تعج أحياء المملكة وملاعب «الحواري» فيها بلاعبين صغار السن، هذه الملاعب هي من خرجت أشهر نجوم كرة القدم، فجميعهم بدأوا من ملعب ترابي في الحي الذي يسكنونه.. أحيانا يجتمع فريق من حي لينافس حيا آخر وينتظر كل هؤلاء شهر رمضان لتقام الدوريات، هذه الملاعب تعج أيضا بالكشافين الذين ما إن لمحوا تميز لاعب إلا وركضوا لجذبه رغبة في الكسب أو لمد أنديتهم بخدماته.. ولكن أول ما يصطدمون به هو أن هذا اللاعب ولد ونشأ في المملكة لكنه غير سعودي الجنسية، فيضطر البعض لنقله إلى دول الخليج الأخرى كقطر والبحرين والإمارات.. هكذا بدأ المقيمون بالانتقال لدول الخليج ليحصلوا على فرصتهم بالرغم من أن الأسس الرياضية كانت من هنا من هذه الأرض. خطوة التجنيس وكما يقول الخبراء الرياضيون لم نستحدثها نحن في المملكة فقد سارعت نحوها جميع دول العالم، وفي الخليج اعتمدتها قطر والإمارات والبحرين والقائمة تطول. ثقافة التجنيس يقول الأمين العام المساعد للاتحاد القطري والمدير التنفيذي للاعبين المحترفين علي النعيمي عن تجربة بلاده في التجنيس والأسباب التي دفعتهم لهذه الفكرة التي بدأت بدراسة احتياجات الدولة من اللاعبين للمنافسة وتكوين قاعدة رياضية قوية.. قضية التجنيس ليست مبتدعة من قطر، فالعالم كله يجنس.. ففرنسا في كأس العالم كان لديها تسعة لاعبين مجنسين وكذلك اليابان وغيرها، كما أن هذا الأمر حدث في دول تعدادها كبير جدا، لكن في قطر لدينا عدد السكان قليل والمواهب في فترة من الفترات أصبحت أقل فكان لا بد من عملية التجنيس وحدثت، ولكن كان لابد من الانتقاء، فنحن نجنس اللاعب الذي يرفع من مستوى الفريق أو المنتخب في أي لعبة من الألعاب، وعلى هذا الأساس تم تجنيس اللاعبين لتغطية النقص الحادث في فترة زمنية معينة، والفكرة كانت لفترة مؤقتة وليست دائمة، مشيرا إلى أن عملية التجنيس تمت عن دراسة ووجدوا أنهم في حاجة لشغل مراكز معينة حتى يجتازوا الفترة. وقال النعيمي: الآن لدينا منتخب الشباب جميعهم قطريون ولا يوجد مجنسون لأن المستقبل القريب سيكون لأبناء قطر، وكذلك منتخب الناشئين وأكاديمية أسباير تقوم بدورها في تفريخ اللاعبين للمنتخبات في أكثر من لعبة، موضحا أن نظام اتحاد الكرة القطرية يسمح بنظام اللاعب المقيم، ومن الممكن أن يلعب فترة للنادي، بعد ذلك يتم اختياره للمنتخب عندما يكون لاعبا جيدا وبعدها يمنح الجنسية، مضيفا نعم قدم لدينا الكثير من المقيمين في السعودية من ضمنهم حارس المنتخب محمد صقر وماجد محمد ومجدي صديق ولعبوا في الأندية ولكن العدد ليس كبيرا جدا، ولكن حضرت مجموعة وليس الجميع جنس حتى الأندية لم تقبلهم لكن من مثلوا المنتخب ثلاثة أو أربعة منهم.. وعن قيمة اللاعب القادم والكشاف قال إن المبالغ لا تحضره ولكنها ليست كبيرة، مشيرا إلى أنهم يبحثون عن اللاعب الصغير في السن للتأقلم مع المجتمع ويمكن أن يبرز ولكن على حد قوله الكبير لا يستطيع ذلك. الانتقال للخارج وقال اللاعب خالد الجبرتي: إنه نشأ وتربى ودرس في جدة وتحديدا حي العزيزية لكنه انتقل لقطر، مضيفا «هناك مجال للعب فأنا انتقلت عن طريق أحد السماسرة»، فقد كنت أفضل