في وقت يترقب العالم بين لحظة وأخرى اندلاع معركة وصفت بأنها فاصلة في حلب، استخدمت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس المروحيات في قصف العديد من أحياء المدينة، وأعلن الجيش السوري الحر عن أسر أكثر من 150 عنصرا من قوات النظام، بينما طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية بوقف الهجوم على العاصمة الاقتصادية لسورية. ويتوقع المراقبون معركة صعبة جدا ، إذ ينتشر عناصر الجيش السوري الحر في أزقة وأحياء المدينة وقوات النظام في محيطها. ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى اي حد ستلجا قوات النظام الى القوة المفرطة، لأن حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى، لافتا الى أن أحياء صلاح الدين، الاعظمية، بستان القصر،المشهد والسكري تعرضت لاطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة. ووقعت اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري. وحسب ما أفاد به عبدالرحمن وناشطون فإن الكتائب الثائرة أسرت أكثر من 150 عنصرا من قوات النظام في مدينتي حلب ودرعا ومحافظة ادلب. ومن هؤلاء الأسرى 50 عنصرا بينهم 14 ضابطا تم أسرهم في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب بعد اشتباكات انتهت بالاستيلاء على كمية كبيرة من الاسلحة من نقطة عسكرية أمنية. وأظهر شريط فيديو حمله الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» حوالى مائة من عناصر قوات النظام جالسين ارضا يتحدثون أمام الكاميرا عن القاء القبض عليهم في مناطق مختلفة من مدينة حلب. وفي مدينة درعا، هاجم مقاتلون معارضون مركز الشرطة في حي مخيم النازحين، ووقعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن أسر عدد من عناصر نظام الأسد. من جهته أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تصريحات إثر لقاء مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في لندن عن القلق الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب داعيا الحكومة السورية الى وقف الهجوم الذي تشنه على هذه المدينة. كما دعا هيغ نظام الاسد الى التخلي عن هذا الهجوم محذرا من ان هذا التصعيد غير المقبول للنزاع قد يؤدي الى خسائر مفجعة في ارواح المدنيين والى كارثة انسانية. وأعربت الولاياتالمتحدة مجددا عن قلقها إزاء الوضع في حلب ، لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلا دوليا في ليبيا في 2011. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض نحن قلقون للغاية مدينا الهجوم البشع الذي تنفذه قوات الاسد على المدنيين. وردا على سؤال صحافي حول التشابه بين الوضع في حلب وبنغازي التي كان معارضو القذافي تمركزوا فيها، قال كارني لقد اجتمعت معطيات اوسع في بنغازي اتاحت للمجتمع الدولي وعلى رأسه الولاياتالمتحدة اتخاذ هذا النوع من التدابير في ليبيا. وأضاف الوضع ليس مماثلا بالنسبة لسورية. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى تحرك مشترك من جانب الاممالمتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية. وقال اردوغان اثر لقاء مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في لندن أمس ان ما يحصل في سورية بالغ الاهمية والخطورة. واضاف نواجه نظاما يقتل ويذبح شعبه وعلينا ان نبذل ما في وسعنا معا لاحراز تقدم كبير لتفادي هذا الوضع المرعب. وتابع ان التوتر يتصاعد في حلب والتصريحات الاخيرة حول استخدام اسلحة دمار شامل هي اعمال لا يمكن ان نبقى متفرجين عليها او مراقبين لها وشدد على وجوب التحرك في شكل مشترك داخل مجلس الامن الدولي ومنظمة الدول الاسلامية والجامعة العربية. ومن جهته، قال كاميرون امضينا وقتا طويلا نتحدث فيه عن الوضع المرعب في سورية ونحن قلقون بشدة حيال استعداد النظام لارتكاب اعمال فظيعة في حلب وحولها. هذا سيكون غير مقبول بالكامل. وفي هذه الأثناء سقط 110 قتلى وعشرات الجرحى في مناطق متفرقة من سورية أمس. وخرج الآف السوريين في مظاهرات دعا الناشطون الى تنظيمها تحت شعار «انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة» في اشارة الى دمشق وحلب.