انعكس تدني مستوى الخدمات التنموية في حي الراشدية شرقي مكةالمكرمة، سلبا على موقع سوق ذي المجاز التاريخي الذي يتوسط الحي، ما جعل الكثير من السكان لا يدركون سيرة المكان العتيق الذي يعادل في عراقته سوق عكاظ في الطائف، ويجهلون الأحداث والحضور ل«ذي المجاز» في المشهد الإسلامي مع مطلع الرسالة المحمدية. أهالي مخطط الراشدية الذي يحتضن السوق التاريخي شددوا على ضرورة الاهتمام بالحي الذي يبعد عن الحرم المكي بنحو 20 كلم، مطالبين بتزويده بالخدمات الأساسية كالعناية بالنظافة، وتعبيد الطرق والرصف والإنارة، وإنشاء المدارس ومركز صحي قريبا منهم. ورأى محمد المنتشري أن حي الراشدية يعاني من تجاهل الجهات المختصة، مشيرا إلى أن احتضانه منطقة تأريخية وهي«سوق ذي المجاز» لم يشفع بالحصول على الخدمات الأساسية، موضحا أن سبب تسميته «ذي المجاز» لأنه يجري فيه تفويج الحجيج وإجازتهم منه إلى عرفات لقربه منها. وقال المنتشري:«حينا يذكرنا بالتاريخ لاستيعابه سوق ذي المجاز، الذي أحاطته الجهات المختصة بأسلاك دون أي دلالات تعريفية به»، مشيرا إلى أن موقع السوق بات يغص بالنفايات والأشجار والصخور. وأكد أن حي الراشدية العريق يشكو من تهالك طرقه التي تفتقد للسفلتة والإنارة والرصد، ملمحا إلى أنه يعاني من إهمال الجهات المختصة. بدوره، طالب سعيد المالكي بالاهتمام بنظافة الحي وتزويده بحاويات لجمع النفايات، لافتا إلى أن الراشدية ينقصه التشجير والحدائق والمتنزهات وممشى خاص للأهالي. وشكا المالكي من انتشار العمالة السائبة في الحي، موضحا أنها تشكل خطرا كبيرا عليهم من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، مشددا على أهمية تنظيم حملات الجهات الأمنية عليهم درءا لمخاطرهم. واتفق سالم الأحمدي مع المالكي حول معاناتهم من تدني مستوى النظافة، مبينا أن النفايات تكدست في الطرق وتحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات، والروائح الكريهة. وذكر الأحمدي أن افتقاد الحي للمدارس يجبرهم على نقل صغارهم للتعليم في الأحياء المجاورة، متمنيا إنهاء معاناتهم سريعا، بإنشاء مدارس في الحي. وأشار إلى أن افتقاد الراشدية لمركز صحي، يفاقم معاناة المرضى، مشددا على أهمية تدارك الوضع بتشييد مستوصف يتلقون فيه العلاج أسوة بأهالي الأحياء المجاورة. بينما، استغرب هلال إبراهيم افتقادهم للهاتف وشبكة الاتصال في عصر الثورة التقنية، مشيرا إلى أنهم يضطرون إلى الخروج بعيدا عن منطقتهم لاستكمال معاملاتهم اليومية عبر النت. وتمنى أن تنتهى معاناتهم سريعا وأن يتمتعوا بالاتصالات ليلحقوا بركب التقنية الذي تخلفوا عنه كثيرا، معتبرا حي الراشدية يعاني كثيرا من نقص في الخدمات. في المقابل، أوضح منسق العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني ل«عكاظ» أن «الراشدية» من الأحياء الحديثة، مشيرا إلى أن الأمانة أدرجته ضمن البرامج المجدولة لتزويده بالإنارة والرصف والسفلتة. وأكد أن هناك جولات ميدانية لمتابعة أعمال النظافة من قبل المراقبين الميدانيين، مطالبا الأهالي بالاتصال على عمليات الأمانة رقم 940 لإبلاغها حول وجود أي قصور في النظافة أو نقص في الحاويات..