هناك من الأحياء من هو في عداد الأموات، يأكل ويشرب ينام ويصحو وهذا كل ما يستطيع فعله بالإضافة إلى بعض المهمات البسيطة التي لا تتعدى استمرارية وجوده في الحياة ككائن حي فائدته لأهله ومجتمعه لا تكاد تذكر.. إن جلست معه فلا حديث شيقا ولا كلام مشجعا على التواصل، شخص ممل في طبعه، كئيب المنظر حزين، بطيء، متشائم يجلب لك النعاس من كثرة تثاؤبه فهو مستعد للنوم والاسترخاء أكثر من استعداده للحديث أو القيام بعمل يوكل إليه فهو شبيه بالميت ولكنه لم يدفن بعد في قبره.. المهم (لا هاتي ولا ودي)، وإن هو تكرم عليك ببعض العبارات فستجدها جوفاء بسيطة. والأحياء أشباه الأموات حالهم محزنة فهم يشعرون بمحدودية عطائهم إما لأنفسهم أو أسرهم أو مجتمعهم يعرفون جيدا أن غيرهم ذو فاعلية أنشط ولكن لا حول ولا قوة.. بعض منهم حاول ويحاول أن يكون فاعلا وطالما حاول فهو معفي من الملامة وتهكمات الناس وسخريتهم. والأمر المهم الذي يجب أن لا نغفله هنا أن دور الأسرة هو دور أساسي في خلق جيل نشط أو جيل خامل فإن كانت الأسرة ممن يعطي ويمنح الثقة والاعتماد على النفس في مراحل عمرية مبكرة فإن أفرادها سينضمون إلى قافلة المشاركين النشيطين، أما إذا كانت الأسرة ممن يخافون عليهم حتى من نسمة هواء، فإن أفرادها سيكونون في أوائل صفوف الخاملين. ونحن في مجتمعنا نود من الجميع المشاركة، كل حسب استطاعته ومقدرته، لنكون جميعا مساهمين في تنمية الوطن، أما أن نخلق جيلا لا يتعدى دورهم بعض البديهيات والمسلمات فهذا أمر صعب وخطير وسيقودنا إلى الاتكالية على الغير. الحياة في هذا الزمن تتطلب الديناميكية، التخطيط، العمل، البناء، التجديد، الصناعة، العلم وغيرها الكثير، أما إن استكنا إلى مبدأ اللامبالاة واللاعصامية (وبدري شوي) وما هو (وقته) فسنتخلف عن رحلة القطار السريع الذي يخطف الأبصار قبل أن تراه.