في عالم السياسة يكمن الكثير من المفاجآت، وتلعب المصالح الدولية الدور الأهم في رسم سياسة الأطماع التوسعية على حساب الدول الأخرى الضعيفة التي لا حول ولا قوة لها، غير الإذعان لمطالب القوى التي تتحكم بمصائرها شاءت أم أبت، فما بالكم وقد شكلت هذه القوى قوة ضاربة، مستترة حينا وعلانية حينا آخر، متحكمة بما يتوافق أو ما لم يتوافق مع رغباتها وميولها، هذه القوى الغاشمة تستظل بما يسمى ب (هيئة الأممالمتحدة) التي هي من صنع الخمسة الكبار الدائمي العضوية في الأممالمتحدة.. فمن يجرؤ على الممازحة، فضلا عن المنازعة مع الكبار !!. العالم الثالث، يجلس على مائدة المفاوضات في أروقة الأممالمتحدة، كما يجلس الصغار على مائدة اللئام الكبار، فالصغار هم بمثابة لاعب سرك، فمن يمسك بالحبال هم الكبار الذين إذا شاؤوا أسقطوا اللاعب والذين إذا أرادوا أن يستمتعوا تهادنوا معه وتركوه يلعب كالمرجيحة لا هو بالذي يسقط ولا هو الذي يبدو مرحا و فرحا بمرجيحته. وإنما يعيش بقلق ما بين الصعود والهبوط. هيئة الأممالمتحدة، أو ما كانت تسمى (بعصبة الأممالمتحدة) تصدر قراراتها وفق إملاءات غربية وأمريكية وأوروبية، وما عدا ذلك هم ممن على الهامش. والمعني بالهامش هو العالم الثالث الذي لازال يعاني من ويلات حروبه وثوراته التي خلقت منه عالم التخلف والفقر والمجاعة، ومازالت هيئة الأممالمتحدة ممثلة بالكبار، ممسكين برقابه ولا يمكن أن يهدأ له بال، وإن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يناشدون بها، ما هي إلا الفوضى الخلاقة، كما قال بوش الابن ووزيرة خارجيته آنذاك كنداليزا رايس.. ها هو الوطن العربي يعبث به الكبار، وكأن شبح الاستعمار يطل علينا بوجهه القبيح والمزري معا، فلن يهدأ للكبار بال مالم يلتهموا ثروات وأوطان الصغار، برضاهم أو بغير رضاهم، وهو الرضا الموسوم بالخضوع والخنوع، من منطلق الضعف والهوان. وهو الشيء الملاحظ في الدول التي قامت فيها الثورات العربية مؤخرا.. سوريا أقرب مثال !! فأين الإنصاف والعدل من إنقاذ الشعب السوري الذي ينحر من الوريد للوريد.؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة