمة عقد المشروع بلغت 334 ألف ريال، حيث تم تسليمه لإحدى الشركات المتخصصة، وأضاف «سيشتمل المشروع على العديد من المواقع المهمة في مكةالمكرمة».