قد تكون «الشفقة» هي الكلمة التي تجسد ما أشعر به تجاهك. ظللت أفتش ليومين داخل قلبي المكسور عن بقايا حب كنت أحمله لك، لكني لم أجد سوى ذكرى مهترئة، لذا قررت اليوم أن أعلن انسحابي من هذه اللعبة التي لا تعترف بالجولة الأخيرة! أدرك تماما ما ينتظرني وما علي أن أواجه. بل أكاد أسمع أصوات الهامزات واللامزات وضحكاتهن المكتومة، وأكاد أرى تلك النظرات الحارقة التي عبقت بها رائحة الشماتة، لكني لم ولن أتراجع، أتعلم لماذا؟ سأخبرك رغم يقيني أن عقلك يعجز عن استيعاب الأسباب! أتذكر يا حبيبي ما حدث تلك الليلة حين خرجنا لتناول طعام العشاء احتفالا بإتمامنا للسنوات الخمس الأولى من زواجنا، وكنت مشغولا بهاتفك تراسل فتاة تجلس بالطاولة المجاورة برفقة صديقاتها، أتذكر ما قلته لي حين عدت للمنزل ساخطة بعد أن قتلت سعادتي بطيشك؟ حسن.. ماذا عن يوم ولادتي لطفلنا الأول، حين فاجأتني آلام المخاض واتصلت بك لنجدتي وكان هاتفك مغلقا بحجة وجودك في اجتماع هام مع مديرك، واتضح لاحقا بأنك في رحلة بحرية برفقة موظفات الشركة؟ وماذا عن اكتشافي لدى عودتك من السفر وبعد إلحاحك على زيارة أخيك في الجنوب لأسبوع أن جواز سفرك يحمل أختاما دولية؟! هاه.. تذكرت؟ قد لا تفعل، لكني أذكر جيدا كيف أمسكت بيدي وجثوت وأنت تقول: «زوجتي الحبيبة سامحيني، لأجلك سأتغير»! ورغم أني عفوت عنك مرارا إلا أنك لم تتغير. اليوم، وبعد إحدى عشرة سنة أمضيتها معك، أثمرت بذورها صبيا وفتاتين، أعود لمنزلي مبكرة لأسمعك تقهقه في غرفة العاملة المنزلية! صدقني لم أتفاجأ كثيرا، لذا لم أقطع عليكما خلوتكما، وها أنا أكتب لك هذه الرسالة وأنا أحتسي قهوتي في منزل أبي، ولسان حالي يقول: كم أشفق عليك! التوقيع: زوجة رجل خائن. [email protected]