عندما لا تجد إصدارات خمسة عشر ناديا في المملكة إلا مستودعات الأندية وجهة لها، فهذا مما يأتي في سياقه الطبيعي عطفا على عدم قدرة الأندية الأدبية على إيصال إصداراتها للقارئ إلا من خلال إهدائها للمثقفات والمثقفين من جانب، أو تسويقها لفترة لا تتجاوز عشرة أيام من كل عام عبر معرض الرياض الدولي للكتاب.. أو من خلال بضعة أيام قلما تجاوز عددها أصابع اليد الواحدة عبر ما تقيمه بعض الأندية من معارض خاصة تقام بصحبة نشاط مصاحب.. أو شراكة تعينه على أن يوجد لإصدارته فسحة ضوء تخرج من خلالها مطبوعاته إلى أيدي القراء.. رغم ما تمثله – غالبا – هذه الإصدارات من قيمة معرفية.. وجودة إبداعية بوصفها مؤلفات محكمة من ذوي اختصاص عبر آلية قادرة على أن تقدم بين يدي القراء منتجا منافسا في مشهدنا الثقافي. وفي هذا السياق يؤكد عدد من رؤساء الأدبية أن هذا حال ومآل إصدارات الأندية الأدبية، لعدم وجود مسوق لإصداراتها، الأمر الذي يجعل وجود جهة مسوقة للكتاب السعودي بوجه عام وإصدارات الأندية بصفة خاصة، أصبح مطلبا ملحا، وضرورة مرحلية قائمة.. وحلقة مفقودة في سلسلة صناعة الكتاب السعودي.. الأمر الذي يفرض إنشاء شركة متخصصة في تسويق الكتاب السعودي محليا وعربيا ودوليا، من خلال رؤية استراتيجية قادرة على النهوض بتسوية الكتاب السعودي متجاوزة بذلك ثقافة التسويق إلى تسويق الثقافة. وفي هذا السياق قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في تصريحه ل(ثقافة اليوم): إن وزارة الثقافة والإعلام تدرس خلال هذه الفترة فكرة مشروع إنشاء شركة متخصصة في تسويق الكتاب السعودي، حيث تعتزم وكالة الوزارة للشؤون الثقافية عقد اجتماع مع رؤساء الأندية الأدبية في المملكة، خلال الأسابيع القريبة القادمة، حيث سيكون اجتماعهم في نادي نجران الأدبي الثقافي.. مشيرا إلى أن المشروع ما يزال في طور الدراسة، إلا أنه في موقع الاهتمام البالغ والحرص الذي من شأنه أن يعطي هذا المشروع حقه من الدراسة المتعمقة من كافة جوانبها.. مختتما تصريحه بأن وكالة الوزارة ستقوم بمناقشة أفكار هذا المشروع مع رؤساء الأندية الأدبية في المملكة، ليقوموا بدورهم بتدارس الفكرة مع مجالس الأندية الأبية، التي من المرشح أن تنهض بتنفيذ هذا المشروع لما لمسته وشخصته بدورها ميدانيا من تقاعس من شركات النشر وضعف تجاه دورها في تسويق الكتاب المحلي. من جانب آخر استهل رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله الوشمي، حديثه عن وجود شركة مختصة في تسويق الكتاب السعودي، بالتأكيد على أنها مطلب هام للمؤلف وللكتاب، ولدار النشر المحلية الأمر الذي ينعكس على حركة نشاط الكتاب السعودي بوجه عام.. والتي يؤكد د. الوشمي على أنها مسؤولية مشتركة بين وزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات الثقافية ودور النشر بوجه عام. وقال د. الوشمي: الكتاب الذي تصدره الأندية الأدبية يعاني من مشكلة التوزيع والانتشار، ويحتاج بشكل عام إلى سبل التسويق الحديثة، وقضيته مسؤولية الوزارة والأندية وجهات النشر جميعا، إضافة إلى المؤلف.. وأحيانا تعاني الأندية من إيصال الكتب إلى الآخرين على صيغة الإهداء، أو التوزيع، أو المنافذ المنتشرة في المملكة، إضافة إلى ضعف التسويق الإلكتروني، وتفاوت التوزيع العربي، مما اضطر الأندية إلى تنفيذ الشراكات التي لم يتم تقويم تجربتها حتى الآن بشكل جيد.. مشيرا إلى أن إنشاء شركة لتوزيع الكتاب السعودي فكرة