هناك أسئلة كثيرة تدور في الوسط السياسي، هذه الأسئلة تقول، لماذا لم تحسم واشنطن الأمر في سوريا مع أنها قضية من قضايا الانتهاكات القانونية والإنسانية؟ ولماذا أطالت النفس فيها وتركتها للجامعة العربية ثم نقلتها إلى المجتمع الدولي؟ هل تريد مزيداً من التورط الروسي في المسائل اللا أخلاقية التي يمارسها النظام حتى لا يخرج النظام من سوريا فحسب بل لإخراج روسيا من الشرق الأوسط؟ لقد أخذت صورة روسيا تتشوه بين شعوب الشرق الأوسط الجديد مع كل يوم يظل فيه النظام السوري يعاني من الضغوط الدولية، وتزايد قوة الثورة والمعارضة وجيش سوريا الحر. كان بإمكان واشنطن أن تخفف من حدة مشروع القرار الذي تقدمت به الجامعة العربية في 2 فبراير الماضي، حتى لا تتخذ الصين وروسيا قرار الفيتو، وتورطت كل من موسكو وبكين في القرار، وأدركت الصين الخطأ الفادح الذي ارتكبته فنأت بنفسها قليلاً عن الموقف، بينما أصرت روسيا على الوقوف إلى جانب النظام السوري، فباءت بلعنة الشعوب العربية، وشعوب العالم عليها. لقد فقدت روسيا البريق الذي كانت تتمتع به في الشرق الأوسط طوال الحرب الباردة، واليوم أصبحت دولة غير مرغوب بها، رغم ما تبثه في قناتها روسيا اليوم والتي أصبحت تردد ما يقوله النظام السوري من محاربة للإرهاب مع أن بعض المدن السورية قد أصبحت مستعصية على النظام مما دعاه إلى قصفها من بعيد، لأنه لم يعد يتمكن من السيطرة عليها من قريب. لقد التفت الولاياتالمتحدةالأمريكية على روسيا بعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مدينة اسطنبول في إبريل الماضي والذي شارك فيه 83 دولة من دول العالم مما أكد عزل روسيا عن القضية السورية. لقد انتهت الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبدأت الحرب الناعمة التي تقودها الولاياتالمتحدة، لكن عقلية القيادة الروسية لا تزال تعيش في القرن الماضي، لهذا كان استيعابها ضعيفاً لمقتضيات القرن الحادي والعشرين، ولهذا سقطت روسيا في الفخ الأمريكي.