أكد رئيس العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض وليد البني أن مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان إلى دمشق فشلت لانها لم تقم على تسوية سياسية يكون الأسد خارجها، مطالبا عنان بدعوة الأسد ليكون أكثر واقعية وليترك الشعب السوري يقررمصيره. ودحض البني في حواره ل «عكاظ» تصريح الخارجية الروسية بأن هناك 15 ألف عنصر من القاعدة يقاتلهم الأسد، معتبرا هناك 100 ألف إرهابي من الحرس الأسدي والفرقة الرابعة يدعمهم النظام الروسي من أجل قتل السوريين. ورأى أن مواقف المملكة كانت الأكثر وضوحا حول الأزمة وبات السوريون يصغون إلى تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بكل اهتمام لأنها دخلت في وجدان الشعب السوري. وتوقع أن تنتهي الأزمة وتتحرر سوريا برحيل أو مقتل أسرة الأسد، لافتا إلى أن الشعب العظيم سيتمكن أخيرا من امتلاك زمام أموره بأيديه وسيكون له القدرة على انتخاب قادته كأي شعب حر وله حقوقه في العالم. وفيما يلي وقائع الحوار: • كيف تقرأ مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، خصوصا أنكم رفضتم تصريحاته الأولية، التي دعا فيها إلى حوار بين النظام والمعارضة والعمل على تسوية سياسية؟ تقييم مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان يعتمد على إجابة تساؤلات عدة، منها ماذا سيضع عنان على الطاولة؟، وهل سيأتي بجديد عما صدر عن مبادرة الجامعة العربية التي ضربها النظام بعرض الحائط، فحينما يقول إنه سيذهب إلى بشار الأسد للبحث عن حل سياسي، فهو يؤكد أنه مع بقاء النظام، واستمرار سياسة القتل والتنكيل والتدمير والتنكيل، والمعارضة ليست من هواة القتل الوسيلة التي يستخدمها الأسد لقمع الأبرياء. • تحدث عنان عن النظر بواقعية وكأنه يخاطب المعارضة السورية، لماذا لستم واقعيين كما يرى أمين الأممالمتحدة السابق؟ على عنان أن يقرأ بدقة وعناية ماذا يحصل في الواقع على الأرض السورية من قتل، وأنا لست على ثقة إن كان هذا الكلام يعني المعارضة السورية، فربما يكون موجهاً لبشار الأسد ليكون أكثر واقعية، وقبل أن يلقى مصيراً مشابهاً لمصير معمر القذافي عليه أن يترك السوريين وشأنهم ليجلسوا معاً كشعب وكقوى سياسية حية حول طاولة مستديرة وينظروا في مستقبل بلادهم التي وضعها بشار في مكان لا يليق بها وبشعبها، وإذا كان عنان يقصد «بالواقعية» هذا الرأي فنقول له يجب على بشار الأسد أن يكون واقعياً، اما غير ذلك، فما هي الواقعية. هناك عشرة آلاف قتيل، وأكثر من 25 ألف جريح، هناك ما يزيد على مئة ألف معتقل، كيف لواقعية السيّد عنان إذا كان يعني بها المعارضة أن يخاطبنا من منطلق الكارثة التي نعيشها، دخلت المبعوثة الدولية آموس إلى بابا عمرو وقالت إن الوضع كارثي هناك، وأعلنت أن المدينة مهدمة، ما هي الواقعية التي يجب أن نتحلى بها، ان نقول نعم سنقبل ونحاور هذا القاتل هذا المدمر لبلده! هل نقبله مرة أخرى ان يكون مسيطراً على سورية؟ أرى أن الإجابة سهلة. • بعيداً عن مصطلح الواقعية الذي أطلقه عنان، هناك كما يبدو لغة دولية واحدة، وتتحدث عن تسوية سياسية وأنتم ترفضون الحوار. كيف ترى ملامح هكذا تسوية والمواقف متمترسة من كافة الأفرقاء؟ قالتها وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية الفرنسي جوبيه، ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون إن على بشار الأسد أن يرحل، وأن أية تسوية في سوريا يجب أن تتم بعيداً عن بشار الأسد، هذه هي التسوية الممكنة الآن، وهذا هو الحل الوطني، لأن الواقعية هي أن يحال هذا المجرم إلى المحاكم، ويحاسب ونظامه على ما اقترفت أيديهم وتعاد الأموال العامة التي سرقها هو وعائلته إلى الشعب السوري لأنها من حقوقه. والتسوية هي أن نضغط على جراحنا ونقول له اذهب سالماً من سوريا إلى حيث تشاء ودع الشعب السوري يتدبر أمره من بعدك. • تحدثت أخيرا عن الحاجة الملحة لقرار حظر الطيران وإيجاد ممرات آمنة، ومناطق عازلة للإغاثة الإنسانية، هل ترى أن هذين المطلبين سيجدان سبيلاً للتحقيق خلال فترة وجيزة؟ هذه هي الواقعية التي أنا أراها، يجب أن نطلب حماية الشعب السوري الذي يتعرض للقتل، وليس واقعياً حماية الجزار الذي يقتله، ومن الواقعي أن توجد ممرات آمنة، وأن يتوقف الطيران عن قصف الرستن وقرى حماه والمناطق السورية الأخرى، لن يتوقف هذا إلا بالحظر الجوي، والواقعية تقتضي بتأمين ملاجئ آمنة للمدنيين، ولقد كان هناك جسر وحيد آمن ينقل المصابين والمرضى من حمص إلى بيروت، فقصفته عصابات الأسد ودمرته، الواقعية أن نخلص هؤلاء المحاصرين من جرائم النظام، وتأمين وسائل العيش لهم حتى لا تتفاقم الأزمة الإنسانية وتتحول إلى كارثة كبيرة. • كيف ترون تصريح مصدر في الخارجية الروسية أن هناك 15 ألف إرهابي من القاعدة يقاتلهم الأسد، بالتوازي مع الموقفين الأمريكي والفرنسي الرافضين لتسليح الثورة؟ أرى أن هناك أكثر من مئة ألف إرهابي من الحرس الجمهوري الأسدي والفرقة الرابعة يدعمهم النظام الروسي من أجل أن يستمروا في قتل السوريين، ويجب ألا نصغي إلى هذا الحديث، وكذلك يجب ألا يصدر عن عاقل، فهل الذين رفضوا إطلاق النار على اخوانهم المدنيين أصبحوا إرهابيين؟ حقاً هذا كلام معيب من الحكومة الروسية. • ماذا تقول عن الاتهام الروسي للمملكة العربية السعودية بأنها تمول الإرهاب في سوريا؟ كما هو قولي عن الاتهام السابق عن ال 15 ألف إرهابي من القاعدة، فالمملكة العربية السعودية أطلقت الموقف الأنسب وبات الشعب السوري يصغي إلى الأمير سعود الفيصل بعناية واهتمام ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي مواقف ملك الإنسانية وهي مواقف دخلت في وجدان الشعب السوري ولسنا بحاجة لسماع أي كلام خصوصا من الروس الذين دعموا الأسد لمواصلة قتل الشعب الأعزل من خلال استخدام الفيتو وتعطيل قرار إدانة جرائم النظام. • أين ترى أفق هذه الأزمة؟ لا يمكنني أن أتوقع كيف ستكون النهاية، لكنني أعرفها، فعائلة الأسد ستنتهي مقتولة أو راحلة لا يهم لكنها سترحل، وسوريا ستتحرر من هذه الأزمة وستعود بلادنا ديمقراطية، والشعب العظيم سيتمكن من امتلاك زمام أموره بأيديه وسيكون له القدرة على انتخاب قادته كأي شعب حر وله حقوقه في العالم. • ما هي توقعاتكم لمرحلة مابعد اجتماع لافروف مع وزراء الخارجية العرب وهل هناك تغيير أو زحزحة الموقف الروسي الداعم للنظام السوري؟ إن لم يكن للروس ما يقدمونه في هذا الاجتماع فما كان عليهم أن يطالبوا بعقده، لذلك أنا متفائل بأن تغييرا ما سيطرأ على موقفهم، ودعني أنتهز هذه الفرصة لأكرر إعجابي بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي أدلى بتصريح قوي ومؤثر أمام وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في الاجتماع الذي عقد بالقاهرة مؤخرا حين عبر عن رفضه الاستمرار في إصدار قرارات جوفاء حيال ما يجري في سوريا، وكشف عن مبادرة عربية للحل تنتظر التطبيق الفوري، ودعا موسكو إلى دعم الجهود العربية لإنهاء العنف ضد المدنيين، واعتبر القرار المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة منح النظام السوري الرخصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب السوري دونما شفقة أو رحمة وكافأت المعتدي.