مهمة، وبأنها فكرة سبق طرحها على أصعدة أخرى. د. ناصر الحجيلان: فكرة المشروع ما تزال في طور الدراسة المتعمقة.. وسنبدأها مع رؤساء الأندية وأضاف رئيس مجلس أدبي الرياض بأنه يظن بأن تصريح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، مؤشر على قرب التنفيذ، متوقعا فيما يتعلق بإنشاء هذه الشركة المتخصصة بأن يتم إنشاؤها من خلال شراكة بين الوكالة والأندية وخبرات تسويقية أخرى.. موضحا بأنه يمكن لتنفيذ هذه الشركة من خلال تكوين لجنة إدارية لهذا البرنامج، وتسهم الأندية بشكل منهجي فيها، وتقوم الإدارة العامة للأندية الأدبية بإدارة تفاصيل البرنامج، أو تشرف عليه، وبذلك يتم بشكل فعلي وفاعل خدمة المؤلف والمؤسسة السعودية، إذ هي الأهداف نفسها التي تحرص عليها وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وتحرص على دعمها. وختم د. الوشمي حديثه في هذا السياق مشيرا إلى أنه لا بد من الوضع في التصور عند الشروع في إنشاء هذه الشركة التي تعنى بتوزيع الكتاب السعودي، فإنه من المؤكد وجود عقبات ومآزق تنظيمية في البداية، ولكنها مؤشرات على قيمة الفكرة وأثرها، لكون الأندية الأدبية تستطيع مع ذلك تجاوزها من خلال تكوين عقد تنظيمي لآليات المشاركة والتوزيع والحقوق. د. عبدالله الوشمي: هناك عقبات سترتبط بالبدايات التي يمكن تجاوزها أما رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الثقافي، فقد تحدث عن إيجاد شركة من هذا الاختصاص بأن نجاحه مرهون بتوزيع الكتاب السعودي بشكل عام، مستبعدا فكرة نجاح وجود شركة توزيع للكتاب إذا ما تخصصت في توزيع إصدارات الأندية الأدبية فقط، إذ يؤكد د. الشهري في مستهل حديثه بأن الأندية الأدبية لا يمكن أن تحقق أرباحا من خلال إصداراتها، لكون ثلاثة أرباع مطبوعات الأندية الأدبية أو ما يقارب هذا الكم يتم توزيعه في شكل هدايا على المثقفين والمثقفات.. مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نجد من رؤساء الأندية الأدبية من يجزم بربحية النادي الذي يترأس مجلس إدارته بالربحية من خلال ما يصدره من مطبوعات، لعدم وجود الآلية لتوزيع وتسويق مطبوعات الأندية الأدبية، التي من شأنها أن تحقق مكاسب ربحية لما يطبعه النادي. وقال د. الشهري: هناك اجتهادات في هذا المجال، تحقق نسبا متواضعة في توزيع إصداراتها في إطار محدود جدا، إلا أن الأندية الأدبية ليست في المقابل دور طباعة ونشر وتوزيع، مما يجعلها – أيضا – بعيدة عن تسويق إصداراتها، إذ نشاطها ثقافي أدبي بين الأمسيات والندوات والملتقيات وما شاكلها، الأمر الذي يجعلها من الطبيعي أن تنشغل وتشتغل بما أنشئت من أجله بوصفه أمرا طبيعيا.. مشيرا إلى أن وجود شركة مختصة في تسويق الكتاب السعودي بما في ذلك الكتاب المحلي الذي تصدره الأندية الأدبية فإنه مما تحلم به الأندية، مؤكدا على أهمية وجود شركة متخصصة في تسويق الكتاب، مؤكدا أنه من الأفضلية تولها الطباعة والنشر والتوزيع، لما يمثله التخصص في مجال تسويق الكتاب من أهمية بالغة للأندية الأدبية من جانب ولدور النشر المحلية من جانب آخر، بحيث ألا يقتصر دورها على إصدارات الأندية الأدبية فقط حتى لا يكون مآلها الفشل. د. ظافر الشهري: إذا خصصت لإصدارات الأندية فحسب فمآلها الفشل وأضاف رئيس مجلس أدبي الأحساء بأن التخصص في تسويق الكتاب يمثل ركنا هاما في وجود شركة لتسويق الكتاب السعودي، على جانب ركن آخر يتمثل في وضوح الرؤية ووجود آليات محددة فيما يتعلق