مرة أخرى، تؤكد سمر غالب رائدة تصاميم أقمشة الشماغ، أن طموح المرأة بلا حدود، فبعد نيلها الثانوية من طيبة، اتجهت لإكمال دراستها مع زوجها المبتعث بمدينة نيوكاسل في بريطانيا، فتعلمت اللغة الإنجليزية وانتظمت في سبعة برامج بكلية كنتون في الرسم الزيتي والمائي والتصوير الفوتوغرافي والتجميل الطبيعي وبطاقات المناسبات، أهلتها لخوض مجال الرسم والتصاميم والذوق الفني بشكل عام، وفكرت في العودة إلى الوطن بمشروعها الحلم، وإن كان صغيرا لتطوره فيما بعد، وعند عودتها لم تفكر طويلا، بل تركت مابيدها للتسجيل في جامعة المؤسس والانتساب بقسم الاقتصاد والإدارة. ولمشروع سمر قصة، خصوصا أنها تؤسس لمشروع يهتم بنسيج الشماغ السعودي لإبداع زي شبابي معاصر ومناسب لمختلف الأنشطة اليومية. وتشرح فكرة مشروعها، موضحة أن أغلب الرجال في المملكة يرتدون الشماغ في مناسبات الأعياد والاحتفالات ومن ضمنهم الشباب، لكن مشكلة الشماغ تكمن في أنه يعتبر رسمي لأوقات محددة، وإذا تنسلت بعض الخيوط أو ذابت أثناء عملية الكي، انتهى استخدامه ما يمثل هدر اقتصادي، حيث يتراوح سعر الشماغ مابين 40 400 ريال حسب الخامة والماركة وبلد المنشأ. ترى سمر أن معظم الشباب قد تخلوا عن لبس الشماغ رمز الزي الوطني، إلا في المناسبات الرسمية، والسبب في ذلك جمود مواكبته للاتجاهات العالمية المعاصرة لموضات وصيحات التصاميم الخاصة بالأزياء. ورغم المحاولات غير الجادة من القليل من مصممي الثياب، إلا أنها في مجملها لم تصل للعمق الذي يصل إلى تطلعات واحتياجات وأذواق الفئة الشابة من المجتمع، لذلك مال الأغلبية من الشباب وبعض كبار السن عن لباسه في الحياة اليومية حتى في الصلاة، واتجهوا للبس البنطال والقميص وقبعات على الرأس وكان هدفهم لبس شيء معاصر يحمل ماركة معينة، وعليه إرتات سمر إيجاد بدائل وحلول من الزي الذي يرضي احتياجات الفئة الشابة من البنين والبنات وحتى الأطفال و كبار السن، وإعادة استخدام أقمشة الأشمغة القديمة في كل بيت في أشياء مفيدة لكن بشرط واحد هو أن«لباس الرأس ما ينداس»، بمعنى ألا نصمم منها أحذية و لا «دواسات» ولا شيء يرمى بعد استخدام واحد«كما رأيت ذلك من خلال البحث في النت». لذا اقتصرت تصاميم سمر على قمصان (تي شيرت T-SHIRTS) تناسب الشباب والبنات، وقبعات تقي من الشمس، ما يلبي استخدام الشماغ في هذه البيئة الحارة ولا يتطلب الكي ولا النشأ. وهذا بدوره قد يوجد الدافع لزي سعودي معاصر له جذور تراثية وحضارية للمجتمع السعودي. ومن هنا انبثقت أيضا فكرة قبعات للاستخدام المهني (فرق عمل)، والاستخدام العسكري (الحرس الوطني)، واستخدام القصاصات المتبقية في أعمال فنية كأثاث منزلي وأخرى للديكور وإكسسوارات أحيانا بما يواكب العصر وينافس الماركات العالمية بجذور ضاربة في الأصالة.