تأتي دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للحوار خلال لقائه المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي،متأخرة جدا قياسا بعشرات الآلاف من الأرواح التي حصدتها آلته العسكرية منذ اندلاع الأزمة قبل 18 شهرا، ويبدو تناقض الأسد جليا عندما يشترط أن يرتكز ذلك الحوار على رغبات جميع السوريين، وهو نفسه من رفض الحوار في بداية الأزمة مع الجيش الحر، كما أنه رفض دعوة الجامعة العربية إلى عقد مؤتمر للحوار يضم الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها. لم يعد الحوار مجديا في ظل الأوضاع المأساوية في سوريا، والتي جرفت البلاد إلى حرب استنزاف بين المقاومة والنظام، كما أن تلك الحرب لم تقتصر على الشعب السوري بل تفاقمت وأصبحت تشكل خطرا على المنطقة والعالم، كما أفاد الإبراهيمي أمس عقب لقائه الأسد، وهذا يؤكد على أهمية تدخل المجتمع الدولي لإيجاد حل حاسم يبدأ بالتقريب بين مواقف الدول الكبرى في مجلس الأمن. إن استمرار المجازر الدموية في سوريا مع وجود الأخضر الإبراهيمي يحمل إشارات فشل مبكر في مهمته التي تواجه تعنت النظام السوري، كما أن بقاء الأزمة السورية تحت رحمة جملة «وعدت الحكومة السورية» التي يكررها المبعوث الأممي بين الحين والآخر ، سيزيد من صعوبة الحلول، ولن يضع أي مخرج ملموس للأزمة السورية على أرض الواقع.