يأتي اللقاء الثقافي الذي يستضيفه نادي الطائف الأدبي كأول لقاء رسمي لرؤساء الأندية الأدبية بعد انتخابات الأندية الأدبية التي جرت خلال الموسم المنصرم لمناقشة واقع العمل الثقافي والأدبي في أنديتنا الأدبية، ومن خلال متابعتي لما نشر عن الملتقى وجدت أنه سيناقش العديد من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله والتي تأتي في مقدمتها الأنشطة الثقافية للأندية، ومناقشة الملتقيات الأدبية، ومناقشة آليات مشاركة الأندية في المعارض الداخلية والخارجية، كذلك تدارس الأسابيع المشتركة بين الأندية الأدبية، بالإضافة إلى موضوع طباعة الكتب والإصدارات ومناقشة قضايا الأدباء الشباب في كل منطقة، وليس ثمة شك أنها محاور مهمة سيدور حولها حديث طويل نتمنى أن يخرج المنتدون من خلالها بتوصيات من شأنها أن تغير في المشهد الثقافي. وكانت وما زالت وستظل الأندية الأدبية تعاني من إشكالية أزلية وهي قلة الحضور الجماهيري لمناشطها المنبرية وفعالياتها، وبالطبع فهي تتفاوت من ناد لآخر، وقد تنجح بعض الأندية في تحقيق نسبة حضور جماهيري لبعض فعالياتها بسبب جماهيرية المحاضر أو الشاعر لكنها ما تلبث حتى تعود لمعاناتها في قلة الحضور الجماهيري، والسؤال الذي سيظل قائما، إلى متى يظل خطاب الأندية الأدبية لدينا خطابا نخبويا؟ وهل يحقق هذا الخطاب تأثيره في الوعي الجمعي؟ وكيف تستطيع أنديتنا الأدبية الوصول إلى الجماهير؟ ومتى يكون ذلك؟ وما هي الحلول المقترحة لتجاوز إشكالية قلة الحضور؟ أما المحور الآخر فهو موضوع إصدارات الأندية الأدبية ومطبوعاتها بوجه عام، فكانت الأندية تعاني من عدم وجود صناعة تسويقية للكتاب ويظل الكتاب الصادر من النادي حبيسا لمستودعات الأندية ينتظر المشاركة الموسمية ليأتي في ركن قصي كل عام في معرض الرياض الدولي للكتاب، وهذه كانت إشكالية تواجه معظم أنديتنا الأدبية باستثناء نادي حائل الأدبي إبان فترة رئاسة الشاعر محمد الحمد وبجهود مضيئة لرئيس لجنة المطبوعات بالنادي آنذاك عبدالله الحربي، حيث كانت لهم شراكة نشر وتوزيع مع مؤسسة الانتشار العربي في بيروت وكانت فكرة رائدة تستحق الإعجاب، أيضا نادي الرياض الأدبي كانت له شراكة نشر وتوزيع مع المركز الثقافي العربي كدار نشر لها حضورها القوي في عالم الكتاب، وكذلك نادي المدينةالمنورة الأدبي كان له عقد شراكة مع الدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت. واليوم موضوع المطبوعات وإصدارات النوادي تطرح للنقاش نأمل من رؤساء الأندية الأدبية أن يعيدوا قراءة التجارب الرائدة والناجحة التي تحققت لأدبي حائل وكذلك أدبي الرياض وأدبي المدينة، فتلك الأندية كانت لها رؤيتها الثقافية الناضجة في تسويق ونشر الكتاب الأدبي والثقافي. وكم أتمنى أيضا لو يناقش المنتدون في لقائهم المهم موضوع الجوائز الثقافية والأدبية وفق تنظيم يخرجها من حيز الجدل ويمنحها البعد الثقافي الأصيل كي تحقق الجوائز الثقافية والأدبية أهدافها، وهي التي تساهم في خلق أجواء تنافسية شريفة بين المبدعين والباحثين والمثقفين وبالتالي تقوم الأندية الأدبية بجزء من واجباتها ومهامها تجاه المبدعين والمثقفين، وسننتظر بإذن الله إعلان توصيات لقاء (الطائف) بمزيد من التفاؤل في المرحلة المقبلة. [email protected]