يعتبر نساء الأسكيمو أقل نساء العالم عرضة للأمراض القلبية. فقد كشفت دراسات طبية عن أن الإكثار من تناول الأسماك والمأكولات البحرية يحمي قلوب النساء من المرض. وأظهرت أحدث الدراسات، التي أجريت في كلية هارفارد للصحة العامة، أن خطر إصابة السيدات بمرض القلب التاجي يكون أقل ما يمكن في جرينلاند، مما يثبت أن هؤلاء النسوة يعتمدن على شيء ما في غذائهن، هو الذي يمنحهن الوقاية والقوة. وكانت دراسات سابقة قد بينت، أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأسماك مثل شعوب الأسكيمو وألاسكا وحتى اليابانيين الذين يعيشون في المناطق الساحلية ويعملون في مهنة الصيد، أقل عرضة للإصابة بتصلب الشرايين ومرض القلب التاجي، إلا أن هذه الدراسات أجريت على الرجال دون النساء. هذا وحول أهمية تناول الأسماك بشكل عام، فقد توصلت دراسة أجراها باحثون فرنسيون وايرلنديون أيضا إلى أن تناول السمك بانتظام ينظم نبضات القلب ويحمي من السكتات القلبية التي تؤدي إلى الوفاة. وأجريت الدراسة التي نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية على 9758 رجلا تتراوح أعمارهم بين ال 50 - 59 عاما يعانون من أمراض تاجية قام الباحثون بمتابعة نبضات القلب لديهم ومقارنتها بمدى تناولهم للأسماك. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون السمك أكثر من مرتين في الأسبوع قل لديهم التسارع في نبضات القلب وكانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتات القلبية. وأوضحت الدراسة أن المعدل الطبيعي لنبضات القلب يتراوح بين ال 70 إلى 80 نبضة في الدقيقة وأن زيادة نبضات القلب عن 90 نبضة يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتات القلبية. وأشارت الدراسة إلى أن تناول السمك يزيد أيضا من نسبة الكولسترول الجيد كما يقلل من ضغط الدم. وجاءت هذه الدراسة لتدعم دراسة سابقة كانت قد كشفت أيضا بأن تناول الأسماك الزيتية **مك السالمون والتونة مرتين في الأسبوع على الأقل قد يمنع الإصابة بالأزمات القلبية. ووجد الأطباء دليلا على أن مادة الأميجا 3 أو إن 3 الموجودة في هذا النوع من الأسماك يمكن أن تمنع الحركة غير المنتظمة للقلب والتي قد تؤدي إلى أزمة قلبية. ووجد الأطباء أن الأسماك الزيتية يمكن أن تمنع نبضات القلب غير المنتظمة. وأن تحول دون وجود كميات زائدة من الصوديوم والكالسيوم في القلب. ويمكن لهذه الإفرازات الكهربية الزائدة، أن تسبب تغيرات عصبية خطيرة في القلب. ومع أن هذه الدراسة هي الأحدث إلا أن الكثير من الاكتشافات والدراسات العلمية قد أظهرت أن نوع الدهون التي تتناولها سواء كانت مشبعة أو غير مشبعة يغير من إنتاج مجموعة مهمة من المواد في الجسم تعرف باسم إيكوسانويدز. وتؤثر هذه المواد على ضغط الدم، تخثره، الالتهابات، وظيفة الجهاز المناعي وتشنج الشريان التاجي. تنتج زيوت السمك من نوع (أوميغا 3 سلسلة من هذه المواد (إيكوسانويدز) ثبت أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، الالتهابات وبعض أنواع السرطان، وتوفر هذه الزيوت فوائد إضافية للقلب من خلال ما يلي: تخفيض مستوى الدهون في الدم (الكولسترول، الكولسترول الضار والدهون الثلاثية). -خفيض العوامل التي تؤثر على تخثر الدم. -زيادة ارتخاء الأوعية الدموية والشرايين الكبيرة بطريقة مفيدة. -تخفيف الالتهابات في الأوعية الدموية. لا تحتوي معظم الأغذية في الوقت الحاضر على كمية كافية من زيوت السمك أوميغا 3 لتحقيق أقصى المنافع الصحية. ويمكن القول بكل بساطة أن تناول المأكولات البحرية مرتين إلى أربع مرات أسبوعياً يؤدي إلى تحسن في الصحة لدى معظم الناس. كذلك وجد أن زيوت أوميغا 3 ذات فائدة في منع حدوث بعض حالات السرطان، التهاب القولون، الصدفية، التهاب المفاصل، الربو وبعض الأمراض النفسية. ومن فوائد زيت السمك الذي يحتوي على أوميغا 3 في حماية القلب أنه يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية من خلال زيادة مستويات الأحماض الدهنية في غشاء خلايا الدم والتي تقلل بدورها من تجمع صفائح الدم وكذلك تشنجات الشريان التاجي. كذلك فإن كمية معتدلة من الأحماض الدهنية يمكن أن تقلل من القابلية للإصابة بالارتعاش البطني وبذلك تقلل من خطر الموت بسبب أمراض الشرايين التاجية. كذلك وجد الباحثون أن المرضى الذين يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يقللوا أو يتخلصوا نهائيا من الحاجة إلى هذه الأدوية من خلال تغير أنماط حياتهم ونظامهم الغذائي. هذا وأثبت العلماء في جامعة ساوثامبتون البريطانية، على وجه اليقين، أن الأسماك الزيتية تحمي الإنسان من الإصابة بأمراض القلب والسكتات. فقد وجد هؤلاء أن زيوت أوميغا-3 الموجودة في الأسماك تمنع تراكم الدهون وترسبها في جدران الشرايين التي إذا بقيت دون علاج فإنها ستسد مجرى الدم الواصل للقلب والدماغ، وتسبب الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية. وقام الباحثون في دراستهم بمتابعة 162 مريضا ممن ينتظرون إجراء العمليات الجراحية المخصصة لإزالة المستويات العالية الخطرة من الصفائح الدهنية المتراكمة في الشرايين، تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، بحيث تناولت الأولى كبسولات زيت السمك من نوع أوميغا-3، وتناولت الثانية كبسولات زيت عباد الشمس، بينما تعاطى أفراد المجموعة الثالثة أقراصا عادية لعناصر غير نشطة، لمدة 42 يوميا قبل خضوعهم للجراحة. ولاحظ الأطباء في دراستهم التي نشرتها مجلة (ذي لانسيت) الطبية، وجود خلايا التهابية أقل في الصفائح عند المرضى الذين تناولوا زيت السمك، مما يعني أن هذا الزيت قلل تعرضهم للإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية. " ودمتم سالمين "