يجد باعة «الطراطيع» أو الألعاب النارية في شهر رمضان وخاصة في الليلة التي تسبق العيد، فرصة نادرة للتكسب وجني الأموال من بيع ما لديهم من مخزون يظل مخفيا عن الأنظار وبعيدا عن أعين رجال الدفاع المدني حتى يجد طريقه إلى صغار السن والشباب الذين يجدون في الطراطيع متعة وإثارة كبيرة، بتعدد أسمائها وأنواعها، مثل الفحم، نجوم الليل، صواريخ، أبو حمامة، والفراش، وغيرها. وبعد بحث مضن، عثرت «عكاظ» على باعة الطراطيع، في أحد الأسواق الشعبية في مدينة أبها، حيث رفض يحيى العسيري (بائع طراطيع) الحديث في الأمر، ولكنه أشار على مضض بأنه يزاول بيع هذه السلعة الخطيرة لأول مرة لحاجته عن المال. أما محمد الفيفي (طالب بالمرحلة الثانوية) فكان يقف بجانب سيارته منتظرا زبائنه الذين يأتون لشراء أنواع معينة من الطراطيع مثل الفحم، الصواريخ، الفراش، والنحل وهذه تسمياتها المتعارف عليها بين العامة، وقال: أمارس مهنة بيع الطراطيع منذ عامين تقريبا، ويضيف: يختلف زبائني منهم الكبار الذي يفضلون «الكمثرى» و«النافورة»، في حين يفضل الصغار نجوم الليل والصواريخ وأبو حمامة. وفي مكان آخر من السوق، كان يقف كل من ناصر مهدي ونايف الشهراني (طالبان في المرحلة المتوسطة) وهما يحملان كميات من الطراطيع، وبينا أنهما يبيعان هذه السلعة منذ أربعة أعوام، وأنهما يكسبان في الليلة الواحدة قرابة ال 1300 ريال. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في عسير العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي، أن إدارته لا تتأخر عن توعية الناس بمخاطر الألعاب النارية سواء عبر اللوحات النقطية في التقاطعات أو موقع المديرية على شبكة الإنترنت، وتوزيع البروشورات والمطويات والصور الهادفة من خلال المعارض والمناسبات وآخرها المعرض التوعوي الذي نظم في مركز عسير مول التجاري، مؤكدا التنسيق مع الجهات الأمنية لضبطها ومصادرتها بكافة أشكالها. وقال: من يقوم ببيع هذه المواد هم من صغار السن الذين يلوذون بالفرار عند رؤيتهم للجهات الأمنية، وذكر العقيد محمد العاصمي، أن المديرية العامة للدفاع المدني دائما ما تحذر المواطنين والمقيمين من الانجراف خلف رغبات الأطفال واقتناء ألعاب نارية، خصوصا هذه الأيام التي يقترب فيها عيد الفطر المبارك، ويكثر بيع وشراء الألعاب الخطرة التي تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة مستخدميها وتحديدا الأطفال الذين تترك حروقا وتشوهات في أجسادهم.