أكد عدد من وزراء خارجية الدول الإسلامية أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقمة جاءت في وقتها، للم شمل الأمة الإسلامية وتعزيز التلاحم بين البلدان الإسلامية، موضحين ل«عكاظ» عقب الاجتماع التحضيري للقمة أن الملك عبدالله لديه القوة والثقل السياسي المهم على المستوى الدولي لتوجيه رسالة إلى العالم أجمع بأنه حان الوقت لإحلال السلام بدلاً من الدعوة للحرب. إلى ذلك، كشف وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن توصل الاجتماع الوزاري إلى قرارات مهمة تتعلق بالقدس الشريف وسوريا ومالي ومسلمي الروهينغا، لافتا إلى أنها سترفع لقادة الدول المشاركين في القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة تمهيدا لإقرارها. أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، فأوضح أهمية سد الفجوات وأنها في الطريق لذلك بجهد الجميع لمحاولة رأب الصدع، مضيفا «نشاهد نحن هذه الأزمات والتطورات المهمة في المنطقة، لكن معالجتها تحتاج إلى شرح الصدر والصبر والنية الخالصة الصادقة». من جانبه قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة: إن الشعب السوري عريق ومتجذر في التاريخ ويجب أن ينعم بالأمن والأمان وكل الفرص التي تؤدي لذلك ونأمل أن تكلل كل هذه الجهود بالنجاح. وفيما يتعلق باللاجئين السوريين على الحدود الأردنية قال جودة: وضعنا خططنا في المملكة الأردنية وهي قيد التنفيذ ونحن ملتزمون بتوجيهات الملك عبدالله للاستمرار في تقديم واجبنا تجاه إخوتنا السوريين الذين يطلبون الملاذ الآمن هروبا من الأوضاع المأساوية داخل سوريا فهم بحاجة إلى الأمن والرعاية الصحية لدى دخولهم للحدود الأردنية. وأضاف: سنقدم هذا الواجب ونستمر في تقديمه، ويشهد العالم بهذا فكثير من الزوار الأجانب اطلعوا عن كثب على العبء الذي يتحمله الأردن في هذا المجال، وهناك إجراءات تتعلق بالاعتراف بالعبء الذي تتحمله الدول المجاورة لسوريا. وقال وزير الخارجية السنغالي إليون بدارا سيسي: نحن نحمد الله على دعوة خادم الحرمين الشريفين لنا في مكة وخاصة في هذه الأيام المباركة لنناقش عددا من القضايا والأمور التي تهم العالم العربي والإسلامي كالقضية السورية والقضية الفلسطينية وقضية الأقلية المسلمة لشعب الروهينجيا في ميانمار وكذلك الأحداث في مالي، مبينا أن الملك عبدالله لديه القوة والثقل السياسي المهم على المستوى الدولي لتوجيه رسالة إلى العالم أجمع بأنه حان الوقت لإحلال السلام بدلاً من الدعوة للحرب، مشيرا إلى أنه في حال عدم استجابة النظام السوري للقرارات، فسوف يزيد من عزلته وخاصة بعد أن تتم صياغة قرار بتعليق عضوية سورية خلال هذا الاجتماع. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو: إن الدعوة الكريمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جاءت في موعدها، فالأمة تتعرض لكثير من المشكلات ووحدة الصف مطلوبة، ونأمل أن تكون هذه الليلة المباركة فاتحة خير على الأمة جمعاء. وأضاف: مواضيع فلسطين ومحاولات تغيير الطبيعة الإسلامية للقدس ومقاومة هذه المحاولات مهمة، ونزف الدماء في سورية لا يقبله ضمير أي إنسان فكانت هذه القضية في مقدمة الموضوعات المبحوثة وما يتعرض له أشقاؤنا المسلمون الأقليات وخصوصا ميانمار، حظت باهتمام كبير في القمة، وسيكون هناك تحرك في تقديم الإغاثة ورفع المظلمة عنهم. ولفت إلى أن تعزيز التضامن الإسلامي في هذه المرحلة مهم جدا في كل الأصعدة، فالأمة الإسلامية تتعرض لمشكلات عديدة بما يفتح الباب لتدخلات خارجية، ولهذا فالتضامن مهم في المرحلة المقبلة، خصوصا في القضايا المهمة، وعلينا لم الشتات، ونأمل ان ينجح المؤتمر في هذا المسعى. وعلى الصعيد نفسه، أوضح وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام أن الشعب السوري ليس أقل استحقاقا من الشعب التونسي لمطالب الكرامة وتحقيق الديمقراطية، لافتا إلى أن ما يحصل في سوريا في مراحله الاخيرة وفي الربع الساعة الأخيرة، مؤكدا أن الشعب السوري لن يعود إلى المربع الأول. وأضاف: الأحداث تسير باتجاه التغيير بما يلبي طموحات الشعب السوري المشروعة، ولدينا رؤية موحدة في الجامعة العربية في إطارها العربي للملف السوري واتفقنا بشكل عام أن ما يجري فيها غير مقبول سواء بالمقاييس الإنسانية أو السياسية، ونحن متحدون مع الشعب السوري ومتفقون على تجميد عضوية سوريا في المنظمة، حتى يعود البلد لوضعه الطبيعي. وأضاف: نحن معنيون بضرورة صياغة عقد جديد لأنها مهمة جديدة تأخذ بالاعتبار المتغيرات الجديدة الحاصلة في الوضع السوري ولا يمكن ان نعود لنفس المهمة بنفس المواصفات والشروط السابقة، وسنتجه لمزيد من المساعدة للأقلية المسلمة في بورما بصوت إسلامي موحد، ونحن نعرف أن ثلث المسلمين موزعون في أقطار مختلفة ولا بد من مساندتهم والدفاع عنهم.