ثمة عوامل لابد من توافرها لكي يتجنب الموفد الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي المصير الذي آلت إليه مهمة سلفه كوفي عنان. وفي مقدمة تلك العوامل الإرادة الدولية الحازمة لفرض الانتقال السياسي السلمي ووقف نزيف الدم الذي تجاوز كل الحدود، إذ أصبحت المجازر المروعة واقعا شبه يومي في ظل إصرار نظام بشار الأسد على الحل الدموي للأزمة. ووسط نفق التشاؤم السائد يلوح بصيص أمل في مساعي المبعوث الجديد التي تأتي مدعومة من المملكة والجامعة العربية واللقاء الذي يعقده الإبراهيمي مع الأمين العام للجامعة العربية والشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري في القاهرة اليوم. وما يدعو للتفاؤل النسبي الانتصارات التي حققتها كتائب الجيش السوري الحر في المواجهات المسلحة، حيث لم تعد في موقف المدافع الذي يكتفي بمحاولة صد الضربات التي يتلقاها. بل صارت تكبد قوات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري وتفرض سيطرتها على مواقع وثكنات عسكرية غانمة أسلحة متطورة تساهم إلى حد كبير في تعديل ميزان القوة. غير أنه لكي تؤتي الجهود المبذولة عربيا وإقليميا ودوليا ثمارها لابد من توحيد صف المعارضة السورية التي ما تزال تعصف بها الانقسامات والخلافات على الكعكة قبل أن يحين أكلها، وهو ما يعطي النظام الأسدي ذريعة للمماطلة في الاستجابة للنداءات الموجهة إليه لتحكيم صوت العقل.