في حضن الطبيعة البكر تقع مدينة بللسمر وتحديداً في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة شمالي مدينة أبها على بعد قرابة 90 كم على سلسلة جبال السروات. وسميت بللسمر بهذا الاسم نسبة إلى جد القبيلة أسمر بن حجر بن الهنوء بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن يشجب بن سبأ بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ ثم خنوخ وهو (إدريس عليه السلام) بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. هذه المدينة يتوشحها السحاب وتتراقص دوماً على أنغام الرذاذ وبجوها الثلجي البارد يحيطها الضباب ويبلل معطفها المطر وهي الطبيعة التي لم تصلها ملوثات البيئة ولم يعكر صفوها دخان المصانع، وفي ذاكرتها ماض عريق ومستقبل مشرف لسياحة طبيعية وطنية نقية. حيث أعطت الجبال الشاهقة والأودية السحيقة والمياه العذبة والهواء النقي والغابات وارفة الظلال (بللسمر) ميزة فريدة بين محافظات ومراكز منطقة عسير لموقعها الجغرافي الفريد وتشكيل طبيعتها الساحرة وتضاريسها المتفاوتة. البيوت تتناثر على قمم الجبال العالية المكسوة بأشجار العرعر وفي سفوح الأودية السحيقة، فمناخها الرائع وجوها البديع جعل بللسمر مميزة من بين المدن الجنوبية. سوق اثنين بللسمر يقول المؤرخ سعيد بن محمد آل عثمان إنه يقام في حاضرة بللسمر هذا السوق الأسبوعي بمقر المركز كل يوم اثنين وبه سمي المركز لأن السوق يقام بشكل أسبوعي كل يوم اثنين وهذا سبب التسمية ويفد إليه الناس من المنطقة والمناطق المجاورة وتعرض فيه منتجات المنطقة وبعض المصنوعات المحلية وتأتيه البضائع المختلفة من أماكن عديدة. وأردف آل عثمان هناك عدة أسواق تقام في أيام الأسبوع وقد سميت بأيام الأسبوع لتمييزها عن الأسواق الأخرى، فيوم السبت يقام في تنومة سوقها الأسبوعي في نفس هذا اليوم، وسوق الثلاثاء يقام في ثلوث المنظر وسوق يوم الخميس يقام في خميس مطير وسوق يوم الأحد يقام في صبح بللحمر. قصة سوق الحنش ويقول آل عثمان إنه يروى عن قصة قديمة عن سوق اثنين بللسمر أنه كان يسمى قديماً بسوق «الحنش» والتسمية تدل على أنه كان هناك في السوق حنش «أي ثعبان» كان تحت حجر في سوق بللسمر وكان لا أحد يتعرض هذا الثعبان بأي أذى وكان هذا الثعبان أيضاً لا يؤذي أحداً في السوق وفي وقت معين وفد إلى السوق رجل وعندما رأى هذا الثعبان قام بقتله ولما علم أهالي السوق بهذا الفعل قاموا بضرب هذا الرجل. البُر الأسمري يقول الباحث والمؤرخ بندر بن محمد الأسمري إن البر الأسمري في بلاد بللسمر منذ مئات السنين في المزارع العثري وهي المزارع التي تعتمد على مياه الأمطار، أو المزارع المسقوي. القمح الأسمري القياض (والنسبة إليه البر القياضي) ويسمى البوني؟ والتسمية أصلها من كلمة قياض وهو اسم أحد شهور السنة في زمن حضارة دولة سبأ القديمة. وأضاف بندر: هذا النوع دخل في بلاد بني الأسمر بعد النوعين الآخرين المابية والصيب، والبر القياض هو المنتشر والسائد الآن وقيمته الغذائية عالية ويعتبر من أجود أنواع القمح في السعودية. ويقول آل دباء عن ضيافة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله أنه ذكر الشيخ عبود بن ظافر آل مزعزع الأسمري رحمه الله: «كنا جلابة حلال وتجار بر، نسوق القوافل من بللسمر إلى بيشةومكةالمكرمة وبرفقتي من تجار بللسمر الشيخ فائز بن طراد الأسمري والشيخ محمد بن حمود الأسمري، كنا نصل مكة وننزل بالحلال في ريع ذاخر ونبيعه، ثم نذهب إلى ضيافة الملك عبدالعزيز رحمه الله في أعلى الجميزة ومعنا قليل من حمول البر، وكان هناك في الضيافة من الموظفين الملك عبدالعزيز رحمه الله بن سليم من أهل نجد وابن هميم أو الهميم ونبيع عليهم البر الأسمري». ماذا قالوا عن البر الأسمري يقول المؤرخ والأديب الشيخ عقيل بن ضيف بن عمر القويعي أن تميز البر الأسمري يعود إلى التركيب الجيولوجي للمنطقة فلون الجبال المتنوع يعكس تنوع التربة. فيما يذكر الباحث الفلكي عبدالعزيز بن سلطان المرمش الشمري أن تميز البر الأسمري يعود إلى أصل التربة وطبيعة أجواء المنطقة، والبر الأسمري يمر على سبعة مناخل، سنابل البر الأسمري تنمو تحت ظلال العرعر. أمثال شعبية • لا تقول بر حتى توكيه (لا تتعجل في حصول شيء حتى تتأكد منه وتراه بعينك). • متاك يا ذا البر تآتي مقرص (يضرب لمن يطلب منه شيء فلا يفعله بل يؤجله ويتأخر فيه). • مات الجايع في فتان الخبزه (يضرب لمن يرسل في حاجة فيتأخر في إحضارها ويتكاسل الخطى مع أن الأمر يتطلب العجلة). • اضرب في العيبة يسمعك الجمل (يضرب لمن يريد إيصال خبر أو نصيحة بطريقة غير مباشرة) ومرادفه حاليا (إياك أعني واسمعي يا جاره).