يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم في مكةالمكرمة قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي يحضرها قادة الدول الإسلامية وممثلون عن ال57 دولة الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وسيقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رؤية شاملة للأخطار والأزمات التي تحيط بالأمة الإسلامية؛ ويناشد القادة المسلمين توثيق عرى التضامن ووحدة الصف والكلمة، وأن يقطعوا الطريق على محاولات إثارة الفتنة بين الدول الإسلامية من خلال إثارة النعرات الطائفية. وقد توافد العديد من قادة الدول الإسلامية، ووصلوا إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة ومنهم: الرئيس الإيراني والتونسي والفلسطيني والنيجيري. وسوف يصل الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي إلى المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء ليرأس وفد مصر في القمة الإسلامية الطارئة التي تعقد في مكةالمكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركة ملوك ورؤساء 57 دولة إسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.. ومن المنتظر أن يلقي الرئيس مرسي بيان مصر أمام القمة باعتبار أن مصر ترأس منظمة التعاون الإسلامي لمدة ثلاث سنوات مقبلة، وأن القمة الاعتيادية المقبلة ستعقد في مصر أوائل العام المقبل. شيخ الأزهر يثمن جهود المملكة في تنظيم قمة التضامن الإسلامي ثمن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب جهود المملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي في تنظيم قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي ستقعد في مكةالمكرمة يومي 26 و 27 من شهر رمضان المبارك الجاري مشيراً إلى أن هذه القمة بالغة الأهمية وأن الأمة تنظر إلى قادة العالم الإسلامي في هذه القمة وتترقب قرارات جادة وحاسمة. وأشاد الطيب في رسالة له اليوم بثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط باللقاء الذي يجمع قادة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة بمشاركة 57 دولة من دول العالم المعاصر واصفاً هذا اللقاء بأنه حدث جليل بالغ الأهمية والخطر في ظروف عالمية قلقة ومضطربة خاصة في ربوع العالم الإسلامي الذي يموج بالمشكلات والقضايا العالقة والأزمات. ودعا الطيب قادة العالم الإسلامي بموقف يجمع الأمة ويوحد المواقف والصفوف وأولها الصف الفلسطيني مشيراً إلى أن كل من يتابع أحوال العالم الإسلامي المعاصر ومشكلاته المتتابعة وما يموج به من أزمات يعلم علم اليقين أن مرد ذلك كله إلى قضية فلسطين التي تظل جرحاً نازفاً في جسد الأمة يتهددها بالأخطار ويضع مقدساتها في مهب رياح الغدر والبغي والتآمر الرخيص. وحول الأوضاع في سوريا ناشد شيخ الأزهر قادة العالم الإسلامي باتخاذ قرارات عملية واقعية وصريحة تكون طوق نجاة للشعب السوري المناضل المظلوم وللتعامل مع الأزمة السورية الراهنة التي تتهدد الشعب السوري في وجوده بالاقتتال المستمر طوال عام ونصف العام وتكاد تتحول إلى حرب أهلية ماحقة أو تقسيم مدمر للدولة. كما ناشد الطيب قادة المسلمين بالعمل على إنقاذ إخوانهم في ميانمار في ظل تجاهل دولي حتى يرتدع هؤلاء الذين يرتكبون الجرائم ضد مواطنيهم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية ولمواجهة ما يتعرضون له من تصفية وتمييز عرقي وإنكار لهويتهم الوطنية وطردهم بالتضييق والاضطهاد الجماعي إلى الدول المجاورة مما قد يصير أنموذجاً يتهدد الأقليات المسلمة المتعددة في جنوب شرق آسيا. وطالب شيخ الأزهر القادة المسلمين بموقف صريح ضد السياسات الباغية وما يعانيه إخوانهم في أفغانستان والصومال والعراق ومناطق أخرى بسبب التدخلات الأجنبية الصريحة والمقنّعة والمسلحة وغير المسلحة تحت أغطية كاذبة من نشر الديمقراطية أو مقاومة الإرهاب أو أسلحة الدمار الشامل وما هي إلا المصالح المادية والمنافسات الدولية. أوغلي : منظمة التعاون الإسلامي تتعاون مع الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري والمجلس الوزاري وافق على توصية بتعليق عضوية سوريا أوضح معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور احسان أكمل الدين أوغلي أن المنظمة لديها خطة بالتعاون مع الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا لتقديم العون والمساعدة للاجئين السوريين على الحدود التركية والأردنية ،وأنها ستتوجه قريباً لتلك المواقع للبدء في تقديم خدماتها الإغاثية والعلاجية من خلال عدد من المستشفيات والعيادات الصحية المتنقلة . وحول تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي