تجربة القاص المميز علي الشدوي تشبهه كثيرا، حيث تجسد تلك التجربة الفريدة شخصية الكاتب وطبيعة مجتمعه المحلي، مستحضرة المكان برؤية الكاتب المتماهية في الدهشة والغارقة في تفاصيل القرية بكل حميميتها وبساطتها. يميز الشدوي صحة لغته التي تأتي واضحة أحيانا وغامضة في أحيان أخرى لتمنحنا الدخول إلى النص من زوايا مختلفة تفتح لنا في كل مرة آفاقا من الخيال الكفيل برسم لوحات فنية تهذب الذائقة وترتقي بنا إلى مراتب التذوق الفني للنص. الشدوي الغارق في بساطته وقربه من تفاصيل حياة الإنسان البسيط يستلهم في بعض نصوصه التراث الأسطوري بطريقة رائعة تستفيد من هذا التراث وتشكل نفسها من جديد برؤية الكاتب لتمنحنا فضاء أرحب وأكثر إدهاشا. حاولنا أن نسافر معه في رحلة إبداعية لمعرفة طقوسه عند كتابته لنصوصه، فاكتشفنا أن حديثه عن أجواء كتابة النص لا تقل إبداعا عن النص ذاته.