التواجد بين أهلي في المملكة ولكن عدم وجود فرصة سانحة هو ما نقلني لقطر، متمنيا أن تمنح فرصة للمقيمين قائلا: هناك لاعبون مقيمون لو ذهبوا لأي ناد في دول الخليج لمنحوا الفرصة، فهناك زميل لي من جدة الآن مع منتخب البحرين ومن الممكن أن يتأهلوا لنهائيات كأس العالم، ولكن كنت أتمنى أن تسنح لي الفرصة في السعودية للبقاء بجوار أسرتي، فأنا الآن أحضر لجدة كل أسبوع». وعن اللاعبين الذين استقطبهم لقطر قال إنه ساعد أكثر من 20 لاعبا مقيما في جدة للانتقال للدوحة. فرصة لمواليد المملكة يقول عضو الاتحاد السعودي طارق كيال: كأن «عكاظ» تقرأ توجهاتنا، حيث أتولى الآن موضوع الناشئين والشباب، وستكون هناك دراسة لمنح فرصة للمقيمين لتمثيل هذه الفئة على الأقل لاعب أو لاعبين ويكونوا من مواليد المملكة ليشاركوا في الدوري السعودي، مشيرا إلى أنهم سيقدمون دراستهم وتوصياتهم وسينتهون منها بعد الحج، وسينتظرون الموافقة عليها، مضيفا ستكون هذه الدراسة عبارة عن منح فرصة للمقيمين للعب في الأندية بدرجتي الناشئين والشباب وتمثيل أندية الدرجة الأولى بصورة مبدئية، ومن الممكن بعد ذلك أن يحترفوا في الأندية الممتازة كلاعبين محترفين أسوة باللاعبين الأجنبيين الخارجيين على أن يكون محترفا أجنبيا داخليا. وعن مدى تقبل الأندية لذلك قال إنه في بعض الأحيان يكون المحترف الأجنبي الداخلي أفضل من الخارجي ماديا وفنيا. اللعب في الاتحاد عبد الله عمر أو محمد عمر هما اسمان لشخص واحد وهو الظهير الأيمن لمنتخب البحرين وفريق نيوشاتل السويسري الذي أبدع في مباراة الملحق أمام المنتخب السعودي، والتي خرج على إثرها المنتخب السعودي من كأس العالم، وقد لا يعلم الكثيرون أن هذا اللاعب بدأ من حواري جدة أيضا وتحديدا في حي النزلة، وكان يحصل على 500 ريال عن كل مباراة يلعبها.. لم تقف عقبة المشاركة مع أحد الأندية السعودية أمامه كونه مقيما على أرضها بل انتقل إلى الإمارات رغبة منه في الحصول على فرصة رأى أنه يستحقها لكنه لم يجد نفسه هناك، ثم انتقل لإنجلترا ليتدرب مدة عام كامل في فريق درجة ثالثة ولكن لم يسجل أيضا، ثم انتقل للبحرين ليتميز ويلعب لمنتخب البحرين للكرة الشاطئية ومن ثم فريق المحرق البحريني ثم احترف في نيوشاتل في بداية الأمر. قال محمد عمر صاحب ال 22 ربيعا «قصتي طويلة والجميع يعرفها لكن كان حلمي تمثيل أحد الأندية السعودية، فأنا أشجع نادي الاتحاد. وعن إمكانية منح الفرصة للمقيمين اللعب كمحترفين في الأندية السعودية أشار إلى أنها خطوة رائدة يتمنى أن تتحقق، ولم يخف محمد حلمه بالاحتراف في أحد الأندية السعودية حبا في هذه البلد ورغبة في البقاء بجوار أسرته، وأكد أنه في حال السماح للمقيمين باللعب سيكون بذلك مطمئنا على مستقبل شقيقه الأصغر. بينما قال مهدي الضيفي الذي حول هوايته وترك ممارسة كرة القدم: «شقيقي لعب لأحد أندية إنجلترا ولكن لدرجة الشباب لأنه هاجر من هنا (السعودية) وهولا يزال في ال 18 من عمره، ولعب لنادي ويست هام يونايتد في لندن ولكن لم يكمل في المجال الرياضي فأنا وأخي لم يعد لدينا التوجهات التي كانت في السابق بممارسة كرة القدم».