ولجانها المختلفة قال معاليه // من ناحيتنا هناك توصية من اللجنة التنفيذية ونحن كأمانة عامة قدمنا هذه التوصية للمؤتمر الوزاري الذي بدوره وافق عليها وسيقدمها للقمة //. وبين في تصريح صحفي مساء اليوم أن بعثة لتقصى الحقائق مشكلة من المنظمة ستذهب لميانمار إلى جانب تحركات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان للوقوف على أوضاع المسلمين هناك . وأفاد أن المنظمة عقدت قبل أسبوعين مؤتمراًَ في العاصمة الماليزية لبحث آلية تقديم أعمال الإغاثة للمسلمين في تلك البلاد . سعود الفيصل : استجابة قادة الأمة الإسلامية لدعوة المليك مؤشر إيجابي يعكس الرغبة الصادقة لدى الجميع عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية في الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمس اجتماعهم التحضيري للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي وذلك في قصر المؤتمرات بجدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بالقرآن الكريم، ثم ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي كلمة أوضح فيها أن هذا الاجتماع يمهد لانعقاد القمة لاستثنائية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الذي شمل المنظمة على الدوام باهتمامه ودعمه مما كان له أفضل الأثر في تعزيز نشاط المنظمة في جميع المجالات. وتوجه معاليه لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية باسمه وباسم أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بالدعاء وتمنياته لسموه بالشفاء العاجل وعودته إلى أمته وشعبه. وأوضح أوغلي أن العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة جداً في تاريخ الأمة الإسلامية تتطلب معالجتها قدراً عالياً من الحكمة والروية وإلى جهود مكثفة لوقف النزاعات والمجابهات التي تزيد الفرقة وتشتت الجهود. وقال: «لقد انبرى لهذا العمل الحميد الذي ينم عن حرص شديد على مصالح المسلمين خادم الحرمين الشريفين الذي يُجمع القادة المسلمون على أنه أجدر من يقوم به ويتفقون على صواب رأيه وحكمته، إذ دعا إلى قمة إسلامية استثنائية للتداول فيما ينبغي عمله واتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تعزيز التضامن الإسلامي وإعادة اللحمة في مواجهة التحديات الخطيرة التي باتت تهددنا جميعا». وأضاف: «إن خطورة ما يجري في هذه الأوقات على مستوى العالم الإسلامي يملي علينا أن نوحد جهودنا لتمتين أواصر التضامن والتعاون الحقيقيين وتجنب بواعث النزعات وإهدار الإمكانات واستنزاف القدرات»، مشيرا إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين هذه تأتي مرادفة لمبادرته عام 2005م بعقد القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت في مكةالمكرمة والتي نجم عنها وضع برنامج العمل العشري الذي يعد برنامجاً يرسم خطوط الإصلاحات العديدة التي ينبغي تنفيذها لضمان تقدم الأمة الإسلامية ورفعة شأنها، لافتا إلى أنه تم تنفيذ الجزء الكبير من هذا البرنامج. وبين أن الأمانة العامة وأجهزتها في السبع السنوات الماضية قد حققت كثيرا من الإنجازات التضامنية في شتى الميادين لها علاقة بالتنمية والشؤون الاقتصادية والاجتماعية وبرنامج تنمية إفريقيا، مشيرا إلى أن الأمانة العامة بذلت جهودا في مجال التعاون والتضامن الإسلامي للدفاع عن القضايا العادلة للدول الأعضاء في المنابر السياسية الدولية مثل: نصرة القضية الفلسطينية ومناهضة حملات العداء للإسلام والتصدي لكل ما يضر بدول العالم الإسلامي والدفاع عن حقوق الأقليات والمجتمعات الإسلامية عبر العالم ومناهضة الإرهاب والدعوة للتمسك بالصفة التي تميز الإسلام ألا وهي صفة الاعتدال والوسطية والتسامح. وعد معاليه مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشير خير وتفاؤل لوقف تيار الخلافات والشقاق والالتفاف حول ما يجمع الأمة الإسلامية والابتعاد عن بواعث إذكاء الأحقاد والنزاعات من قضايا طائفية أو عرقية، مؤكدا أنه إذا توافرت النيات الحسنة وروح التسامح والرغبة الأكيدة لتجاوز الأزمة فسيتم التوصل إلى قناعات وسطية تقود إلى ما يصبو إليه الجميع من وئام وتقارب وسلام يتيح الفرصة للتعامل مع التحديات الحقيقية ألا وهي التنمية وإعلاء شأن الدين الإسلامي وتحصينه من الحملات التي تعاديه وإحلال السلام والأمن إلى ربوع العالم الإسلامي. وأشار أكمل الدين إحسان أوغلي إلى أن منظمة التعاون الإسلامي هي أول من بادر إلى دعوة القيادة السورية للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير والإصلاح التي عبر عنها سلمية وعفوية، مؤكدا موقف المنظمة المتمسك بالحفاظ على أمن