بإصدارات الأندية الأدبية بوجه خاص.. مؤكدا على أهمية الاتفاق مع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال، بعيدا عن انتظار إنشاء شركة من هذا التخصص من خلال شركة تنشئها الأندية الأدبية معللا ذلك بعدم الوصول إلى صورة فاعلة متفق عليها بين كافة الأندية الأدبية الخمسة عشر، لكون الاتفاق وسرعة إنجاز إنشاء هذه الشركة مما لا يشجع كثيرا على ما يلاحظ من كثرة الاختلاف والتباين في الآراء في المشهد الثقافي، ليزداد الاختلاف في وجهات النظر اتساعا عندما تسند مهمة نوعية إلى ما لا يمكن أن تتفاءل بالاتفاق حوله كثيرا وخاصة في وضع تصورات وآليات وجود هذه الشركة، حيث يرى بأنه لا يزال الكثير من المثقفين يسكنون أبراجا عاجية بوعي أو بدون وعي.. إلا أنه لا يمكن من جانب لرئيس مجلس أدبي أن يثبت لنا نجاحه في قدرته على توزيع إصداراته وتسويقها من خلال النادي. د. حامد الربيعي: حان الوقت لبحث هذه الإشكالية.. واقتراح حلّ لها واختتم د. الشهري حديثه مؤكدا أن وجود شركة لتوزيع الكتاب السعودي بوجه عام مطلب ملح، تفرضه مرحلة وضع تسويق الكتاب المحلي، لتقتصر مهمة النادي على إقرار الكتب التي تستحق الطباعة، مع أن الربحية لهذه الشركة سمة أساسية على أن تكون قادرة على الاستمرار في هذه المهمة الثقافية، التي لا يمكن أن تنشأ من قبيل مجاملة مطبوعات الأندية الأدبية وإنما من خلال تخصص في طباعة الكتاب وتوزيعه وتسويقه. أما رئيس مجلس إدارة نادي مكة الأدبي الثقافي فقد أكد أن وجود جهة تقوم على تسويق الكتاب السعودي، فإنها ستقدم حلا لإشكالية تعانيها الأندية الأدبية بخاصة، والكتاب السعودي بعامة.. مشيرا في حديثه إلى أن الكتاب لدينا حتى الآن لم يصل إلى ما تأمله الأندية الأدبية والمثقفون من الحضور في مشهدنا المحلي فضلا عن مشهدنا العربي والعالمي. نايف المهيلب: من مقومات نجاح المشروع قيامه على شراكات نوعية عطالله وقال د. الربيعي: أعتقد أن الوقت قد حان، للبحث في هذه الإشكالية، واقتراح الحلول، التي أجزم أن من أفضلها إيجاد شركة أو مؤسسة للنشر والتسويق، وبغير هذا فلن يصل صوتنا.. ولن يعرف أحد منجزات مؤلفينا ومبدعينا على النحو الذي يأمله العلماء والمفكرون والمثقفون والأدباء في وطننا العزيز وفي خارجه. واختتم رئيس مجلس أدبي مكة، مؤكدا على أن إيصال الكتاب إلى القارئ أينما كان، كان.. وما يزال.. وسيظل.. من أهم آليات التواصل والمساهمة الفاعلة في الحراك الفكري والثقافي العالمي الذي نطمح أن نكون عنصرا فاعلا فيه، لما تنتجه أقلام وعقول أبناء هذا البلد المعطاء، الذين ينشطون في هذه المرحلة من تاريخنا للإنتاج المعرفي والإبداعي كما وصف رئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي الثقافي الأستاذ نايف المهيلب، بأن طرح هذه الفكرة يأتي على درجة كبيرة من الأهمية، التي تستمد أهميتها من خدمة نتاجنا الثقافي من خلال تشجيع المؤلف، وتسويق الكتاب، وإنجاح ما تقدمه الأندية الأدبية في سياق ما تصدره من كتب.. مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام عندما تفكر فعليا في إنشاء شركة لتوزيع الكتاب السعودي، ممثلة في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، فإن هذا مما يجير الشكر لها من كافة المثقفين والمثقفات عامة، ومن منسوبي أعضاء المجالس الأندية الأدبية وجمعياتها العمومية بصفة خاصة. الجعيد: في تجربة الصحف المحلية ما يؤكد نجاح هذه الفكرة وقال المهيلب: أتمنى