رغم وضوح الاختلاف في عيد الفطر بالمدينةالمنورة إلا أن هناك بعض العادات والتقاليد التي ما زال أهالي المدينة يحافظون عليها إلى الوقت الحالي. يتحدث طلعت ديولي قائلا: إن عيد الفطر بالمدينةالمنورة اختلف عن السابق كثيرا فقد كانت المدينة عبارة عن أحواش وكان أهالي تلك الأحواش يعرفون بعضهم البعض ويقومون بالمعايدة على بعضهم بشكل منتظم كأنهم أسرة واحدة، وكانت مظاهر العيد تملأ الأزقة والمنازل وكان الأطفال يحتفلون بالعيد بشكل ملفت للنظر فكانت فرحة العيد تظهر على وجوههم الصغيرة. فيما يذكر محمد إسماعيل أن العيد قديما كان جميلا ويمتاز بالترابط الاجتماعي خاصة أن الأهالي كانوا يسكنون في حوش واحد كأسرة واحدة وعلى الرغم من أن الناس لا زال فيها الخير إلا أن وسائل الحياة الحديثة ومشاغلها باعدتهم عن بعضهم. مضيفا أنه يحرص دائما على الاستمرار بالتمسك بالماضي الجميل والاستفادة من الحاضر. ويتحسر منير مقيم على عادات العيد زمان ويقول «كانت أجمل فالقلوب متصافية والأيدي متشابكة والألفة تعم الجميع، أما الآن فأمور الحياة الجديدة واختلاف مناحي الحياة أبعدت الناس عن بعضها فالآن الجار لا يعرف جاره، بينما أول كان غير، لكن الخير في أمتي إلى يوم القيامة. مضيفا أنه يحرص على تطبيق معاني العيد بين أولاده وأحفاده والحرص على التمسك بالعادات الاجتماعية الأصيلة. وكانت ربات المنازل يحتفلن بقدوم العيد فيقمن بعمل المعمول والغريبة في المنازل والطبق الرئيسي المعروف في بيوت المدينة في عيد الفطر وهو طبق الدبيازة الذي يعمل بالقمر الدين والمكسرات، ويحرص أفراد الأسرة على الاجتماع في بيت العائلة الكبير للإفطار به أول أيام عيد الفطر وهذه العادة ما زالت مستمرة إلى وقتنا الحالي، ومن الأمور التي اختلفت عن السابق أن المعايدين لم يصبحوا كما السابق فقد كانت المعايدة تتم في الصباح بعد صلاة المشهد، حيث يقوم الرجال بمعايدة الأهل والجيران والأقارب في صباح يوم العيد، أما الآن فأصبحت المعايدة تتم في آخر الليل مما أفقد العيد بهجته. ويشاركه الرأي أحمد كردي قائلا: اختلف العيد مع اختلاف الأجيال، فقد كان العيد في السابق أجمل وله طعم خاص، فقد كان أهالي المدينةالمنورة يفتحون منازلهم طيلة أيام العيد للمعايدين وكان الأهل والجيران والأقارب والأرحام يقومون بزيارة بعضهم البعض، أما الآن فأصبحت الزيارات محدودة تكاد تشمل الأهل فقط والأقارب من الدرجة الأولى. ويضيف أحمد: يحرص أهالي المدينة على صلاة العيد في الحرم أو مسجد قباء، بعد ذلك يتوجهون لبيت العائلة الكبير للإفطار هناك ثم يذهبون كل إلى منزله ليناموا ثم يذهبوا للمعايدة. أيضا كانت هناك الألعاب الشعبية التي توضع في الأحياء، وكان الأطفال يمرحون بها كثيرا، والآن لم تعد هناك ألعاب في الأحياء كي يتمكن الأطفال من اللهو بها واللعب مع بعضهم البعض..