واستقرار ووحدة سوريا وضرورة وقف أعمال العنف والقتل التي تستهدف المدنيين. وعبر عن أسفه أن سوريا باتت تعيش مأساة حرب طاحنة حُذر منها مراراً وتكرارا، واصفاً ذلك بأنه نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب وتطلعاته المشروعة. وتطرق الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى مدينة القدس الشريف حيث أعرب عن القلق لما تكابده من تطورات بالغة الخطورة وغير مسبوقة تستهدف بالدرجة الأولى هويتها الإسلامية والمسجد الأقصى، مؤكدا أن ذلك الأمر يتطلب إجراءات استثنائية للتصدي للانتهاكات قبل استفحال الأمور، كما أعرب عن قلقه لما يحدث مع طائفة الروهينجيا المسلمة في ميانمار من انتهاك لحقوقها في المواطنة، وعدّ أفرادها قوما لا وطن لهم مما يدعو لقرارات حاسمة، مؤكدا أن المنظمة تعمل على توقيع اتفاق لتقديم الدعم العاجل للمتضررين. وتحدث عن الوضع في منطقة الساحل الإفريقي قائلا: إن الوضع أصبح مصدر قلق حقيقي للشعب المالي والدول المتاخمة للصحراء الكبرى مما قد يؤدي إلى إيجاد بؤر إرهابية دولية إن لم تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الموقف. ودعا إلى ضرورة إيجاد حل مناسب للمعضلة الدستورية في مالي وتشكيل حكومة وحدة وطنية والبدء في تطبيق الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية ومن بينها إنشاء لجنة للمفاوضات مع الاستمرار في التعاون مع المجتمع الدولي. بعد ذلك ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي في المملكة العربية السعودية للمشاركة في هذا الاجتماع للتحضير لجدول أعمال الدورة الرابعة للقمة الاستثنائية التي ستلتئم اليوم بمشية الله تعالى في مكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لإخوانه قادة الأمة الإسلامية. وعبر عن بالغ ارتياحه للاستجابة السريعة التي حظيت بها هذه الدعوة والتي تعد في حد ذاتها مؤشرا إيجابيا يعكس الرغبة الصادقة لدى جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتصدي للتحديات التي تواجهنا ولتعزيز أواصر التضامن الإسلامي بين دولنا خدمة لديننا الإسلامي الحنيف ولأمن وسلامة أوطاننا وشعوبنا . وقال سموه: «إن الواقع الذي تعيشه أمتنا الإسلامية ليس بخاف عليكم، حيث استشرت الفتن وبات التشتت و الانشقاق والانقسام والتنافر يهدد كيان أمتنا الإسلامية ووصل للأسف الشديد إلى حد العداء والتناحر فيما بين المسلمين أنفسهم بل وأصبح هذا العداء أشد ضراوة من العداء للآخرين». وأضاف سموه قائلا: «هذا الواقع المرير في حد ذاته لا ينعكس فحسب على أمن واستقرار أمتنا الإسلامية وشعوبنا بل ويفتح أيضا المجال لإضعاف أمتنا الإسلامية ويعطي مبررا للتدخل في شؤونها». ومضى يقول: «من هذا المنطلق جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة الإسلامية الاستثنائية للوقوف وقفة صادقة لدرء الفتن والتصدي للمخاطر الجسيمة الناجمة عنها بما في ذلك التطرف والتعصب والتحريض والعنف والخروج عن إجماع الأمة بتبني منهج مخالف لما جاءت به عقيدتنا السمحة انطلاقا من الحرص على مبادئ ديننا الحنيف وانتهاج مبدأ الوسطية». وشدد سموه على الحاجة لاستعادة الأمة الإسلامية تضامنها والوقوف صفا واحدا أمام هذه التحديات التي تعترض مسيرتنا، لافتا الانتباه إلى أنه ومن هذا المنظور فإن الموضوع الرئيس المطروح على جدول أعمال القمة الإسلامية يوم غد بمشيئة الله تعالى هو تعزيز التضامن الإسلامي الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على حل كل القضايا التي تعيق مسيرة العمل الإسلامي المشترك. وبين أنه سيتم خلال الاجتماع طرح جدول الأعمال ومشروع البيان الختامي للقمة الذي يشكل انطلاقة لعهد جديد لاستعادة تضامننا الإسلامي وبما يستجيب للتحديات الراهنة ويتعامل مع معطياتها من جميع الجوانب والاستناد إلى مبادئ ميثاق منظمة التعاون الإسلامي والأسس التي قامت عليها علاوة على استناده على قرارات المنظمة وبرنامج العمل العشري الذي أقرته قمة مكةالمكرمة الاستثنائية عام 2005م. وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وانطلاقا من حرصه على رفعة هذه الأمة وعلو شأنها والخروج بحلول عملية لإنجاح أهداف القمة سيبحث - حفظه الله - هذه القضايا مع أشقائه قادة الأمة الإسلامية بكل شفافية بما في ذلك اقتراح الحلول التي من شأنها معالجة ما يعتلج في وجدان هذه الأمة وبما يمكنها من الوقوف بإذن الله تعالى صفا واحدا في محاربة الفتن الطائفية والمذهبية والعمل على تكريس احترام بعضنا بعضا دولا وشعوبا وطوائف والتأسي بقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). عقب ذلك بدأت جلسة العمل المغلقة للمؤتمر.