نشرت الولاياتالمتحدة أمس، بعض الوثائق التي تمت مصادرتها من المنزل الذي قتل فيه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن في باكستان العام الماضي، وتظهر أن ابن لادن عمل حتى آخر لحظة من حياته على التخطيط لهجوم إرهابي ضخم على الولاياتالمتحدة. ويقوم «مركز مكافحة الإرهاب» بكلية ويست بوينت العسكرية بنشر هذه الوثائق تباعا حيث إن 17 وثيقة أصلية من هذه الوثائق تم نشرها على الإنترنت اعتبارا من الساعة التاسعة صباح أمس بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة. وهي من بين أكثر من 6 آلاف وثيقة أصلية، عثر عليها مخزنة في خمسة أجهزة كمبيوتر وأقراص صلبة وما يزيد على 100 جهاز تخزين، صادراتها قوات نخبة أمريكية من منزل ابن لادن عقب قتله في منطقة «أبوت أباد» الباكستانية. وقال مايكل بريمنغهام الناطق باسم مكتب مدير الاستخبارات القومية: إنه سترفق مع الوثائق ترجمة لها باللغة الإنجليزية، دون الإشارة إلى عدد الوثائق التي سيتاح نشرها.. مكتفيا بالإشارة إلى أن بعضها سيظل سريا لأسباب أمنية. ووصف مسؤولون أمريكيون الوثائق بأنها أكبر مجموعة معلومات لقيادي إرهابي بارز تتم مصادرتها وتشمل ملفات رقمية ومسموعة ومرئية إلى جانب أخرى مطبوعة. ويقول المحلل المختص بشؤون الإرهاب بيتر بيرغن، الذي اطلع على بعض هذه الوثائق أثناء إعداد كتابه «المطاردة» : عشر سنوات من البحث عن ابن لادن من 11 سبتمبر إلى أبوت أباد «الوثائق ترسم صورة لشخص كان واهما باعتقاده أنه مازال بإمكان تنظيمه فرض تغيرات على السياسات الخارجية الأمريكية في العالم الإسلامي، إن تمكن فقط من شن هجوم آخر كبير على الولاياتالمتحدة». كما تكشف الوثائق أن القاعدة كانت تتعرض لكارثة تلو أخرى، ونصيحة من ابن لادن لقادة حركة «الشباب» الصومالية بالنأي بالحركة عن القاعدة وعدم تقديمها على أنها جزء من الشبكة الإرهابية، ليتسنى لها الحصول على تبرعات مالية.. ويأتى نشر هذه الوثائق بعد يوم واحد من الذكرى الأولى لمقتل ابن لادن في غارة شنتها قوات أمريكية خاصة من المارينز استهدفت منزله في «أبوت أباد» قرب العاصمة الباكستانية. غير أن بعض المحللين يرون بأن الكشف عن هذه الوثائق بعد عام كامل من الحصول عليها حيث تأتي في الذكرى الأولى لمقتل ابن لادن حيث تصب في صالح انتخابات الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأن هناك تقريرا يشير إلى أن استخدام الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما لورقة مقتل زعيم تنظيم «القاعدة»، والمطلوب الأول للولايات المتحدة أسامة بن لادن كورقة رابحة للرئيس أوباما لخوض الانتخابات الرئاسية ضد أبرز منافسيه من الحزب الجمهوري ميت روميني.