أكد عدد من الدعاة والعلماء أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لعقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية، تمثل حرص خادم الحرمين الشريفين على خدمة الإسلام والمسلمين وتوحيد صفوفهم في هذا الوقت الدقيق وسط المتغيرات المتلاحقة لمواجهة المخاطر التي ألمت بالأمة الإسلامية من احتمالات التجزئة والفتنة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة، مطالبين الجميع بالتعاون مع الجهات التنظيمية لإنجاح القمة... فإلى التفاصيل: لبنة صالحة قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع: إن هذا المؤتمر يعد لبنة صالحة في استنهاض همم الأمة وقيادتها، وخارطة طريق تضع الأمة على سبيل النهج الصحيح والعمل الدؤوب السليم الذي ينتشلها من أزماتها ويخرجها من مآسيها في تتويج بشرف الزمان وشرف المكان وشرف المناسبة، مطالبا الجميع بالتعاون مع الجهات المنظمة لإنجاح القمة؛ لأن فيها المصالح العليا للأمة التي تتحقق إن شاء الله بفضل الله ثم بالجهود التي تبذل في المؤتمر. وبين أن الأمة تعلق على هذا المؤتمر العظيم الآمال العريضة والطموحات الكبيرة، وتتطلع نحو نتائجه المطمئنة وقراراته الصائبة وتوصياته الموفقة. إصلاح الشأن من جهته أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة تأتي استجابة لقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، مبينا أن هذه الدعوة تأتي في هذا الظرف الخاص والصعب، مؤكدة بما لا يدع مجالا للشك أن خادم الحرمين ينظر بقلق إلى ما آلت إليه الأمور في عالمنا المسلم ويحس بمعاناتها، ويتطلع إلى إيجاد الحلول المنطقية العاجلة لإصلاح شأن المسلمين في أوطانهم ومجتمعاتهم، والعودة للأخذ بأسباب الوحدة في الصف والكلمة للوقوف بقوة أمام التيارات التي تسعى جاهدة لهدم ما تم بناؤه عبر عشرات السنين، ولصد كل المحاولات التي ما زالت تسعى لبث الفرقة والخلاف والاختلاف. وأوضح أن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون في الوقت الحاضر إلى اجتماع الكلمة وتضامنها وتعاونها، مؤكدا أنه سيكون لعقد هذا المؤتمر في مكةالمكرمة وبجوار الكعبة المشرفة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك دلالات وفوائد عظيمة، لأن قادة العالم الإسلامي سوف يدرسون أوضاع الأمة الإسلامية وما يواجهها من مشكلات أهم أسبابها التفرق والاختلاف واستغلال الأعداء لهذه البيئة، متطلعا أن يحقق هذا المؤتمر ثمارا يانعة وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين الثاقبة التي تهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين وجمع شمل الأمة وحقن دماء أبنائها، سائلا الله عز وجل أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خيرا على ما بذل ويبذل من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين وأن يجعل ذلك ثقيلا في موازين حسناته. رؤية المملكة أما أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ صالح بن غانم السدلان فأكد أن من المنطلقات العظيمة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية اتخاذ الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، مبينا أن من هذا المنطلق جاءت رؤية المملكة العربية السعودية للتضامن الإسلامي منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- موحد هذا الكيان الكبير وراعي التضامن الإسلامي الذي اهتم بكل ما من شأنه وحدة المسلمين وجمع كلمتهم وتوطيد العلاقة الإسلامية فيما بينهم. وأكد أن المملكة العربية السعودية بعمقها الاستراتيجي ومكانتها الدينية في قلوب المسلمين تمثل حصنا حصينا لهم ومكانا تهوي إليه أفئدتهم في حل قضاياهم وإنهاء خلافاتهم ووحدة كلمتهم. وقال: اليوم نشهد مبادرة كريمة من ولي أمرنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لعقد هذا المؤتمر المهم للعمل على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، سائلا المولى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتحقيق ما يتطلعان إليه من عقد المؤتمر من أهداف سامية كريمة وأن يجزل لهما الأجر والمثوبة إنه سميع مجيب، وأن يهيئ لهذا المؤتمر أسباب النجاح ليخرج بنتائج ترقى إلى تطلعات الأمة الإسلامية حيث يعقد في ليال فضيلة مباركة من هذا الشهر المبارك وبجوار بيت الله الحرام. استجابة العالم من جانبه، أوضح الداعية المعروف الدكتور عايض بن عبدالله القرني أن عقد هذا المؤتمر واستجابة الدول للمشاركة فيه يأتي من مكانة المملكة العربية السعودية في العالم العربي والإسلامي والدولي والمسؤولية التي يحملها قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بما تمر به الأمة تأتي الدعوة لعقد هذا المؤتمر. وقال: لا شك أن اجتماع قادة الدول الإسلامية استجابة لهذه الدعوة سيتمخض منه توصيات إن شاء الله تكون عملية لمعالجة كثير من القضايا الملحة وفي مقدمة ذلك إعادة وحدة الأمة وتحمل مسؤوليتها التاريخية لمواجهة كثير من التحديات، مبينا أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبيرة وتواجه قضايا تمس أمنها ووحدتها وتواجه خططا عدوانية، ولا بد من الوقفة التاريخية الصادقة للوقوف ضد ما يحاك لها، متطلعا إلى نتائج تعيد للأمة وحدتها وتضامنها والوقوف، سائلا الله العلي القدير أن يديم على بلادنا وبلاد المسلمين الأمن والأمان وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء. أعظم نعمة من جهته قال الشيخ عادل بن سالم الكلباني: إن أعظم نعمة أنعمها الله علينا هي نعمة الإسلام، وأن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- له من القبول والمحبة، فهو دائم العطاء لكل ما عنده للمحتاج دون تفريق، وهذا أكسبه حب الجميع وأكسب المملكة حب الشعوب والدول، مشيرا إلى أنه منذ إعلان المؤتمر ونحن نسمع من أهل العلم الرجاء أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الأمة وتعزيزها وإظهارها أمام الأعداء بما يردعهم، فالوحدة قوة والتضامن نصر، سائلا الله التوفيق لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين لعز الإسلام والمسلمين. مؤتمر استثنائي أما عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور محمد العصيمي، فأكد أن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى قادة العالم الإسلامي من أجل عقد مؤتمر استثنائي للتضامن الإسلامي بمكةالمكرمة لتدارس أوضاع المسلمين تؤكد دور المملكة الريادي في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين. وأوضح أن هذه القمة الاستثنائية تأتي في أقدس البقاع وأشرف الأماكن وأفضل الأوقات لتحمل كل الإشارات واستشعار قيادات الدول الإسلامية بعظم المسؤولية الكبرى أمام الله سبحانه وتعالى في حق الإسلام والمسلمين ثم أمام الشعوب، مبينا أن التضامن الإسلامي حقيقته التعاون على البر والتقوى، والتكافل والتعاطف والتناصح، وأن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يرجون المولى جل وعلا أن يوفق قادة العالم الإسلامي عموما وخادم الحرمين الشريفين خصوصا الذي كان له قصب السبق في عصرنا الحاضر في الدعوة من جديد إلى التضامن الإسلامي الذي دعا إليه من قبل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله. وعبر عن أمله في أن تكتب هذه القمة الاستثنائية صفحة مجيدة من التاريخ الإسلامي الحديث وإحياء روح الأخوة الإسلامية ونصرة قضايا المسلمين في كل مكان، سائلا الله تعالى أن يوفق قادة العالم الإسلامي إلى ما فيه الخير والصلاح وأن يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم إنه سميع قريب. مواقف مشرفة من جهته، نوه عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور إبراهيم المطلق بالمواقف المشرفة للمملكة في تعزيز التضامن الإسلامي والعمل على جمع كلمة المسلمين وحل خلافاتهم. وأكد أن المملكة بعمقها الاستراتيجي ومكانتها الدينية في قلوب المسلمين تمثل حصنا لهم في حل قضاياهم وإنهاء خلافاتهم ووحدة كلمتهم، مبينا أن اجتماع قادة الدول الإسلامية في مكةالمكرمة استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- سيتمخض عنه توصيات ستكون إن شاء الله عملية لمعالجة كثير من القضايا الملحة.