ارتبطت كل عزائم الأفراح التي يدعو اليها أفراد المجتمع بعادات غذائية معروفة وواضحة كالبصمة، بمعنى أن الموائد التي تقدم للضيوف لابد أن تحتوي على الأرز واللحم بكافة أشكاله وألوانه وبدون ذلك فإن الأمر يعد تقليلا من شأن الحاضرين. ولاشك أن جميع أنواع المفطحات والكبسات تحتوي على نسب عالية من الدهون، وتؤدي إلى زيادة الوزن وتمهد لأمراض تؤثر على الشرايين. وكثيرا ما يدور في بالي تساؤل، ماذا لو استبدلنا وجبات اللحم التي تقدم للضيوف في الأفراح بوجبات السمك، وخصوصا أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن مجتمعنا أقل تناولا للأسماك وأكثر استهلاكا للحوم. ومعروف طبيا أن الأطعمة المشوية أفضل صحيا من المقلية، وخصوصا الأسماك المشوية، حيث تشير الأبحاث إلى أن استهلاك السمك المشوي يقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية، بينما استهلاك السمك مقليا تزيد من احتمالات الإصابة بها. وتوصي جمعية السكري الأمريكية الأشخاص المصابين بالسكري باستهلاك السمك مرتين في الأسبوع على الأقل، وذلك لأن جميع الدراسات أثبتت أن السمك المشوي يقلل من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والتي تسبب الوفيات لدى ما يقارب 75 في المائة من الأشخاص المصابين بالسكري. وتشير الأبحاث أن استهلاك السمك الغني بالدهن أوميغا- 3، مثل السلمون، الماكاريل، السردين، والتونا مرتبط بانخفاض في مستويات مركب الدهنيات الثلاثية في الدم، كما تقلل خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، إبطاء عملية تصلّب وتضيق الشرايين، وتوازن أفضل لضغط الدم. كما ثبت أن النساء اللاتي يتناولن السمك من مرة إلى ثلاث مرات أسبوعياً تقل لديهن احتمالات الإصابة بجلطة دماغية بنسبة 7 في المائة عن مثيلاتهن اللاتي يتناولنه أقل من مرة شهريا، بينما تتقلص احتمالات الإصابة بالسكتة بنسبة 22 في المائة عند تناول السمك مرة واحدة، وتزداد إلى 27 في المائة في حالة تناوله من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيا، وترتفع إلى 52 في المائة لخمس مرات في الأسبوع. وبعد كل هذه المعطيات، لابد لمجتمعنا أن يعيد النظر في وجبات الولائم والأفراح، على أن تحظى الأسماك باهتمام أوفر من اللحوم التي ساهمت في زيادة الأوزان وتغيير التركيبة الجسمانية للأفراد، وإذا كان البعض لا يرى أهمية أو جدوى ذلك والاستمرار على ولائم اللحم، فإن نصيحتي هي الحرص على تناول السمك المشوي مرتين على الأقل أسبوعيا في منازلكم، وسلامة صحتكم.