دمشق، الدوحة، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال ناشطون وسكان إن قوات الجيش السوري شنت أمس هجمات واسعة وشرسة داخل العديد من أحياء حمص مع توغل المزيد من القوات النظامية إلى المدينة خلال الأيام الماضية. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط نحو مئة قتيل أمس، غالبيتهم من المدنيين، مشيرة إلى أن أكثر من 60 شخصاً قتلوا في «شارع الحاكورة» ببابا عمرو في حمص جراء القصف العنيف الذي أدي إلى دمار واسع. كما تحدث الناشطون عن قتلى وجرحى في إطلاق نار كثيف وحملة مداهمات واسعة في حرستا بريف دمشق، واعتقالات واسعة ودهم لمنازل في منطقتي جوبر والمزة بالعاصمة السورية دمشق، وعن قتل 27 شاباً من إدلب على يد قوات حكومية حين داهموا ثلاث قرى في المحافظة. وعن تطورات حمص، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العشرات سقطوا أمس بين قتيل وجريح في حي بابا عمرو من جراء القصف المتواصل لليوم التاسع عشر على التوالي. وقال ناشطون إن مئات القذائف أمطرت حي بابا عمرو لأكثر من ساعتين، كما تركز القصف أيضاً على حيي الرفاعي وكرم الزيتون. وذكر شاهد يختبئ قرب بابا عمرو انه «لا يوجد مكان آمن في المنطقة حالياً»، وإنه يحاول الهروب من القصف العنيف. أما في إدلب، فقالت جماعة معارضة إن القوات السورية وميليشيا موالية للنظام قتلوا 27 شاباً حين داهموا ثلاث قرى في محافظة إدلب. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان إن غالبية الشبان وكلهم مدنيون أصيبوا بطلقات في الرأس والصدر داخل منازلهم أو في شوارع قرى ايديتا وابلين وبلشون في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. وذكرت الشبكة في بيان أن قوات الجيش طاردت المدنيين في قراهم واعتقلتهم ثم قتلتهم بلا أي تردد وأنها ركزت على الشبان ومن لم يتمكنوا من الهرب قتلوا. وأضافت أن المسؤولية عن هذه المذبحة تقع على عاتق «القائد العام للجيش والقوات المسلحة بشار الأسد»، مشيرة إلى أن شاباً واحداً هو الذي نجا. وأظهرت عدة تسجيلات فيديو التقطها نشطاء في ادلب ولم يتسن التحقق منها من مصدر مستقل جثث شبان بها آثار أعيرة نارية في الشوارع وداخل منازل. وفي تسجيل فيديو ظهرت جثث ثلاثة شبان أحدهم مصاب بعيار ناري في الصدر على أرضية منزل في بلشون. وقال صوت يستعرض الجثث وسط أصوات نحيب نساء في الخلفية إن هذا هو الشهيد حسن عبد القاضي السعيد وشقيقه حسين وقريبهم بشير محمد السعيد وإن قوات الأسد قامت بتصفيتهم في مذبحة 21 شباط. كما تحدث ناشطون عن انشقاق المئات من الجنود عن الجيش النظامي خلال الساعات الماضية في إدلب، إلا انه يصعب التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة. وقد شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً أمنياً خطيراً، حيث نفذت القوات السورية عملية عسكرية تسببت بمقتل 33 شخصاً، بحسب المرصد السوري ومنظمات معارضة أخرى. وفي دمشق استمرت التظاهرات «الطيارة» في العاصمة التي شهدت خلال الأيام الأخيرة حركات احتجاجية عدة تخللها إطلاق نار. وسارت تظاهرات في أحياء جوبر وكفرسوسة وبرزة حيث الإضراب مستمر ومنطقة التضامن. كما سارت تظاهرتان طلابيتان في حي الميدان وأخرى في حي ركن الدين. وسجلت تظاهرات في يبرود وقطنة وأخرى نسائية في التل في ريف دمشق. وأفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي إن قصفاً سجل على وادي بردى والمناطق الجبلية في الزبداني في ريف العاصمة، مذكراً بأن الريف يعيش معظمه «من دون ماء وكهرباء واتصالات». كما اورد المرصد ان قوات الامن السورية نفذت امس «حملة اعتقالات في المدينة الجامعية في حلب بعد تظاهرة طالبية خرجت في كلية الكهرباء» ووجهت بإطلاق الرصاص من قوات الأمن، الذي اوقع عددا من الجرحى. وتشهد جامعة حلب منذ ايام تظاهرات شبه يومية تطالب باسقاط النظام السوري. وقال عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني السوري» المعارض محمد ياسين النجار ل « الحياة»، إن «جامعة حلب شهدت أمس انتفاضة شارك فيها آلاف الطلاب، الذين استطاعوا تحطيم تمثال (الرئيس السوري السابق) حافظ الاسد، ورفعوا علم الاستقلال في الجامعة»، وأكد «أن قوات عسكرية تابعة للنظام أطلقت النار على طلبة الجامعة داخل الحرم الجامعي». وأضاف أن «القصف المباشر استمر امس في حمص»، لافتاً الى أن المجلس الوطني الوطني السوري اجتمع مع مسؤولين في الصليب الأحمر في جنيف أمس، و «وضعهم في صورة الحال المأسوية والإبادة الجماعية الممنهجة التي يقوم بها النظام في حمص». في موازاة ذلك، أفاد المرصد السوري أن أكثر من 7500 شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011 معظمهم من المدنيين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «بين القتلى 5542 مدنياً و2029 عنصراً من الأمن والجيش بينهم أكثر من 400 منشق». وتواجه السلطات السورية الحركة الاحتجاجية بقمع شديد وبحملات اعتقال. وبدأت الاحتجاجات سلمية في مناطق عدة أبرزها درعا في الجنوب، ثم توسعت لتشمل محافظات حمص وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وريف دمشق، ومنذ أيام إلى محافظة حلب (شمال) ومدينة دمشق. واتخذت المواجهات طابعاً عسكرياً لا سيما منذ شهرين، مع لجوء قوات النظام إلى تنفيذ اقتحامات واستخدام المدفعية في قصف مناطق عدة، لا سيما حمص، ومع توالي الانشقاقات في الجيش السوري. ولا يملك المنشقون سلاحاً ثقيلاً، لكنهم يستخدمون أسلحتهم الرشاشة والخفيفة في بعض المواجهات مع الجيش النظامي. وبين القتلى في سورية العديد من النساء والأطفال الذين يوزع الناشطون صورهم في أشرطة فيديو على شبكة الإنترنت.