عشرات الأسئلة أثارها سكان جدة بعد القرار القاضي بإلغاء ربط المنح البلدية بتوفير الخدمات.. هناك مؤيدون ومتحفظون على القرار لكن ما يجمع الطرفين هو أسباب ومبررات القرار.. وتناول إيجابياته وسلبياته؛ أيهما أجدى للمواطن منحة في منطقة نائية لا يستفيد منها في غياب الخدمات، أم الانتظار والحصول على أرض قابلة للتعمير والاستفادة الفورية منها؟ دواعي القرار القرار ألمح إلى عجز الجهات المختصة كما يقول البعض عن ايصال الخدمات لأراضي المنح.. كيف يكون الحل.. القرار جاء طبقا للحيثيات بهدف التسريع في حصول المواطن على منحته البلدية في ظل كثرة الشكاوى من تأخر توزيع منحهم البلدية بعد القرار الذي ربط حصول المواطن على المنحة البلدية بايصال الخدمات الاساسية للمخطط قبل التوزيع وكان عدد كبير من المواطنين طالبوا اكثر من مرة بتوزيع الاراضي لهم اسوة بغيرهم. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» فإن إدارة المنح خاطبت الطرق في امانة جدة بعدة خطابات لحثها على المسارعة في تنفيذ مشاريع السفلتة والإنارة ورصف الشوارع في عدد من مخططات المنح جنوب وشمال المحافظة للبدء في توزيع المنح لذوي الدخل المحدود من عام 1417 وحتى عام 1431ه، وزاد أن تعثر المشاريع وعدم الاستجابة حال دون توزيع المنح السكنية في مخططات الجوهرة والهجرة والخمرة. لا أراضي وفيرة يقول المتحدث الرسمي في أمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ان مشكلة المنح تكمن في عدم وجود اراض سكنية غير مملوكة داخل النطاق العمراني للمحافظة. وإن المنح البلدية المقبلة ستكون على طريق الليث او بعد ثول على طريق المدينةالمنورة بسبب عدم توفر الاراضي التي يمكن ان توزع منحا على المواطنين داخل المحافظة. الى ذلك، قال مواطنون ل«عكاظ» انهم يملكون منحا مضى عليها أكثر من 35 عاما ولم يشفع طول المدة تقديم الخدمات للمخططات خاصة في شمال جدة رغم أن عددا كبيرا من المواطنين شيدوا منازل لهم بعد حصولهم على قروض عقارية من الدولة. علي الغامدي يقول إن كثيرا من أصحاب المنح تنازلوا عنها عن طريق البيع بأقل الأسعار نتيجة عدم توافر الخدمات الأساسية. وأضاف أن الأمانة قصرت في تقديم الخدمة لمخططات المنح كما قصرت في عملية تطويرها ما أدى إلى عدم جدوى الاستفادة، اذ لا توجد خطة واضحة لتطويرها وترتب على ذلك تأخير وصول الخدمات. وبحسب الغامدي فإن مشكلة أراضي المنح وتوزيعها وتوفير الخدمات فيها قديمة. متاجرة ومزايدة وتربّح سعد الشهري وعلي الحربي وطارق البشري قالوا إنهم حصلوا على قروض عقارية من صندوق التنمية وشيدوا منازل لهم رغم عدم توفر البنية التحتية والخدمات الأساسية مع ان الهدف الاساسي للبناء هو السكن لا المتاجرة كما يحدث حاليا حيث تحول السوق الى مضاربة ومنافسة حادة وضرب تحت الحزام نتيجة استغلال البعض الأراضي في تحقيق مكاسب كبيرة على حساب المواطنين. ويطالب المتحدثون بضرورة تحويل مخططات المنح إلى مستثمرين ومطورين بعيدا عما تقوم به الجهات الحكومية في هذا الجانب، وإجراء كهذا يضمن الاسراع في الاستفادة من مخططات المنح وإعانة اصحاب الدخل المحدود ممن طال انتظارهم. المشاريع حسب عمر المخطط وكيل أمانة جدة الدكتور إبراهيم كتبخانة كشف عن أن الأمانة وضعت برامج خاصة ومستقلة لتطوير مخططات المنح بميزانية مستقلة تتجاوز 100 مليون ريال بعد أن تمت الموافقة عليها من الوزارة بغرض انشاء البنية التحتية للمخططات في جوانب السفلتة والإنارة والأرصفة، لا سيما المخططات القديمة التي تجاوز عمرها 30 عاما وفق الأولويات والبناء في كل مخطط. وقال كتبخانة إن مسؤولية رصف وسفلتة الشوارع وإنارة مخططات المنح من مهام إدارة الطرق في أمانة جدة، وهناك أولوية في المشاريع حسب أعمار مخططات المنح تتركز على بدء البناء فيها، فالمخطط الذي تجاوز البناء فيه النصف ستكون له أولوية المشاريع.