قديما كانت الأمور التخطيطية تسند إلى شريحة معينة يستطيعون قراءة المستقبل، حيث إنه يعد فن لا يجيد قراءته إلا الخبراء وأصحاب التجارب وأهل الاختصاص ومن هو ذو حظ عظيم، وهذا الفن يستخدم كثيراً عند التخطيط الاستراتيجي والبحوث والدراسات التي تقوم على معطيات محددة، المجال الرياضي لا يخلو من هذي الخصائص، فأندية كثيرة حققت من سيرها على هذا النهج العديد من البطولات كالاتحاد والهلال والشباب والآن الاهلي يعملون وفق منظومة استراتيجية إلا أن نادي الاتحاد خرج عن المسار في الفترة الأخيرة مما أدخله في نفق مظلم. تلاطمت الأمواج وعظم هديرها وبات نادي الاتحاد محاصراً بالديون يصارع الأزمات جراء العشوائية التي تغلغلت في مفاصله منذ أربع سنوات بفضل متسلقي الشهرة من رؤساء وإداريين حتى بعض الإعلاميين الذين وجدوا أرضا خصبة مارسوا عليها كل أنواع الرقص على أكتاف الكيان، فالجميع هرف بما لا يعرف حتى تحولت معادلة القوة في الاتحاد إلى نقطة مرور يئن تحت وطأة المستنفعين، وشاءت الأقدار وتكشفت الأوراق وسقطة الأقنعة لكل من كان يعول عليهم في السراء والضراء ليصطدم محبوه بمسلمات لا حياد عنها ليجدوا أنفسهم أمام اجتهادات فردية يقوم بها بعض من نذر نفسه لخدمة الكيان برغم خطورة المغامرة وصعوبة المرحلة كأحمد محتسب ولؤي قزاز والرئيس المنتخب محمد الفايز . فالديون والالتزامات التي تكدست بها سجلات النادي مخيفة وأكثر بكثير من الإعداد الإداري الذي دخلت به إدارة الفايز ومن عاونها معمعة الرئاسة لذا حتى لو ما أثمرت تلك المحاولات فإن هؤلاء يستحقون رفع القبعة لهم على شجاعتهم بعد أن خذلهم من كان عليهم العشم. فجهود هذا الثلاثي أشبه بالنحت على الصخر تدفعهم الرغبة والانتماء لا يهمهم شهرة أو أضواء، فالمهمة ليست لديهم فرد عضلات بقدر ما هي مهمة إعاده الأمور إلى نصابها فإذا نجحت المهمة ووصل المركب إلى بر الأمان فإن التاريخ الاتحادي سيذكر لهؤلاء وقفتهم الصادقة والجادة في الوقت الذي لم نسمع لمجموعة من أعضاء الشرف حساً. أين الشرفيون الذين ملأوا الشارع الاتحادي ضجيجا والإعلام صوراً وتصريحاً .. أين طلعت اللامي والمسعود والعسيري وغيرهم من الأعضاء؟ أين الغائب الأكبر عن المشهد الاتحادي العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ؟ ألا يعلم بما يمر به النادي. ألم تنفذ كل مطالبه فأبعد من أبعد وأحضر من أراد.. أما وراء الأكمة ما وراءها. ثمة أسئلة تحلق في أفق البيت الاتحادي تبحث عن مخرج. جاءت بداية الدوري ساخنة والنتائج متوقعة ولاسيما أن القراءات الأولية تتنبئ عن محاولات أندية تؤكد حضورها كالأهلي والشباب وأندية تسعى إلى استعادة مكانتها السابقة كالهلال والاتحاد وأندية تترقب مثل النصر برغم أن الجولة الأولى جاءت مكملة لما كان عليه الوضع في الموسم الماضي، إلا أن التوقعات تشير بأن الجولة الثانية ربما تبعثر الأوراق من جديد. وقفة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.