بعض الحوارات تبقى في الفكر أو الوجدان، وربما في الاثنين معا، ليس لجمال تفاصيلها بالضرورة، لكن السر يكمن في الأثر الذي تتركه على المدى البعيد دون أن نشعر! إليكم ما أعنيه في هذه القصة: همس لها حامل الاسم المستعار في رسالة خاصة قائلا: أما آن الأوان لأن تخرجي من قوقعتك؟، فأجابت: ماذا تقصد؟ وعن أي قوقعة تتحدث؟، قال: تلك التي حبستِ نفسكِ فيها! أنتِ تملكين كل المقومات لتحقيق نجاح أكبر لكن تقدمك بطيء جدا، لذا أعتقد بأنك بحاجة لأن تثيري القليل من الجدل!، قالت: لم أفهم!، قال: كاتبة ولم تفهم من أول وهلة؟، أجابته: لا أعتقد بأنه وقت مناسب للمزاح!، قال: حسن ما أعنيه هو أن تتخلي عن جمودك لتصبحي ممن يشار لهن بالبنان، بأن تكتبي مثلا مقالا خارجا عن المألوف؟، قالت: وما مفهومك للخارج عن المألوف؟، أجاب: مقال جريء يصل بك للتكفير أو التطبيل!، قالت: أعوذ بالله!، فقال: أعلم بأنك متمسكة ببعض المبادئ والمعايير الأخلاقية، لكن تأملي الأسماء التي تصدرت الصحف والمواقع الإلكترونية، بل وحتى المجالس.. ألم تلاحظي أن أصحابها قاموا بذلك باختلاف الأدوات؟، قالت: وإن يكن! لا يعني ذلك أن ما قاموا به صائب!، قال: ربما، لكن الأمر أشبه ما يكون بسياسة متبعة وخطوات مدروسة نحو المجتمع المخملي!، قالت: لكني أفكر بطريقة مختلفة!، قال: أعلم، لكن يمكنك التصرف بطيش لمرة واحدة للفت الانتباه واستدراج الأضواء ثم العودة لما كنتِ عليه سابقاً!، قالت: وما الذي يهمك إن كنت لا تعرفني!، قال: قد لا أعرفكِ جيدا، لكني أشعر بالحزن لأنك لم تحظي بما تستحقين من فرص!، قالت: لا أعتقد، فأنا أؤمن بأن علينا السعي دوما لتحقيق أحلامنا!، قال: أوليس هذا نوعا من السعي؟، أجابت: لا، إنه تهور وازدواجية! ألسنا مسؤولين عن أنفسنا أمام الله والأهل والمجتمع، بل أمام كل من يحمل فكرة جميلة عنا أو يرانا قدوة؟ ماذا عن المستقبل ونظرة الأزواج والأبناء لنا؟ وماذا عن ضمائرنا؟ أتعتقد بأني سأتخلى عن كل ذلك لأتصدر قائمة الصحف أو حديث المجالس، أخطأت!، قال: إنها نصيحتي ومن حقك رفضها أو قبولها!، قالت: ليست نصيحة، بل وسوسة سأذكرها بين الحين والآخر.. ثم ابتسم. [email protected]