سعدت كثيرا عندما علمت بمشروع «السلام عليك أيها النبي» الذي يعد أحد أهم وأحدث المشاريع المعنية بجمع كل ما يختص بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يحتضن أكثر من ثلاثمائة مجلد تحتوي كل شيء مما له علاقة بالنبي والنهج المحمدي، تم جمعها من كل ما يخص النبي وحياته وزمنه، لتحتضن مهبط الرسالة مكةالمكرمة أخيرا «متحفا» يليق بسيد البشر وخاتم النبيين والمرسلين. وسر سعادتي يكمن في إيماني بأن الشعوب المتحضرة والمتقدمة فكريا يجب أن تحرص على توثيق تاريخ رموزها وتراثها الذي يميزها عن غيرها من الشعوب، في «متاحف» لائقة تعد واجهات حضارية تفتخر بها الدول التي تعلم أن تراثها وتاريخها ورموزها في الماضي هي مفاتيح تميزها في الحاضر والمستقبل، إذ لا يوجد بناء راسخ بلا جذور وقواعد، وقد أهملت بكل أسف «ثقافة المتاحف» في بلادنا طويلا، ولم تعد لدينا متاحف تذكر سوى القليل، جلها تم إنشاؤها بمبادرات شخصية ومقتنيات فردية بعيدا عن العمل المؤسسي المحترف، وعن هذا «المشروع» الحضاري الكبير قال الدكتور ناصر الزهراني مشرف ومؤسس مركز وموسوعة «السلام عليك أيها النبي»: إن المعرض سيحتوي على 1500 قطعة تحكي سيرة الرسول وما ورد في الكتاب والسنة عنه بطرق حديثة؛ مبينا أن المعرض يحتوي على 25 موسوعة لن تقل عن 500 مجلد، قامت على استقصاء كامل لكل ما له علاقة بالثناء على الله تعالى ثم الاستقصاء الشامل لكل تفصيلات حياة النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه وأخلاقه وسيرته وشريعته، مع شرح موجز لعظيم أخلاق النبي وكريم آدابه وفضائله وشمائله، وبيان لجماليات الإسلام ومثله وعالميته، كما يحتوي «المشروع» على مكتبة كبرى نوعية يتم فيها جمع واستيعاب كل ما كتب عن النبي من كتب ومؤلفات ومصادر ومراجع ومطبوعات باللغة العربية وغيرها، وبذلك تعد أشمل وأكبر مكتبة في العالم عن النبي تضاف لها أكبر بوابة الكترونية على الشبكة العنكبوتية خاصة بنبينا محمد، وسيقوم عدد من المتخصصين في التراث بمحاكاة لحلي نساء الرسول و «الجبة» و «الصاع» و «المد» وغيرها، وكذلك أنواع الأثاث والسلاح الواردة في القرآن الكريم وأنواع الزينة وأنواع المكاييل والعملات وأنواع الطعام والشراب المستخدم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل مبتكر ومتميز يبرز جمال الإسلام وجلال القرآن وعظمة النبي وكريم أخلاقه وآدابه وشمائله وحياته. هذا المشروع الحضاري المهم سيكون مقره الرئيسي في مكةالمكرمة مسقط رأس النبي ومهد رسالته، مع فروع في المدينةالمنورة والرياض وجدة، ومصحوب بمعرض دولي متنقل في العواصم العالمية بعدة لغات، إضافة إلى مقرات دائمة لمركز «السلام عليك أيها النبي» في كبرى عواصم العالم، كما ستنشأ مدينة «السلام عليك أيها النبي» بين مدينتي مكةالمكرمةوجدة وقد خصص لها أكثر من مليون متر مربع وستشتمل على مناشط مختلفة.. كم أتمنى أن يلقى هذا المشروع العظيم الدعم والتأييد، فمنذ زمن ونحن نتوق لرؤية آثار النبي ومقتنياته التي لم نكن نحظى برؤية شيء منها, وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي نفتخر فيه باحتضان بلادنا لألف متحف كما يفخر سكان لندن وباريس ونيويورك وواشنطن ومدريد بوجود هذا العدد الكبير في مدنهم المتحضرة، فالأمة التي لا تحفظ تاريخها لن تنجح في صناعة مستقبلها. Twitter: @hishamkaaki Facebook: Hisham Kaaki [email protected]