أن يرى هذا المشروع من خلال الشروع في وضع التصورات التي من شأنها تقديم تصور قادر على أن يوجد لنا شركة متخصصة في توزيع وتسويق الكتاب السعودي، إذ علينا من خلال مجالس الأندية الأدبية أن نضع أيدينا بقوة في يد وزارة الثقافة والإعلام على إنجاح هذه الفكرة والمشروع الحيوي الهام، الذي من شأنه أن يخدم الكتاب السعودي محليا وعربيا على عدة مستويات تعد حلما للأندية الأدبية جمعاء، من خلال هذا المشروع الثقافي الذي من شأنه مساعدة الأندية على الانتشار والتوزيع والتسويق لبضاعة الأندية الأدبية .. مشيرا في هذا السياق بأن بضاعة الأندية تتمثل في نوعين الأول منها يتمثل في بضاعة عالية الجودة من خلال نوعية مضامينها، والتي وصفها المهيلب بأن الأندية – غالبا – لا تجد مشكلة في تسويقها، وبضاعة أخرى أقل حظا من سابقتها والتي تتمثل فيما تصدره الأندية الأدبية لفئة الشباب، الأمر الذي يجعل من تسويقها أمرا صعبا ومعضلا في ظل عدم وجود الموزع والسوق لهذا الإنتاج بصفة خاصة، الذي عادة ما يكون سعره متواضعا من جانب، ولا يمكن أن يتحقق له الانتشار إلا من خلال إيجاد شركة لتسويقه من جانب آخر. وأكد رئيس مجلس إدارة أدبي حائل، بأن وجود شركة في هذا المجال تقوم على خدمة الكتاب السعودي، لا تجيب على تساؤل التسويق الذي دائما ما تعانيه وتطرحه الأندية الأدبية فحسب، ولكن وجود هذا المشروع لديه القدرة على الإجابة على تساؤلات أخرى منها كيفية حل أزمة تسويق منتج فئة الشباب – على سبيل المثال لا الحصر – مؤكدا في الوقت نفسه بأنه إذا ما أدركنا المقصود ب( ثقافة التسويق ) فلا بد الانتقال من خلال وجود شركة مختصة في هذا المجال إلى مفهوم آخر يتمثل في «تسويق الثقافة» والذي يحتاج إلى شركة لتسويق الثقافة لا توزيعها، باعتبار أن تسويق الثقافة مطلب هام، وعلم معاصر أصبحت الثقافة في حاجة ماسة إليه. سعيد آل مرضمة: لتكن البداية المدروسة ثم لنقيّم العمل في قادم الأيام وعن ملمح من ملامح إنشاء هذا المشروع الثقافي، اختتم المهيلب حديثه موضحا بأهمية قيام هذا المشروع على عقد الشركات النوعية التي من شأنها الإسهام في تحقيق الأهداف المنشودة والمرجوة منها، وتحقق نوعا من التوازن في آليات توزيع المهام، وحجم المساهمة في التسويق، وذلك من خلال وجود شراكة في تسويق الكتاب المحلي من خلال وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في أنديتها الأدبية وبين وزارة التعليم العالي، ممثلة في مختلف الجامعات من خلال ما تحويه من مكتبات وعبر ما تقيمه من معارض داخل المملكة وخارجها، الأمر الذي سينكعس بدوره على مكتبات التعليم العام، والى وصول الكتاب عبر مصادر التعلم في مؤسساتنا التعليمية ليصل الكتاب عبر منافذ تسويقه المختلفة بنجاح يزيد من تألق الكتاب المحلي، ونجاح المؤسسة الثقافية، ويكون محفزا للمؤلف السعودي. من جانب آخر وصف رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي الثقافي الأستاذ عطاالله الجعيد، فكرة إيجاد شركة لخدمة الكتاب السعودي توزيعا وتسويقا بات أمرا ملحا، ومطلبا هاما لدعم المؤلف والكتاب سواء فيما تصدره الأندية الأدبية أو فيما يتعلق بإصدارات دور النشر المحلية، لما سيحققه وجود شركة متخصصة من إيجابيات تدعم وتعزز حضور الكتاب المحلي، وتحقق له انتشارا واسعا، وتكفل له تسويقا جيدا على المستوى المحلي بوجه خاص وتسويقه عربيا بوجه عام. وقال الجعيد: إن فكرة تأسيس شركة للطباعة والنشر والتوزيع تقوم