خرج علينا رئيس نادي الشباب خالد البلطان وعبر القنوات الفضائية بتصريح يختلف تماما في مضامينه عن التصريحات التي تعود أن يطلقها بين الفينة والأخرى، ويبدو أن فرحة الانتصار على الأهلي جعلته يسقط في عدم فهمه لبعض العبارات أو الجمل التي لم يألفها بعض العاملين في الوسط الرياضي ولا يدركون معانيها وأبعادها ومدى تأثيرها في نفوس الآخرين. أسأل البلطان: لو فاز الأهلي بكأس الدوري وخسر الشباب وهذا حال الكرة، فهل هذا يعني بأن فوز الأهلي منافيا للقيم والعدالة، ثم هل كان يجب عليك أن تعبر عن فرحتك بمثل هذه العبارات التي أثق بأنها ستكرس لمفهوم خطير في وسطنا الرياضي لمن يسيرون على نهجك دون وعي منهم أننا كمجتمع سعودي مجتمعين بعيدا عن الفوز والخسارة نملك قيما أخلاقية بجميع معاييرها، تدفعنا للتقدم والتنمية الشاملة في جميع المجالات. كأني بصديقي البلطان يحاول تكريس ظلم أو ضرر لحق بنادي الشباب، وهو الذي حقق البطولة بلا خسارة في الدوري، وهذا يعني بأنه لم يتعرض لظلم تحكيمي، أو غبن إداري، أو حتى محاربة من جماهير الأندية الأخرى عبر المدرجات الرياضية أو وسائل الإعلام التي تنتمي إلى أندية بعينها، أو كأني به يوحي للآخرين بأن الأهلي مدلل تحكيميا وهو النادي الذي عانى من الويلات على مدى سنوات مضت. الفرق هنا .. أن رجالات النادي الأهلي وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز لم يظهروا يوما عبر أي وسيلة إعلامية بمثل هذا التصريح الذي أطلقه البلطان، وإنما طالبوا بتعديل الأخطاء ومحاسبة المقصرين بلغة راقية جعلت كل من ينتسب للوسط الرياضي يقف لهم احتراما، لكن البلطان ودون إدراك لأبعاد تصريحه المستقبلية، يكرس للغة جديدة وسطنا الرياضي منها براء، بل ويشجبها ويستنكرها لأنها لا تمت للحقيقة والواقع بصلة، وإنما تنعكس على من يطلقها وتعود عليه باللوم من قبل العقلاء الذين لا يمكن أن يقبلوا أن تتكرر عبر وسائل الإعلام السعودي الذي لا أدري كيف أخذ هذا التصريح على علاته، دون رفض لمضامينه. ما كان على البلطان أن يمرر هذه التصريح متخفيا أو مستندا على رجال هم أول من سيعاتبونه ويقفون ضده، بل أثق بأنهم سيجبرونه على الاعتذار للأهلاويين أولا ثم لكل من ينتمي للوسط الرياضي ثانيا، لأن لغة كهذه مرفوضة وسط مجتمع يستمد تعاليمه من الدين الإسلامي الذي هو مبعث الأخلاق والقيم والعدالة والمساواة. نعم من حق البلطان أن يعبر عن فرحته بفوز الشباب ببطولة الدوري، ولكن دون الإساءة إلى الآخرين، وبعبارات لا يدرك معانيها بواعز التعصب الأعمى الذي دائما ما يرمي أصحابه خارج أي وسط يراد له الخير والنماء والتقدم. البلطان مطالب بالاعتذار عبر جميع وسائل الإعلام للرياضيين جميعا، وعليه أن يعترف بأنه أخطأ في حقهم، وأنه لن يعود إلى مثل هذه اللغة بجهل أو معرفة منه.