أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الحزن يجلبه الشيطان إلى المؤمن، وأن الواجب دفعه بالالتجاء إلى الله وقراءة القرآن وقراءة الأوراد الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مبينا أن الآخذ بهذا كله لن يضره الحزن شيئا بإذن الله. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس: «إن ذكر الله سبحانه سلاح المؤمن في كل المواطن والمواقف والمشكلات والأزمات، وبه يدفع المؤمن عنه الأمراض وتكشف الكربات وتهون عليه المصائب، لافتا إلى أن المؤمن الحق هو الذي يفزع إلى ذكر الله إذا نزل به بلاء أو مصيبة ويلجأ إليه إذا دارت عليه دائرة أو حلت به نازلة». وأضاف: ذكر الله سبحانه هو جنة المتقين التي يفرون إليها إذا ضاق بهم سجن الدنيا، فترى الذاكر بجسده في الدنيا سجينا، لكنه بروحه وقلبه في الجنات مرفرفا فرحا مسرورا، ذلك أن ذكر الله لمن أحبه وداوم عليه لا يدع قلب الإنسان الحزين إلا مسرورا، ولا يدع نفس المتألم إلا راضية سعيدة. من جانبه، قال الشيخ عبدالرزاق البدر تعليقا على موضوع الخطبة: سعادة العبد في هذه الحياة وزوال الكرب عن قلبه إنما تتحقق بتوحيد الله وإخلاص الدين له سبحانه وتعالى، وقد جاء في سنن أبي داود بإسناد ثابت عن أسماء بنت عميس أن النبي علمها كلمات تقولها عند الكرب أو في الكرب: « الله ربي لا أشرك به شيئا» فهي كلمة عظيمة يقولها المسلم عندما يصاب بالكرب وهي توحيد وإخلاص وإيمان وإذعان وبعد عن الشرك كبيره وصغيره. أما الشيخ زيد البحري فيقول: إذا تكاثر الحزن وتعاظم واشتد وغلظ في قلب الإنسان يصبح كربا، فيكون هذا الحزن الشديد كربا يذيب قلب ابن آدم، لافتا إلى أن على المسلم أن يتنبه لمثل هذا، وأن يسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفس همه ، وأن ينفس كربته حتى لا يستمرئ الحزن فيعتاد عليه؛ لأنه إذا تطور الحزن فوصل إلى مرحلة الكرب فإنه يصبح صفة، وسمة في ابن آدم يصعب عليه بعدها أن يتخلص منه. ثم يتذكر العبد أن له ربا كريما غنيا واسع الفضل والعطاء فليرجع إلى ربه سبحانه.