تحدى مئات الآلاف من السوريين القمع الوحشي وخرجوا في مظاهرات حاشدة بمحافظات عدة أمس في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم (جمعة تسليح الجيش الحر). وأطلقت قوات النظام النار على المحتجين ما أدى إلى سقوط 75 قتيلا على الأقل؛ منهم 34 في محافظة حمص. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجنود النظام في إدلب، بينما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن السلطات منعتها من دخول حي بابا عمرو في حمص لإدخال مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصا قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن قذيفة مورتر على احتجاج مناهض للرئيس بشار الأسد في بلدة الرستن في محافظة حمص. وصورت لقطات نشرها نشطاء على موقع اجتماعي على شبكة الإنترنت لحظة وقوع الانفجار، حيث شوهدت أشلاء بشرية وجدران مخضبة بالدماء في زاوية المجمع. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن بين قتلى الأمس 14 أعدمتهم قوات النظام في حي بابا عمرو ، 15 في إدلب، 9 في دير الزور، 9 في حلب إضافة إلى 4 في حماة واللاذقية. وخرجت تظاهرات الاحتجاج المناوئة للنظام في حمص، إدلب، حماه، درعا، حلب، القامشلي وأريافها. وفي ريف دمشق، أطلقت عناصر الأمن والشبيحة الرصاص الحي على المتظاهرين في دوما وسقبا حمورية، في الوقت الذي فرقت قوات الأمن عددا من التجمعات في حيي الميدان وكفرسوسة بوسط العاصمة. ووقعت اشتباكات عنيفة في محافظة دير الزور بين منشقين عن الجيش وقوات الأسد. وأفاد ناشطون أن جيش الأسد اشتبك مع جنود من الجيش السوري الحر في أكثر من مدينة من المحافظة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو بابا عمرو. وأعلن جاكوب كيلنبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان البارحة، أنه لم يسمح للجنة ولا للهلال الأحمر السوري بدخول حي بابا عمرو في حمص،. وفي موقف جديد اعتبره المراقبون بادرة لتغيير في الموقف الروسي الداعم لنظام الأسد، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن معاهدة الصداقة والتعاون التي أبرمها الاتحاد السوفياتي السابق مع سورية عام 1980 التي لا تزال سارية المفعول، لا تلزم روسيا بتقديم مساعدة عسكرية لسورية في حال تعرضها لتدخل خارجي.