بها الأندية الأدبية بالمملكة فكرة جديرة بالتقدير، خاصة إذا علمنا أن الأندية الأدبية تقوم بجهد كبير في الطباعة داخل المملكة وخارجها إلا أن هذا الجهد مشتت ومبعثر.. ولعلنا نستحضر فكرة إنشاء الشركة الوطنية للتوزيع التي ساهمت فيها الصحف السعودية منذ فترة طويلة، وتقوم الآن بدور كبير في توزيع الصحف وأثبتت نجاحها بشكل واضح.. وأعتقد أن الوقت قد حان الآن لدراسة تأسيس الشركة وبحثها والاستفادة من التجارب المماثلة في الدول الأخرى، والاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال . أما رئيس مجلس إدارة الناي الأدبي الثقافي بمنطقة بنجران، فقد وصف إيجاد شركة لتوزيع الكتاب المحلي من قبيل الفعل الإيجابي الذي يستحق الالتفاف حول تنفيذه، والمشاركة الجمعية في وضع تصور لهذا المشروع.. مؤكدا بأن تجميع الجهود في أي أمر من شأنه أن يضمن عملا متقنا يزداد المعجبون به ، ويقل المنتقدون له والمختلفون عليه . ومضى آل مرضمة في حديثه قائلا: الأندية الأدبية في المملكة بحكم طبيعة عملها تسلك سبيل الإنتاج الأدبي المتطور، المواكب للنهضة والعصرية محاولة أن تفي بمتطلبات المثقف العربي.. وهذا الإنتاج مع دقته ومكانته لا يعرف النور ولا يدرك الطريق الذي يصل به إلى الناس، فيبقى يعاني من آفة المحدودية . كما أكد رئيس النادي الأدبي الثقافي بنجران بأنه من هذا المنطلق الذي تتجسد فيه حقيقة واقع إصدارات الأندية، فإن إنشاء مؤسسة ترعى الكتاب السعودي بدءا من فكرته وانتهاء بتوزيعه محليا وعربيا وعالميا - يعد أمرا مهما وملحا يفرض نفسه ليصر على توصيل إبداع أدبائنا الذين يسمو نبوغهم ولا يعرفهم أحد، بسبب غياب توزيع وتسويق الكتاب المحلي.. مشيرا في حديثه إلى أن شروع الأندية الأدبية في المملكة بوضع التصورات واستقراء التجارب الناجحة في هذا المجل خدمة للمؤلف والكتاب والأندية الأدبية من شأنه أن يمد بين الأندية فرصة للتعاون المثمر بين الأندية الأدبية بخبرتها وعراقتها في أنحاء المملكة. أما عن آلية تنفيذ هذه الشركة فاختتم آل مرضمة حديثه بأن تترك آلية التنفيذ للتشاور، الذي يتوقع من خلاله – أيضا- تكوين فريق على رأس لجنة تعمل لهذا المشروع وتخطط له ثم تنفذ خطتها.. مؤكدا على أن تكون البداية اليوم.. ثم لنقيم العمل في قادم الأيام ، فرحلة الألف ميل تبدأ بطموح ثم مبادرة ثم تقييم. أما عن كيفية إيجاد تصورات إنشاء شركة متخصصة في تسويق الكتاب السعودي، فأشار رئيس مجلس أدبي الطائف، بأنه لا بد من وضع تصورات منطلقها الاستفادة من تصورات المثقفين والمثقفات في هذا السياق، واستطلاع آراء المختصين وأصحاب التجارب السابقة في هذا المجل، لتكون هذه التصورات قادرة على تقديم تصور واضح ومحكم، إلى جانب أهمية الاستفادة من تجارب القطاع الخاص في هذا المجال، حيث اعتبر الجعيد بأنها فرصة سانحة أن يتم الاستفادة من المثقفين الذين يشتغلون في هذا الجانب، وكذلك إشراك القطاع الخاص لدراسة الجدوى الاقتصادية من هذه الشركة.. مختتما حديثه بأنه وقبل هذا وذاك لابد من تشكيل مجلس استشاري متخصص من المثقفين، حيث يقوم هذا المجلس بدراسة إصدارات الأندية الأدبية وإخضاع هذه الإصدارات للتحكيم ومدى ملاءمتها للمستوى المطلوب، لما وصفه الجعيد في ختام حديثه بأنه مما يؤسف له – على حد تعبيره - بأن بعض الأندية الأدبية أصبحت في الفترة الأخيرة تطبع في كل اتجاه، وأصبحت المجاملات تلعب دوراً كبيراً.. مؤكدا على أن هذا مما يجب الحد منه.