جاء محمد الفايز لرئاسة هيئة أعضاء الشرف بنادي الاتحاد كشخصية توافقية؛ بعدما شغر الكرسي الكبير منذ استقالة طلعت لامي قبل ثلاث سنوات، وهو الكرسي الذي تحول إلى ما يشبه كرسي دوار منذ أن ترجل عنه إبراهيم أفندي، فحتى الدكتور عدنان جمجوم الذي خلفه في المنصب لم يطل به المقام فيه سوى عام ونيف؛ إذ عجلت المنية برحيله -رحمه الله-، ليتوافد عليه من بعده وخلال ثماني سنوات أربعة آخرون، هم حسن جمجوم، والأمير خالد بن فهد، وطلعت لامي.. والفراغ! تزكية الفايز بدت أنها لم ترضِ طرفين من الأطراف الاتحادية؛ فطرف احتج وقاطع الاجتماع الشرفي؛ ليس بالضرورة احتجاجاً على شخصه، وإنما على الطريقة التي تمت تزكيته بها، وهذا حق مشروع؛ بيد أن ثمة طرفاً آخر ظهر وجلاً مرتبكاً من تزكية الفايز ليس احتجاجاً على الطريقة، وإنما احتجاجاً على أن أبناء (العميد) قرروا بتزكية الفايز أن يوقفوا دواليب الفوضى في النادي، وطالما حدث ذلك فسيكون هذا الطرف هو أول المتضررين، كونه يقتات على الأزمات، ويعتاش على مخلفاتها، وإذا ما تم ردم بؤر الأزمات في النادي فسيجد نفسه خارج معادلة التأثير الاتحادية تماماً. يكفي تضخيم تصريح (الشاورما) للفايز، لتتكشف حقيقة أن ثمة قراراً مسبق بتصفية الرجل إعلامياً، وجماهيرياً لقبوله بالمنصب، وإلا ما الذي قاله حتى يتم تهويل تصريحه، ليوضع على 8 أعمدة في صحف، و16 عموداً في صحف أخرى، ويتصدر الصفحة الأولى في بعضها، وتفرد له المقالات في أخرى، إلى درجة أن صحفاً لم تمنح استقالة الأمير نواف بن فيصل، وقبلها استقالة الأمير سلطان بن فهد ذات المساحة، بما فيهما من أبعاد ودلالات، وهذا بحد ذاته دليل على أن وراء الأكمة ما وراءها. ليس شرطاً أن يكون المعني بتلك الهجمة المنظمة هو الفايز نفسه، فالرجل مسالم، وبعيد كل البعد عن لعبة الاصطفافات، ومعارك تصفية الحسابات، وإنما المعني هو الموقع الذي سيشغله، فما حدث له في الساعات الأولى من رئاسته للمجلس الشرفي حدث من قبل لطلعت لامي الذي سيق للاستقالة قسراً، وكان سيحدث لأي شخصية أخرى يمكن أن تجلب الاستقرار للبيت الأصفر، فالقرار المتخذ سلفاً، و(المتعوب عليه) هو إبقاء (العميد) خارج دائرة الاستقرار، ليظل على الدوام في دوامة الفوضى، وبذلك يبقى أنصاره بين حين وآخر يبكون على اللبن المسكوب!. قراءتي الأولية تذهب باتجاه أن الفايز قد رتب نفسه للواقع الجديد الذي سيعيشه مع المنصب الكبير، ولعل تصريحه يوم تزكيته يوحي بذلك؛ خصوصاً حين قال "إنني قادر على مواجهة الإعلام والرد عليه، وأنا لا أملك إعلاماً، وهذه نقطة في صالحي"، والأعظم من ذلك وصفه الشرفيين الغائبين عن الاجتماع، والذين لا يدعمون النادي بأنهم "أصفار"، وهو تصعيد خطير يدل على أن الرجل قد رتب نفسه لمواجهة الأسوأ، وأنه يدرك بأنه سيتعرض لما تعرض له من هجوم من بعض الاتحاديين؛ سواء خرج بتصريح (الشاورما) أو لم يخرج به، إذ يبدو أنه يدرك جيداً أن من (الشاورما) ما قتل!.