أعرب سياسيون يمنيون تحدثوا ل «عكاظ» عن تفاؤلهم بالمرحلة المقبلة من تاريخ اليمن ووضعوا ثقتهم في قدرة الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي على قيادة البلاد نحو الاستقرار والانتقال باليمن إلى عصر جديد عطفا على ما يمتلكه من حنكة سياسية ومخزون جيد من العلاقات مع جميع الفرقاء ومقدرة تمكنه من التعامل مع واقع اليمن الجديد تحت كل الظروف والاحتمالات. الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل وصف في حديثه عن المرحلة المقبلة بأن القدر وضع الرئيس عبد ربه أمام هذا الظرف الاستثنائي لأهميته فهو يعد القنطرة التي يمكن أن ينقل اليمن إلى مرحلة جديدة بعد أن وصلت الثورة اليمنية إلى مأزق جراء عدم استطاعة الرئيس علي عبدالله صالح العودة إلى ما قبل 11فبراير وعجز الثورة في إسقاط النظام كاملا أسوة بالدول الأخرى التي أسقطت أنظمتها وكان الحل المتاح هو انتخابات توافقية واختيار عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا. وأضاف السقاف: إن عبد ربه عرفه الناس .. يتوارى في الظل ولا يعني هذا أنه لا يمتلك القدرة على القيادة بل لديه حنكة سياسية إلا أن موقعه السابق فرض عليه وضعا مختلفا كما حدث في كل البلدان العربية وليس اليمن فقط، ولكن الآن عندما اختير رئيسا توافقيا وبشرعية انتخابية سيسعى إلى انتشال البلاد من أزماتها بتكاتف الجميع إلى بر الأمان.. وسيتخلى بحسب التوقعات عن الحياة الحزبية حتى لايخضع للتنازلات. واستطرد رئيس مركز دراسات المستقبل قائلا: كسب عبد ربه منصور هادي تأييدا داخليا من جميع الأطراف وإقليميا من دول الجوار ودوليا من الدول الصديقة ولذلك سيحظى بدعم كبير في تجاوز جميع الملفات الشائكة ابتداء من الجيش والأمن والدستور وملفات الاقتصاد والحوار والاتصال وستكون مرحلة قيادته لليمن خلال الفترة التي سيحكم فيها البلاد عبارة عن مرحلة تأسيس وهيكلة للنظام الأمني والسياسي، ويتوجب علينا نحن أبناء اليمن أن نقف إلى جانبه وأن لا نتوقع منه الكثير خلال العامين القادمين. وأكد السقاف أن هادي يمتلك تجربة وخبرة إضافة إلى أنه شخصية تدرك جسامة المهام في هذا الظرف الاستثنائي فهو ذكي ويرتبط بعلاقات جيدة مع كل القوى على الساحة اليمنية. من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء الدكتور عبدالله الفقيه: إن اليمن في عهد عبد ربه منصور هادي سيعيش أجواء من التفاؤل وسيواجه الكثير من التحديات التي تضعة أمام احتمالين إما التحول إلى بؤرة للاضطرابات في حالة الفشل في قيادة البلاد وهذا ما نرفضه، أو الخروج إلى بر الأمان في حالة تكاتف الجميع، وهذا ما نتمناه. وأضاف : من الصعب أن يرسم الإنسان الواقع الجديد في عهد عبد ربه منصور هادي كون الوضع لايزال متأرجحا، وكل أملنا أن يقوم الأشقاء في دول الخليج والدول الصديقة بدور ريادي وبارز في دعم أمن اليمن واستقراره، كما أن الانتخابات خلقت نوعا من التحسن في الخدمات والأوضاع وهذا ما يدعو للتفاؤل. وأشار الفقيه إلى أن الانتخابات الرئاسية اكتسبت أهمية كبيرة لكونها ستسهم نتائجها في انتقال سلمي للسلطة وستسهم كذلك في محاربة الإرهاب والفساد، مبينا أن التصالح والتسامح مطلوب وسيكون على حساب الأهداف، والسلطة ينبغي أن يعاد توزيعها بطريقة عادلة وأن يعملوا على حل جذري لعدد من القضايا التي تواجه البلاد. ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن الاختبار الحقيقي أمام عبد ربه منصور هادي هو حل قضية الجنوب والحوثيين وذلك ما قد يسهم في تحقيق الأمن إذا ما عولجت القضيتان بشكل سريع لذلك مطلوب من الرئيس هادي أن لا ينتظر طويلا ويتحرك سريعا وعلى كل جبهات خلال العامين القادمين وفقا لخطة عمل وبرنامج مسبق وأن يعمل على توحيد الجيش وإيجاد حوار وطني.. وختم الفقيه معربا عن أمله بأن لا يكرر الرئيس عبد ربه التجربة السابقة لسلفه ويترك جميع القضايا التي أشعلت الأوضاع وزادت من حدة التوتر بين الحكومة والمواطن معلقة مثل الفساد والاستبداد والإقصاء فلم يعد اليمنيون كما كانوا في السابق فالظروف الراهنة تفرض التغيير للأفضل.